السبت 2018/12/15

آخر تحديث: 19:45 (بيروت)

السترات الصفر:إنخفضت التظاهرات وإرتفعت المطالب

السبت 2018/12/15
السترات الصفر:إنخفضت التظاهرات وإرتفعت المطالب
(Getty)
increase حجم الخط decrease
خرج آلاف المحتجين إلى شوارع مدن فرنسية، السبت، في خامس موجة احتجاج على التوالي مناهضة لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وفي باريس، انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لاحتواء أعمال عنف محتملة. لكن متاجر كبرى، مثل غاليري لافاييت، فتحت أبوابها لاستقبال المتسوقين قبيل احتفالات عيد الميلاد. وتمركزت العربات المصفحة مجدداً في الشوارع وتم نشر ثمانية آلاف عنصر أمن، فيما تمت حماية واجهات البنوك والمتاجر بألواح. وفي مؤشر إلى تراجع التوتر، فتحت معالم برج ايفل ومتحف اللوفر واورساي وغران باليه، بعد إغلاقها الاسبوع الماضي.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المحتجين خلال اشتباكات لم تستمر لفترة طويلة قرب شارع الشانزليزيه. وواجهت بضع نساء عاريات الصدر من جماعة "فيمن" قوات الأمن على بعد أمتار قليلة من قصر الإليزيه حيث مقر الرئيس.

وكانت حركة "السترات الصفر" قد بدأت الاحتجاج في التقاطعات والميادين، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، اعتراضاً على زيادة الضرائب على الوقود، لكن سرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات على سياسات ماكرون الاقتصادية.

وقال لويك بولاي، 44 عاماً، الذي كان في مسيرة في الشانزليزيه مرتديا سترة صفراء إن احتجاج يوم السبت أصغر منه في الأسابيع الماضية لكن الحركة ستستمر إلى حين معالجة شكاوى المتظاهرين. وأضاف: "الوضع أهدأ منذ هجوم ستراسبورغ، لكن أعتقد أن السبت المقبل وأيام السبت التالية... ستشهد عودة الاحتجاجات لسابق عهدها". وقال لورينزو جينارو (34 عاما) الذي كان بين 150 محتجا في غرونوبل (جنوب شرق): "ربما ستخف الحركة في الشوارع لكن ليس في الرؤوس".

وقال وزير داخلية فرنسا، إن نحو 69 ألفاً من أفراد الشرطة على رأس عملهم السبت، وإنه تم تعزيز القوات في مدن تولوز وبوردو وسانت ايتيين.

ووفقا لأرقام رسمية جرى إحصاء 33500 محتج في أنحاء فرنسا، بحلول الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، مقارنة بخروج 77 ألفا في الوقت نفسه في 8 ديسمبر/كانون الأول. وجرت التجمعات حتى اللحظة بهدوء بعكس عنف التحركات السابقة. وتم توقيف 95 شخصا لا يزال 63 منهم موقوفين مقابل توقيف 598 شخصا ووضع 475 في الحبس الاحتياطي الاسبوع الماضي.

وفي باريس خرج نحو 2200 متظاهر في مسيرات في أحياء متفرقة. وبحسب مديرية شرطة باريس فان عدد المحتجين في العاصمة كان "أقل من ثلاثة آلاف" مقابل عشرة آلاف قبل أسبوع. وقالت وكالة "فرانس برس"، إنه في باقي أنحاء فرنسا تراجع العدد بمقدار عشر مرات مقارنة بالسبت الفائت باستثناء تولوز (جنوب غرب) التي كانت شهدت أعمال عنف شديدة الاسبوع الماضي، حيث تظاهر 850 من السترات الصفر بهدوء، بحسب السلطات المحلية وهو رقم "مماثل تقريبا لعدد السبت الماضي".

ودعا ماكرون، الجمعة، إلى عودة الهدوء في فرنسا وقال بعد اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل "فرنسا بحاجة للهدوء والنظام والعودة للحياة الطبيعية". وقال ماكرون: "لا أعتقد أن ديموقراطيتنا تستطيع قبول احتلال الساحة العامة وأشكال العنف"، التي شابت تظاهرات أيام السبت الماضية، لاسيما وسط باريس.

وفي خطاب بثه التلفزيون، الاثنين، أعلن ماكرون رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أرباب المعاشات ليقدم بذلك مزيدا من التنازلات بهدف إنهاء الاحتجاجات.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسية كريستوف كاستانير، إن الوقت حان كي يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم ويقبلوا بما حققوه من أهداف، مشدداً على أن الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضاً.

وكانت الحكومة ونقابات وعدد من السياسيين المعارضين، قد دعوا المحتجين لعدم الخروج إلى الشوارع، بعد مقتل أربعة أشخاص في ستراسبورغ أثناء إطلاق النار في سوق لهدايا عيد الميلاد.

وحتى مع تراجع عدد المحتجين بقي أعضاء "السترات الصفر" متشددين في مطالبهم وقالت بريسيليا لودوسكي، أحد وجوه التحرك بباريس: "نحن غاضبون". وكرر محتج آخر المطالبة بـ"اعادة السيادة" للشعب من خلال استفتاء على مبادرة مواطنة تشكل أحد أهم مطالب الحركة الاحتجاجية.

وتركزت المطالب التي رفعتها، السبت، "السترات الصفر" على استقالة ماكرون، وإنشاء هيئة تأسيسية وتعديل الدستور، في حين اختفت المطالب الاجتماعية والاقتصادية.

وأثرت الاحتجاجات على الاقتصاد، ويتوقع أن يقل الإنتاج في الربع الأخير من العام 2018، إلى نصف الأرقام المتوقعة، كما يرجح أن تتسبب تنازلات ماكرون في زيادة عجز الموازنة عن الحدود المتفق عليها في الاتحاد الأوروبي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها