الأحد 2018/12/16

آخر تحديث: 12:36 (بيروت)

مليشيا الوكيل:"المُحمّديون"يريدون طرد المسيحيين من محردة؟

الأحد 2018/12/16
مليشيا الوكيل:"المُحمّديون"يريدون طرد المسيحيين من محردة؟
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
شهدت محردة والسقيلبية في ريف حماة الشمالي، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، زيارة عدد كبير من الوفود الغربية، ووفود إعلامية وسياسية وإغاثية تتبع لمنظمات حكومية وغير حكومية، بالإضافة لشخصيات من كنائس غربية. والتقت الوفود بقادة المليشيا المسيحية التابعة لـ"الدفاع الوطني" في المنطقة، وتجولت في مناطق التماس، وجبهات القتال مع المعارضة المسلحة.

وحصلت المليشيا في المنطقة على دعم متنوع قدمته الوفود الزائرة، من معدات طبية، ومساعدات غذائية، وآليات حفر وتحصين، بالإضافة إلى مساعدات مالية يتم تخصيص القسم الأكبر منها لدعم عناصر المليشيا على شكل زيادات على رواتبهم الثابتة التي يحصلون عليها. واستمعت الوفود إلى مطالب المليشيات في المنطقة ووعدت بتقديم المزيد من الدعم لها خلال الفترة المقبلة.

ومن بين الوفود التي زارت المنطقة في الآونة الأخيرة، وفد من منظمة Elis Care الفرنسية، تجول في مدينة محردة في 8 كانون الأول/ديسمبر. أعضاء الوفد الزائر، وبينهم مديرة المنظمة ومدير فرعها في العراق، زاروا مواقع مليشيا "الدفاع الوطني" في المدينة ورافقهم زعيم المليشيا سيمون الوكيل، وعدد من قادتها. الوفد زار أيضاَ مدينة السقيلبية، والتقى قائد مليشيا "الدفاع الوطني" فيها نابل العبدالله. وسبقت ذلك، بأيام قليلة، زيارة لفريق صحافي من إذاعة "Europe 1"، ورافق الفريق أثناء جولته رئيس دائرة الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام السورية ناصر ديوب. والتقى الفريق الإعلامي قائد المليشيا سيمون الوكيل، وتجول بالقرب من خطوط التماس مع المعارضة. كما زار المنطقة وفد من منظمة SOS Chrétiens d'Orient ، وادارة دير مار يعقوب المقطع، وسلموا قائد المليشيا معدات ومساعدات متنوعة. وشهدت المنطقة أيضاّ زيارة لفريق قناة ARD الألمانية والذي أعد عدداً من التقارير التلفزيونية التي تتحدث عن المنطقة والمليشيات المنتشرة على أطرافها الشمالية والتحديات التي تواجهها في مواجهة ما أسمتهم "الجماعات الإرهابية" في ادلب وعرضت التقارير الإعلامية في محطات تلفزيونية ألمانية متعددة.

ورافق ناصر ديوب، وفوداً صحافية من Middle East Eye البريطانية، وCNN الأميركية وقناة ZDF الألمانية، وصحافيين من شبكة تلفزيون الصين الدولية الناطقة باللغة العربية  CGTN Arabic. وأعدت الوفود الصحافية العديد من التقارير المكتوبة والتلفزيونية عن المنطقة باعتبارها في مواجهة مباشرة مع المعارضة في ادلب ومحيطها، والتقت الوفود الصحافية قادة المليشيات، ورافق الوفود الصحافية في زيارتها بعض الشخصيات ورجال الأعمال الأوروبيين وشخصيات من كنائس متفرقة.

ويتمتع قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في محردة سيمون الوكيل، بشهرة أكبر من نظيره في السقيلبية نابل العبدالله. عدد عناصر الوكيل يصل إلى 1000 ينتشرون في محاور متعددة من ريف حماة الشمالي. ولدى الوكيل علاقات واسعة مع "الحرس الثوري الإيراني"، ومليشيا "حزب الله" اللبنانية التي تتمركز في نقطة المراقبة الإيرانية قرب طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي. وتحصل مليشيات الوكيل ونابل، على دعم عسكري ومالي إيراني منذ تشكيلها في العام 2012. وتراجع الدعم الإيراني قليلاً بعد دخول روسيا عسكرياً إلى جانب النظام في العام 2015.

وتحصل المليشيات في المنطقة على دعم روسي كبير يشمل التسليح والأموال، ودعم الكنيسة الأرثودكسية في المنطقة التي تعتبر ذات غالبية مسيحية من الروم الأرثودكس. ولدى القوات الروسية في المنطقة نقطتا مراقبة تتمتعان بتسليح عالي وأجهزة رصد أرضي؛ الأولى بالقرب من محردة والثانية على أطراف السقيلبية. وبعد تشكيل مليشيا "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا انضم المئات من أبناء المنطقة إلى صفوفه، وباتت القوى المسلحة متوزعة على "الدفاع الوطني" و"الفيلق الخامس".

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن"، أن النظام استثمر منذ بداية الثورة السورية في منطقة ريف حماة الشمالي التي تتميز بالتنوع الديني والطائفي للسكان. وبذلت المعارضة المسلحة جهوداً كبيرة لتحييد المناطق ذات التنوع السكاني، لكن النظام دفعها قسراً للمشاركة إلى جانبه، وقصفها أكثر من مرة وألصق التهمة بالمعارضة. ويزيد عدد المليشيات المسيحية التابعة لـ"الفيلق الخامس" و"الدفاع الوطني" عن 2500 عنصر، القسم الأكبر منهم يقوده سيمون الوكيل. وبالطبع تتمتع هذه المليشيات بمصادر دعم كبيرة ومتنوعة داخلية وخارجية.

وأوضح بكور أن النظام يحاول خلال الأشهر القليلة الماضية الاستفادة من وقوع المنطقة على تماس مع المعارضة للترويج لمعركته المفترضة مع ادلب ومحيطها على اعتبار أنها ضرورة حتمية لحماية المسيحيين من خطر المعارضة. واستقطبت دائرة الإعلام الخارجي التابعة للنظام العديد من الوسائل الإعلامية الغربية للترويج للدعاية، وحصلت المليشيا في الوقت نفسه على دعم لوجستي كبير.

لم يوفر الوكيل، أي جهد لإقناع الوفود بضرورة تحصيل دعم عسكري ومالي أكبر للمنطقة، وانتشر تسجيل مصور له خلال لقائه بأحد الوفود، يؤكد فيه بأن "المنطقة هي خط الدفاع الأول عن المسيحيين في سوريا، إذ لن تتوقف الجماعات المسلحة عن استهدافنا، لذا يجب أن نضع حد لذلك، والمنطقة تقع على تماس مباشر مع المحمديين الذين يريدون تهجير المسيحيين من المنطقة بالقوة".

وأشار الوكيل إلى مسيحيين من أبناء المنطقة، أجبرتهم الأحوال المعيشية على الهجرة، أثناء حديثه عن ضرورة الحصول على الدعم، لمنع وقوع حالات مشابهة و"هو ما يريده المحمديون"، وطالب الكنائس الغربية بتقديم دعم أكبر للمنطقة خلال الفترة المقبلة.

سيمون الوكيل، كان قد تعرض، في كانون الثاني 2017، لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة في سيارته. وخاضت مليشياه وتلك التابعة لنابل العبدالله، معارك متعددة ضد المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، خلال السنوات الماضية. ليس لدى المليشيا شعبية كبيرة في الأوساط المسيحية شمالي حماة، ويتهمونها بالهيمنة على المنطقة، ويحملونها مسؤولية إقحامهم في الصراع بين النظام والمعارضة. وتغيب الأصوات المعارضة للمليشيا بسبب هيمنتها العسكرية المطلقة، وسيطرتها على مختلف القطاعات الخدمية بما فيها مجالس المدن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها