السبت 2018/04/14

آخر تحديث: 10:34 (بيروت)

ما هي الأهداف التي قصفتها أميركا؟

السبت 2018/04/14
ما هي الأهداف التي قصفتها أميركا؟
استهداف مواقع لانتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية (AP)
increase حجم الخط decrease
شنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، هجوماً جوياً وصاروخياً على منشآت كيماوية سورية كانت ما زالت فاعلة لانتاج أسلحة كيماوية. الهجوم بدأ مع إعلان الرئيس الأميركي ترامب قراره بتنفيذ الضربات الصاروخية واستمر لنحو 51 دقيقة، وانتهى قبل مؤتمر صحافي عقده وزير الدفاع الأميركي.

استهدفت الهجمات الصاروخية والجوية، مواقع متعددة للنظام السوري، تستخدم لانتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية. "مركز البحوث العلمية" هو جهاز متخصص في تطوير الأسلحة غير التقليدية، ويتبع مباشرة لوزارة الدفاع. أشرف الاتحاد السوفياتي على تأسيس المركز في الثمانينيات، وكان جزء من المبتعثين الطلاب اليه يوفدون إلى فرنسا بعد انهيار المنظومة الشرقية. "مركز البحوث العلمية" تحوّل لاحقاً إلى حقل تجارب للخبراء الكوريين الشماليين والإيرانيين من مؤسسات "الحرس الثوري" العلمية، وله فروع متعددة، تعليمية وصناعية.

"فرع جمرايا" التابع لـ"مركز البحوث العلمية"، يقع بالقرب من جبل قاسيون، وهو الأكثر أهمية، ويطلق عليه وصف "العقل المدبر" للسلاح الكيماوي في سوريا. عقب ضربات إسرائيلية متكررة، منذ العام 2014، نقلت نشاطات جمرايا إلى فرع "البحوث العلمية" في مصياف من ريف حمص. مركز مصياف أصبح الفرع الرئيسي للعمل تحت إشراف إيراني مباشر، في حين تخصص "فرع جمرايا" في العمليات النهائية للبرنامج الكيماوي، أي عمليات ما بعد التصنيع؛ تركيب المواد الكيماوية على القذائف والصواريخ. تعرض فرع جمرايا لأكثر من 12 صاروخاً، ليل الجمعة/السبت، وسمع دويها في أرجاء العاصمة.

فرع البحوث العلمية في مصياف، يبعد 7 كيلومترات عن وسط المدينة، وله تحصينات عالية، وطوابق تحت الأرض. فرع مصياف هو "العقل المدبر" للترسانة الكيماوية السورية، ويضم عشرات الخبراء من سوريا وإيران وكوريا الشمالية. ويشرف على الفرع اللواء بسام الحسن، وهو على علاقة طيبة ببشار الأسد، ويحظى بثقة الدائرة الداخلية للنظام. والحسن تحت العقوبات الأوروبية والأميركية.

يُعدُّ فرع مصياف المورد الرئيسي للمواد الكيماوية إلى فرعي جمرايا وبرزة، وتعرض للقصف بأكثر من 20 صاروخاً، ليل الجمعة/السبت، وعلى الأرجح فقد تمّ تدميره بشكل كبير، ومن المستبعد عودته للعمل لفترة طويلة مقبلة قد تصل إلى عام. استغرق بناء فرع مصياف 8 سنوات، ويعاد تحصينه بشكل دوري.

فرع برزة، يقع على الأطراف الشمالية لحي برزة الدمشقي، على أطراف دمشق وجبل قاسيون، وقد تعرض لأكثر من 16 صاروخاً، ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب منه واشتعال المباني، وتدمير ما لا يقل عن 80 منه. وهو الفرع الثالث من حيث الأهمية عقب فرعي مصياف وجمرايا. ويضم الفرع عدداً كبيراً من مسؤولي جهاز المخابرات الجوية السورية، وعدد من الخبراء الإيرانيين.

النظام كان قد بدأ تفريغ محتويات هذه الفروع الثلاثة منذ 7 نيسان/إبريل، وتم نقل محتويات فرعي برزة وجمرايا خلال أقل من 3 أيام، وإفراغها بشكل شبه كامل، وبعض منها نقلت إلى مطار المزة العسكري، وأخرى إلى مطار دمشق، وغيرها إلى الفروع الداخلية في كفر سوسة.

فرع مصياف الرئيسي كان قد تم تفريغه بشكل كامل في 11 نيسان. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"المدن"، فإن الاستخبارات البريطانية عملت بشكل مكثف على الملف، وركزت على عمليات الإخلاء التي سبقت الضربة، ولم تلقِ بالاً لإخلاء الدفاعات الجوية، وفقاً لمصادر مقربة من الفصائل العسكرية المعارضة المتعاونة مع التحالف الدولي.

استهداف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لأجزاء من مطار المزة العسكري، يُعتقد أنه كان رداً على محاولة الدفاعات الجوية في المطار اعتراض الصواريخ.

ورجحت مصادر في المعارضة السورية في واشنطن، في حديثها لـ"المدن"، إمكانية تنفيذ واشنطن لضربات صاروخية جديدة، في حال رفض النظام وحلفاؤه، العرض الأميركي المعلن عقب تنفيذ الهجمة الصاروخية الأولى. المصادر أشارت إلى أن تواصل قدوم حاملات الطائرات، والسفن الحربية، الأميركية، وبعضها ما زال يبحر باتجاه المتوسط، لم يكن بغاية الاستعراض، بل تصعيد الضغط حتى ترضخ قوات النظام للمطالب الأميركية. وفي حال الرفض ستستأنف الضربات الجوية.

المطالب التي أعلن عنها البيت الأبيض؛ تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية، والإعلان عن مكانها، وتدمير المخزون، والسماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بتقصي الحقائق، والامتثال لإزالة التصعيد والالتزام بالتهدئة.

وحاولت قوات الدفاع الجوي التابعة لقوات النظام، في مطار الضمير العسكري و"الفوج 16" وكتائب الدفاع الجوية التابع للفرقة الأولى في الكسوة، والخاضعة للسيطرة الإيرانية شبه الكاملة، اعتراض الصواريخ الأميركية، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. ولم ترد القوات الغربية على تلك المحاولات. وسمعت أصوات انفجارات في كتائب الدفاع الجوي في منطقة الكسوة، لكن دون تأكيد إذا ما كانت ناتجة عن قصف أو منظومات صواريخ من المضادات الجوية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها