الخميس 2018/04/19

آخر تحديث: 11:52 (بيروت)

حمص الشمالي:لماذا أعاد الروس المفاوضات إلى نقطة الصفر؟

الخميس 2018/04/19
حمص الشمالي:لماذا أعاد الروس المفاوضات إلى نقطة الصفر؟
استهداف مدينة الرستن أثناء جلسة التفاوض (انترنت)
increase حجم الخط decrease
طرأ تحول كبير في سير مفاوضات "المصالحة" في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، الأربعاء، في الجلسة التفاوضية التي عقدت بالقرب من معبر الدار الكبيرة، بين "هيئة المفاوضات" وبين ضابط روسي رفيع. التحول كان جوهرياً، فالعملية التفاوضية كانت مبنية على مسار اتفاقات أستانة، لكن الطرفين قررا بعد جلسة الأربعاء، "تقديم رؤيتهما الجديدة للحل، لتجنيب المنطقة الحرب"، في جلسة ستعقد الأحد المقبل.

وهذا الطرح الروسي الجديد يعني العودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات التي بدأت منتصف العام 2017، بناءً على اتفاق "خفض التصعيد". وعلى الرغم من عدم إحراز أي تقدم حقيقي في مسار العملية التفاوضية، ولكن المنطقة شهدت استقراراً نسبياً، منذ ذلك الوقت.

جلسة تفاوض الأربعاء انتهت بعد انسحاب ممثل الفصائل العسكرية في مدينة الرستن الرائد محمد الأحمد، من الجلسة، احتجاجاً على قصف طيران النظام للمدينة. وسبق عقد الجلسة التفاوضية هجوم عسكري واسع لمليشيات النظام سيطرت خلاله على قرى في ريف حماة الجنوبي قبل أن تستعيد المعارضة المبادرة في عملية عسكرية معاكسة.

الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض بسام السواح، قال لـ"المدن": "جاءت موافقتنا على هذه الجلسة انطلاقاً من حرصنا الشديد على أرواح أهلنا المدنيين الذين في الغالب هم من يدفع الثمن نتيجة أي معركة، بسبب استهدافهم من قبل النظام، وحتى الجانب الروسي الداعم له عسكرياً وسياسياً".

وتابع السواح: "عند وصولنا لمكان الاجتماع ظهرت بوادر المراوغة المعتادة من قبل الجانب الروسي، إذ لم يقبل دخول المنطقة إلا بشرط إبعاد كل الإعلاميين. وبعد انعقاد الجلسة عاد بنا الروس إلى نقطة خلاف إشكالية، لا تمت إلى جوهر المفاوضات، وطلب منا نقل جلسة التفاوض إلى فندق سفير حمص أو إلى حاجز الدار الكبيرة التي تتمركز فيه قوات النظام. الأمر الذي رفضناه".

وأضاف السواح: "بعدها طلب منا الروس المصالحة مع النظام والعودة إلى حضن الوطن، الأمر المرفوض جملة وتفصيلا لدى الهيئة ومن تمثلهم بشكل قطعي. وفي خضم هذه النقاشات العقيمة التي بدأها الجانب الروسي، جاءت أخبار قصف مدينة الرستن من قبل الطيران الحربي، وعند إبلاغهم بالأمر بأنه خرق واضح للاتفاق، أجاب الروس بعدم اطلاعهم على الأمر، ما تسبب باستنكار شديد من ممثل مدينة الرستن الرائد محمد الأحمد، والذي انسحب من الجلسة احتجاجاً على عدم جدية الجانب الروسي في تحقيق تقدم حقيقي في سير عملية التفاوض". وبعدها انتهت الجلسة بالاتفاق على تقديم كل جانب لرؤيته للحل.

أثناء انعقاد جلسة الأربعاء لم يغادر طيران الاستطلاع أجواء الريف المحاصر، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي، الذي استهدف بغارات مناطق الاشتباك في القنيطرات وقبة الكردي وتل الذرة، إضافة إلى استهداف مدينة الرستن. كما استهدفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة تلك المناطق.

ممثل الفصائل العسكرية لمدينة الرستن في هيئة التفاوض الرائد محمد الأحمد، قال لـ"المدن": "بعد بدء الجلسة بين هيئة التفاوض والوفد الروسي، ورد خبر بأن الطائرات تقصف مدينة الرستن مستهدفة نقطة طبية، فأخبرنا الجانب الروسي بالأمر، فنفى أنها طائرات روسية. وقد أوضحت المراصد أن الطيران المغير تابع للنظام، ولهذا قمت بالانسحاب من الجلسة، رفضاً لهذا الأمر الذي يعطي صفة الغدر وضرب المدنيين".

العودة لـ"التسويات" الأحادية مع النظام، وإجراء "مصالحات" انفرادية، هي أهداف الجانب الروسي المباشرة من إعادة التفاوض إلى نقطة الصفر، بعد التخلي عن فكرة "خفض التصعيد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها