الجمعة 2018/03/16

آخر تحديث: 11:25 (بيروت)

عملية التمديد للسيسي بدأت..من الخارج

عملية التمديد للسيسي بدأت..من الخارج
Getty ©
increase حجم الخط decrease

بدأ تصويت المصريين في الخارج في انتخابات الرئاسة، الجمعة، لغاية 18 مارس/آذار الحالي، في حين يصوّت المصريون في الداخل أيام 26-27-28 من الشهر ذاته، على أن تعلن النتيجة في 2 أبريل/نيسان المقبل.

صور ولافتات التأييد للسيسي في الانتخابات، باتت أحد معالم القاهرة والمدن الكبرى، حيث غطت الشوارع والجسور والميادين الرئيسية، مقابل غياب تام لصور منافسه موسى مصطفى موسى؛ ووفق شهادات العديد ممن وضعوا لافتات التأييد فإن الإدارات المحلية وأقسام الشرطة التابعة لها، أجبروهم على وضع تلك اللافتات.

وتحولت اللافتات المنتشرة للسيسي إلى مادة للسخرية بين المصريين، على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأن المنافس الوحيد للرئيس هو أحد أشد مؤيديه، ويضع صورة السيسي غلافاً على صفحته الشخصية في "فايسبوك".

في الوقت نفسه، لا تنقطع الاعلانات التي تبثها القنوات الحكومية الرسمية، أو الفضائيات التي اشترتها وتديرها شركات محسوبة على أجهزة تابعة للدولة، عن حث المواطنين على النزول للانتخابات والمشاركة بكثافة في أيام التصويت.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات مدة 3 أيام للتصويت، خلافا لما هو معتاد من اقتصار التصويت على يومين فقط، خشية من تكرار ما حصل في انتخابات 2014 حين بدت اللجان في يوم الانتخابات الثاني خاوية تبحث عن ناخبين، ما اضطر اللجنة لتمديد الانتخابات ليوم إضافي، مع عدد من الإجراءات لضمان نزول الناخبين، بينها الترويج الإعلامي المكثف للتوجه إلى صناديق الاقتراع، والتهديد بعودة الإخوان للمشهد مرة أخرى، وصولاً إلى التهديد بفرض غرامات مالية كبيرة على المتخلفين عن التصويت.

مراراً، تحدث السيسي عن مطالبته للمصريين بالنزول في الانتخابات والحشد بكثافة أمام اللجان. وآخر ما صرح به حول هذا الموضوع، كان يوم الأربعاء الماضي، أثناء زيارة مفاجئة له لوزارة الداخلية المصرية، دعا خلالها الناخبين إلى التصويت بكثافة في الانتخابات، باعتبار أن ذلك يشكّل "دعما للدولة ومشروعها، وتحسينا لصورة مصر أمام العالم".

ويدرك السيسي منذ وصوله للحكم أنه يعاني من اهتزاز في شرعيته، بعد إطاحته بالرئيس السابق محمد مرسي، كما أنه أطاح بكل خصومه القادرين على منافسته في الانتخابات الحالية، مثل أحمد شفيق وسامي عنان.

وتسببت الإجراءات العنيفة ضد شفيق وعنان، في انسحاب المرشحين الآخرين، المحامي خالد علي، الذي أعلن عدم مشاركته في "سباق استنفد أغراضه من قبل أن يبدأ"، وأنور السادات نجل شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، الذي أعلن انسحابه بسبب "المناخ السياسي غير المناسب، والتشويه المتعمد" للعملية الانتخابية.

وتخوض مصر الانتخابات في ظل قانون الطوارىء المفروض على البلاد منذ حادث تفجير كنيستي المرقسية ومارجرجس في الاسكندرية وطنطا، حيث خلفا قرابة 45 قتيلاً، وإصابة نحو 100 شخص.

وكان السيسي قد قال في خطاب إعلان ترشحه للرئاسة، في 19 يناير/كانون الثاني: "لو كنتم عايزين تردولي الجميل تنزلوا الانتخابات، لو ليا خاطر عندكم انزلوا صوتوا في الانتخابات (...) نزولكم للانتخابات إشارة للعالم وله دلالة كبيرة".

وتبدو أهداف السيسي من محاولة الحشد الانتخابي الكثيف متعددة؛ فمن ناحية هناك رغبة في اعتبار الانتخابات "تفويضا ثانيا" له في مواجهة صيف ساخن يعد المصريين برفع أسعار الوقود والكهرباء والماء، للمرة الثالثة منذ وصول السيسي للحكم.


وتسببت الانتخابات في تأجيل زيادة أسعار تذاكر المترو الذي يستقله نحو 3 ملايين راكب يومياً في القاهرة الكبرى، قبل أن تقرر الحكومة فرض الزيادة في مايو/آيار المقبل، وهو ما يعني استغلال الحضور الانتخابي الذي تنشده الحكومة كدلالة على موافقة المصريين على مسارات السيسي الاقتصادية.

كما يستهدف السيسي مواجهة الضغوط الخارجية عليه في ملفات عديدة، وعلى رأسها العلاقة مع كوريا الشمالية، وكذلك الملف الحقوقي والحريات، بإرسال رسائل من الانتخابات حول تمتعه بشعبية كبيرة، وإمساكه بمقاليد الامور في مصر، ونجاحه في فرض حالة من الاستقرار تحظى بالقبول الشعبي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها