السبت 2018/12/15

آخر تحديث: 12:48 (بيروت)

كيف أعادت روسيا أنور عبيد إلى جديدة عرطوز؟

السبت 2018/12/15
كيف أعادت روسيا أنور عبيد إلى جديدة عرطوز؟
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
عاد عضو مجلس الشعب السابق أنور عبيد، إلى مدينته جديدة عرطوز في غوطة دمشق الغربية، بعد مغادرته سوريا قبل خمسة أعوام نتيجة اتهامه بتمويل المعارضة.

مصادر محلية، أكدت لـ"المدن"، أن عبيد غادر تركيا متجهاً إلى إيران، ومنها وصل إلى مطار دمشق الدولي، حيث حظي باستقبال "أهلي واسع" بحضور قياديين من "سرايا الصراع"، وعربات مصفحة تابعة لـ"مركز المصالحة الروسي".

مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن عودة عبيد إلى المدينة، جاءت بعدما تواصل معه بعض أهالي المدينة المحسوبين على الجانب الروسي، وقدموا له عرضاً للعودة يتضمن إعادة عضويته في مجلس الشعب عن ريف دمشق، إذا رغب في ذلك. هذا بالإضافة إلى تأمين وظيفة له ضمن محافظة ريف دمشق، لتتاح له المساهمة في "إعادة اعمار المنطقة"، على اعتبار أنه من أصحاب رؤوس الأموال. هذا عدا عن الضمانات بعدم الاعتراض له، واسقاط "الأحكام الغيابية" الصادرة بحقه.

وكان الجانب الروسي قد كثّف من تواجده في مدن جديدة عرطوز وعرطوز وقطنا وجديدة الفضل، بعد اخلاء المعارضة من مخيم خان الشيح. وكان المخيم يعتبر تجمعاً لعناصر المعارضة من تلك المدن في الغوطة الغربية. ونُشِرت الشرطة العسكرية الروسية "الشيشانية" في المنطقة، وبدأت روسيا تفكيك المليشيات الموالية للنظام. العناصر والضباط الروس شاركوا عناصر "سرايا الصراع" مساكنهم في جديدة الفضل، خلال تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع استقرار الأوضاع في تلك المنطقة، بدأت روسيا الترويج لعودة اللاجئين "الطوعية"، وحاولت فتح قنوات تواصل مع لاجئين من تلك المناطق في لبنان ومصر، لتأمين عودتهم، عن طريق زعامات محلية أو "عرابة المصالحة" كنانة حويجة. لكن أعداد العائدين لم تتجاوز العشرات، بسبب الإنذارات والتهديدات التي أطلقتها مليشيا "سرايا الصراع"، واعتقالات بحق عائدين بسبب وشايات من "الفرقة الحزبية" وشبيحة المنطقة غير المتقبلين لعودة النازحين. هذا بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات حقيقية للعائدين، وتشعّب آليات قبول ورفض العودة، ما تسبب برفض ملفات أشخاص، ومنع آخرين من الدخول بعد وصولهم إلى نقطة المصنع الحدودية.

واضطر الروّس إلى تغيير سياستهم في المنطقة، وبدلاً من تعييّن موالين ليكونوا وسطاء باقناع اللاجئين بالعودة، صار الاعتماد بشكل مباشر على أشخاص محسوبين على المعارضة، ممن يحظون بقبول واسع في مدنهم ولديهم تأثير على الرأي العام.

ولذا، حاول الجانب الروسي الاستفادة من أنور عبيد، باعتبار عضواً سابقاً في مجلس الشعب، ويحظى بشعبية في مدينته، بالإضافة إلى أنه يُعتبر أقرب إلى المعارضة، وبمقدوره التأثير على أبناء مدينته اللاجئين في لبنان، خصوصاً الشبان ليقنعهم بالعودة.

مصادر "المدن" أشارت إلى شخص آخر من آل بلال، بحجم عبيد، متواجد في السعودية، وقد فتح معه الروس قناة تواصل في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، ومن المحتمل وصوله إلى دمشق، خلال الأيام المقبلة، ليساهم في إعادة اللاجئين، وتنظيم شبان المنطقة ضمن الوحدات العسكرية "السورية" التي يُديرها ضباط روس في "الفوج الخامس"، ليكونوا "دعامة في تأمين أمن مدنهم".

وفي مدينة قطنا المجاورة، نجحت اتصالات الروس بإعادة القيادي المعارض السابق "أبو محمد نبعة"، ليكون دعامة لمشروعهم، وليساهم في إقناع قياديين معارضين سابقين من آل نبعة والقادري وتقي، الموجودين في لبنان، بالعودة إلى قطنا، باعتبار أنهم يحظون بتأييد شعبي واسع.

في جديدة الفضل، التي ارتكبت فيها قوات النظام مجزرة مطلع العام 2013 وراح ضحيتها أكثر من 400 شخص، لا يمكن الاعتماد على شخص بحد ذاته، نظراً لطابع البلدة العشائري. ولذا، يحاول الروس فتح قنوات تواصل مع مشايخ العشائر النازحين إلى لبنان، من خلال أقاربهم من عشيرة الفضل المقيمين في بيت ثابر وبيت جن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها