الثلاثاء 2018/04/03

آخر تحديث: 11:18 (بيروت)

وفد تركي في ريفي حماة وإدلب..يبدد مخاوف الاهالي

الثلاثاء 2018/04/03
وفد تركي في ريفي حماة وإدلب..يبدد مخاوف الاهالي
لوضع خريطة نهائية لمنطقة "خفض التصعيد" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
استطلع وفد تركي، صباح الإثنين، مناطق مختلفة من ريفي إدلب الجنوبي والغربي وريف حماة الشمالي، استعداداً لتثبيت نقاط "وقف إطلاق النار" في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك قبل يومين من انعقاد قمة ثلاثية تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنظيريه الروسي والإيراني.

وجاب الوفد التركي برفقة عربات عسكرية تتبع "فيلق الشام"، مناطق واسعة؛ من خان شيخون جنوبي إدلب ومنها إلى مدينة مورك؛ آخر نقاط سيطرة المعارضة في ريف حماة الشمالي، ومنها إلى لطمين وكفرزيتا، فجسر الشغور، مروراً بالهبيط والعنكاوي والقرقور. وانتهت الجولة الاستطلاعية في بلدة خربة الجوز المحاذية للحدود التركية غربي إدلب.

وزار الوفد التلال المرتفعة في تلك المناطق والتي تشرف على مساحات جغرافية واسعة، كما تركزت الزيارة على نقاط عسكرية منها خزانات خان شيخون، التي كانت تعد من أكبر معسكرات النظام في إدلب، وتل مورك المشرف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام جنوبي وشرقي المدينة، وتل عثمان وبلدة لطمين، إضافة إلى بلدات سهل الغاب من الناحية الشرقية والمشرفة على مناطق سيطرة النظام وأهمها معسكر جورين.

وتأتي زيارة الأتراك الاستطلاعية الأولى لنقاط التماس مع قوات النظام في تلك المناطق لمسح المنطقة عسكرياً، ووضع خريطة نهائية لمنطقة "خفض التصعيد" الشمالية، قبل يوم واحد من اجتماع موظفين رفيعي المستوى أتراك وإيرانيين وروس في العاصمة التركية أنقرة، لتثبيت مقررات مؤتمر أستانة بين الأطراف "الضامنة" للاتفاق، تمهيداً لصياغة بيان ختامي بحضور رؤساء الدول الثلاث في القمة الثلاثية المرتقبة في العاصمة التركية، الأربعاء.

وأضفت جولة الوفد التركي في مناطق حماة وإدلب حالة من الارتياح لدى أهالي المناطق بعد غموض مصير البلدات القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام، خاصة مورك وكفرزيتا، وبلدات القسم الشرقي من سهل الغاب وقلعة المضيق، بعد حوالي شهر من تهديد روسي باجتياح المنطقة عسكرياً وصولاً إلى جبل شحشبو.

رائد خليل، أحد أبناء بلدة كفرزيتا، قال لـ"المدن": "وضعت زيارة الوفد التركي حداً للتكهنات بتسليم مناطق من ريف حماة الشمالي للنظام، خاصة بلدة مورك التي تمثل خاصرة للثوار وحامية للبلدات المحاذية لها في الشمال والغرب، بعد التهديدات التي نقلها ضباط روس لوفد تفاوض عن قلعة المضيق. كذلك حالة التخوف من رد فعل النظام بعد المعركة الأخيرة التي أعلن عنها الثوار في ريف حماة". وقال خليل: "توقع الأهالي تقدم قوات النظام باتجاه مدينة كفرزيتا وبلدات اللطامنة وقلعة المضيق ومورك، بعد معركة (الغضب للغوطة) التي لم تستمر لأكثر من يوم واحد، وهو السيناريو ذاته الذي جرى بعد تقدم قوات المعارضة في أبو دالي وقرى من ريف حماة الشرقي، وسرعان ما استعاد النظام سيطرته على تلك المناطق وتقدم شمالاً وسيطر على أكثر من 100 قرية في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الشرقي".

وتحمل مشاركة آليات عسكرية تتبع لـ"فيلق الشام" لمرافقة الوفد التركي رسالة أخرى للفصائل، بتميز العلاقة التركية مع "الفيلق" في الشمال السوري، خاصة بعد تنامي دوره في حل النزاع بين الفصائل، ووقوفه على الحياد في الاقتتال الدائر بين "تحرير سوريا" و"تحرير الشام".

وكانت "الهيئة السياسية في محافظة إدلب" قد أصدرت بياناً دعت فيه القوات التركية للانتشار في كافة أرجاء المحافظة، وحماية 4 ملايين شخص من "إجرام قوات النظام وحلفائه، والإرهاب الذي يضرب إدلب"، بغية "ترسيخ الأمن والاستقرار، وإعادة تأهيل القضاء المدني وتفعيل دوره، ودعم الحل السياسي، وتشكيل جهاز شرطة لحفظ الأمن والقضاء على كافة أشكال الإرهاب".

وانخفضت ثقة الأهالي بقيادات الفصائل العسكرية المعارضة، بسبب تكتمهم عن نتائج مقررات أستانة، وهو ما أودى بحياة مئات الشباب في معارك ريف إدلب الشرقي، ونزوح آلاف العائلات، ليكتشف الأهالي في ما بعد أن المنطقة جزء من اتفاقية "خفض التصعيد". لذلك فإن حضور الوفد التركي واطّلاعه على نقاط عسكرية، من دون تثبيت نقاط وقف إطلاق نار، هو مؤشر إيجابي ومصدر ارتياح نظراً لاحتمال إقامة "نقاط مراقبة وقف إطلاق نار"، على غرار ما حصل في ريف إدلب الشرقي، بتثبيت نقاط تركية في الصرمان وتل الطوقان.

وتزامناً مع زيارة وفد الاستطلاع التركي، تظاهر المئات من أبناء مناطق ريف إدلب الشرقي والعشائر أمام نقطة مراقبة "وقف إطلاق النار" في بلدة الصرمان شرقي معرة النعمان، والتي تتخذ من صوامع البلدة مقراً لها. وطالب المتظاهرون الجانب التركي بالضغط على "الضامن" الروسي لسحب قوات النظام من القرى والبلدات شرقي سكة حديد الحجاز تمهيداً لرجوع آلاف العائلات إلى قراهم بعدما هجروها خوفاً من أعمال انتقامية من قوات النظام، التي سيطرت على المواقع المحاذية لسكة الحجاز نهاية العام 2017، ما أدى لأكبر موجة نزوح تشهدها محافظتي إدلب وحماة منذ تهجير أهالي مدينة حلب نهاية العام 2016.

وفيما تحمل زيارة الوفد التركي في طياتها رسالة طمأنة للمدنيين بمنع تقدم النظام، فهي تحمل في وجهها الآخر رسائل للفصائل العسكرية بإنهاء النزاع الفصائلي، وبأن الوقت قد حان لاستقرار الأوضاع في إدلب، وفق تصريحات الرئيس التركي في شباط/فبراير، بأن حل مشكلة إدلب سيكون عقب الانتهاء من عفرين، تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى ديارهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها