الإثنين 2018/04/02

آخر تحديث: 13:16 (بيروت)

خصوم "جيش الإسلام" يسألون عن مقتل "أبو علي إدارة"

الإثنين 2018/04/02
خصوم "جيش الإسلام" يسألون عن مقتل "أبو علي إدارة"
استمرار تهجير المدنيين من دوما (Getty)
increase حجم الخط decrease
قُتِلَ قيادي من مؤسسي "جيش الإسلام" مع شقيقه، الأحد، جراء قصف مدفعي لمليشيات النظام على مدينة دوما. وقال الناطق باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، لـ"المدن"، إن "أبو علي الأجوة وشقيقه أبو عمر، قتلا عند الساعة الواحدة من صباح السبت بقذيفة فوذليكا، وكان يستقلان دراجة نارية في أحد شوارع دوما". وأضاف أن "أبو علي أسعف إلى أحد النقاط الطبية، ولكنه فارق الحياة نتيجة إصابته بجروح بالغة، فيما قتل شقيقه على الفور".

توضيح بيرقدار جاء بعد اتهامات وُجهها مُعارضون مناوئون لـ"جيش الإسلام" بضلوعه في تصفيتهما. والرواية المخالفة قالت إن "جيش الإسلام" قتل "أبو علي إدارة" وشقيقه "أبو عمر مالية"، بعدما أخرجا والدهما عن طريق معبر مخيم الوافدين مع بعض عائلات "جيش الإسلام" إلى دمشق.

وما ساهم في انتشار رواية اغتيال القيادي في "جيش الإسلام" وشقيقه، هو عدم نشر "الجيش" أو أهل القتيلين، أي صور لهما تثبت مقتلهما بقذيفة مصدرها المليشيات. وقال بيرقدار: "أبو عمر استشهد على الفور بعد إصابته بشظية في رأسه، وأبو علي كانت جراحه بالغة نتيجة الشظايا". وأضاف بيرقدار في حديثه لـ"المدن": "أقولها صراحة استغلت هذه الحادثة لضرب قيادة جيش الإسلام، ودقّ أسفين ما بين قيادة الجيش والمجاهدين، وما بين المتابعين للجيش وأعماله"، مشيراً إلى أن "خصوم جيش الإسلام على مدار سنوات الثورة كان يستغلون مسار الأحداث، وينتهزون بعض الثغرات للبدء بالتشويش والتشويه".

وتبنى إعلام النظام رواية مناوئي "جيش الإسلام" من المعارضة السورية، وقالت مصادر موالية للنظام إن "جيش الإسلام" اغتال أحد قيادييه في مدينة دوما.

ورداً على الشائعات طالب ناشطون "آل الأجوة" في دوما بإصدار بيان لتبيان ظروف مقتل الشقيقين، منعاً لانتشار الشائعات في دوما. وقال بيرقدار لـ"المدن": "عدم نشر صور الشهيدين أو إعلان بيان رسمي عن مقتلهما جاء بناءً على طلب ذويهما".

ويُؤخذ على "جيش الإسلام" تحفظه على نعي أحد قياديه، وإتمام مراسم دفنه بسرية تامة من دون نشر صور للقتيلين بعد مقتلهما. ويعتبر ناشطون أن التعتيم على الحادثة هو أحد الدلائل التي يتم الاعتماد عليها لاتهام "جيش الإسلام".

مصدر مدني، نفى لـ"المدن"، أن يكون "جيش الإسلام" قد اغتال "أبو علي"، وقال: "ذهبت إلى مكان وقوع الحادثة، وعاينت مكان وقوع القذيفة بنفسي، ولكن لم أرَ جثة القتيلين".

و"أبو علي إدارة"، هو أحد مؤسسي "جيش الإسلام"، وشقيق "أبو نوح" النائب السابق لقائد "جيش الإسلام" الذي قتل في أيلول/سبتمبر 2015، خلال معركة "الله غالب" التي أطلقها "جيش الإسلام" في محيط "ضاحية الأسد"، والجبال المطلة على الغوطة الشرقية.

مقتل "أبو علي" جاء في وقت يلفّ فيه الغموض مستقبل مدينة دوما، وحالة من الفوضى بين أوساط المدنيين يرافقها فجوة بين "جيش الإسلام" وحاضنته الشعبية، خاصة بعد خروج أول دفعة من المُهجّرين قسرياً من دوما إلى إدلب، الأحد، وسط أنباء عن خروج دفعات أخرى إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي.

ناشط حقوقي قال لـ"المدن" إن "شخصيات مناوئة لجيش الإسلام تستغل حملة النظام وروسيا على الجيش لضرب حاضنته الشعبية، وتشويه صورته"، لافتاً أن "جيش الإسلام ارتكب خلال حكمه لمدينة دوما في السنوات الخمس الماضية انتهاكات عديدة بحق المدنيين، أوجدت أرضية خصبة لتأثير الحملات المعادية للجيش".

ومن آثار الحملة ضد "جيش الإسلام" انقسام الفعاليات المدنية داخل مدينة دوما، إزاء المفاوضات الجارية بينه وبين الروس، والتي لم تفضِ إلى نتائج واضحة حتى الآن. وأعلن "جيش الإسلام" رسمياً، في مناسبات متعددة، لـ"المدن"، عدم توصله إلى أي اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروج "جيش الإسلام" من دوما، وأرسل خطابات طمأنة للمدنيين حيال مصيرهم، مطالباً الفعاليات المدنية والمدنيين بالثبات على موقف واحد.

ولكن فوضى العلاقة بين "جيش الإسلام" والمدنيين في دوما، دفعت بمئات المدنيين بينهم حقوقيون وناشطون إعلاميون وأعضاء منظمات مجتمع مدني، إلى الخروج مع القافلة التي وصلت إلى إدلب، الإثنين، وتوافد مدنيين إلى المراكز الخاصة بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج إلى مدينة جرابلس في ريف حلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها