الإثنين 2018/12/03

آخر تحديث: 12:12 (بيروت)

"الحرس الثوري"ينشر عناصر التسوية في تدمر:حماية الفوسفات؟

الإثنين 2018/12/03
"الحرس الثوري"ينشر عناصر التسوية في تدمر:حماية الفوسفات؟
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
أنشأ "الحرس الثوري" الإيراني في الشهور الأخيرة عدداً من المقرات العسكرية في مُحيط مدينة تدمر في البادية السورية. ويتخذ "الحرس الثوري" من قرية العليانية مقرات لأكثر من 300 عنصر سوري تم تجنيدهم من مناطق "التسويات" في دمشق وريفها. كما توجد مجموعات من الإيرانيين والأفغان، وحتى اللبنانيين التابعين لمليشيا "حزب الله". ويبلغ العدد الكلي للمتواجدين في العليانية أكثر من 500، بين قياديين وعناصر.

عنصر "تسوية"، انضم لفترة وجيزة إلى "الحرس الثوري" في تدمر، أشار في حديثه لـ"المدن"، الى إقامة مقرات لـ"الحرس" في محيط سكة الحديد لنقل الفوسفات من مناجم تدمر إلى الساحل السوري، والتي قامت شركة إيرانية بصيانتها. ويتولى عناصر سوريون تابعين لـ"الحرس الثوري" حماية الخط.

وسيطرت روسيا على معظم صناعة الأسمدة الفوسفاتية في سوريا، من مناجم "الشرقية" إلى معمل الأسمدة الوحيد. ومع ذلك، يبدو أن النظام أعطى إيران حصة في مناجم خنيفيس للفوسفات، بعدما طالبت إيران النظام علناً بدفع تكاليف حربها على "الإرهاب".

ووفقاً لمصدر "المدن"، فإن المنطقة تحوي غُرفاً مسبقة الصنع كمقرات للعناصر السوريين، ونقاطاً طبية وخدمية، فيما يُقيم الأجانب في مقرات خاصة بعيدة عن تواجد السوريين يُشرف على حمايتها إيرانيون وصف ضباط من الاستخبارات السورية.

ويتسلح العناصر بالسلاح الخفيف والمتوسط، من بنادق آلية ورشاشات وأسلحة قناصة حرارية، ومدافع هاون صغيرة، وطائرات درون مُسيرة عن بعد. ولا تتواجد آليات عسكرية، ولا قطع سلاح ثقيل. وتتواجد في المنطقة مستودعات لأسلحة نوعية إيرانية، لا يُسمح للسوريين الاقتراب منها.

وأقامت مليشيات "الحرس الثوري" غرفة اتصالات مزودة بشبكة للاتصالات اللاسلكية تربطها ببقية قوات "الحرس" على امتداد الأراضي السورية. وثبت "الحرس" جهازي اتصال فضائي للتواصل الدولي مع إيران ولبنان والعراق.

وبحسب مصدر "المدن"، فإن"الحرس الثوري" أقام مركزاً للاجتماعات في ناحية العليانية وسط المدينة، بعيداً عن مقرات المبيت، وهو موقع مدني لا تُرفع فيه الرايات ولا تتوقف السيارات أمامه خلال الاجتماعات الدورية، التي تضم ضباطاً من روسيا وإيران والنظام. ويتم استقبال كبار القادة القادمين من إيران في ذلك المركز، أثناء زيارتهم للمواقع العسكرية الإيرانية في المنطقة. المركز أصبح مقراً للإمداد المالي واللوجستي للمليشيات المتمركزة في محيط تدمر. وتعتبر المنطقة محطة مهمة للقوات المتنقلة بين بادية ديرالزور والحدود العراقية.

ويقود التشكيلات العسكرية حالياً "الحاج جواد"، إيراني الجنسية، وينوب عنه في غيابه القيادي الإيراني الحاج "أبو عبدالله". ولـ"الحاج جواد" علاقة وثيقة مع قيادات عسكرية سورية يجتمع بها دورياً في مقر الاجتماعات في العليانية. ويتحرك "جواد" بموكب كبير، من سيارات تحمل لوحات "الجيش"، بعضها مُصفّح خوفاً من عمليات اغتيال أو انفجار ألغام في الطرقات الصحراوية. ويُقيم "الحاج جواد" رسمياً في شارع القاهرة بمدينة حمص، ويُجري جولات تفقدية على العناصر والمقرات العسكرية مرتين أسبوعياً.

ويتم التنسيق بين مليشيات "الحرس الثوري" والنظام عبر "شُعبة المخابرات العامة"، بموافقة روسية. وتُقدم "إدارة أمن الدولة" الدعم اللوجستي، من بدلات عسكرية وسيارات ونقاط طبية ومطاعم مُتنقلة. ولا يُسمح لأي عنصر ارتداء بدلات مُخالفة غير المقدمة لهم. كما لا يُسمح برفع أي راية فوق المقرات العسكرية والمستودعات تدل على وجود مليشيات أجنبية في المنطقة، ويُرفع فقط "العلم السوري" في مناطق تمركزهم.

ويحمل عناصر "التسويات"، المنضوين تحت راية "الحرس الثوري"، مهمات عسكرية باسم "قوات الدفاع المحلي–قطاع حمص"، وسبق أن تم إرسالهم في مهام عسكرية خاصة إلى الشمال السوري.

ويتراوح راتب العنصر الواحد من عناصر "التسوية" بين 50 إلى 75 ألف ليرة سورية، ويستطيع العنصر التنازل عن راتبه والبقاء في منزله، على أن يحضر اجتماعاً نصف شهري في المنطقة. ولا يُسمح للعناصر بالقدوم من المحافظات باتجاه المقرات، بالمواصلات العامة أو الخاصة، بل يتم تجميعهم بعد الإجازات أو عند الطلب العسكري في مراكز المدن كدمشق وحمص، ثم ينقلون بالسيارات التابعة للجيش و"إدارة أمن الدولة" باتجاه محيط تدمر.

ويعتبر العقيد ع، مسؤولاً لوجستياً عن المنطقة، ومسؤولاً عن التنسيق بين "إدارة أمن الدولة" و"الحرس الثوري". ويتسلم أمور الاستطلاع ضابطان من "الحرس الجمهوري". والمسؤولون عن مجموعات الحراسة هم ضباط، غالباً برتبة ملازم أول، من "الحرس الجمهوري"، ويتواجد ضباط من كلية الشرطة للحفاظ على اللياقة البدنية ودروس الرياضة، وضابط برتبة عميد كمسؤول عن التسليح.

ولا مشكلة لدى "الحرس الثوري" بتجنيد مقاتلين وقادة عملوا مع المُعارضة سابقاً، إذ تم تجنيد قياديين في فصائل المُعارضة من حي برزة ومحافظة درعا ضمن "الحرس الثوري" من دون أي مساءلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها