الخميس 2018/12/13

آخر تحديث: 12:07 (بيروت)

تل أبيض: تصعيد تركي.. و"الإدارة الذاتية" تستجير بالنظام

الخميس 2018/12/13
تل أبيض: تصعيد تركي.. و"الإدارة الذاتية" تستجير بالنظام
Getty ©
increase حجم الخط decrease
وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش التركي، الأربعاء، إلى الحدود السورية مقابل مدينتي تل أبيض ورأس العين، في ظل استعداد لعملية عسكرية مرتقبة شرقي نهر الفرات، بحسب مراسل "المدن" عدنان الحسين.

وشملت التعزيزات دبابات وعربات مصفحة ومدفعية متحركة، إضافة للمئات من القوات الخاصة. وكانت تعزيزات مماثلة قد وصلت وتمركزت مقابل مدينة تل أبيض، قبل يومين. ومن المتوقع وصول تعزيزات إضافية خلال اليومين المقبلين، بعدما بدأت القوات التركية المتمركزة في مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بالتحرك والتوجه إلى الحدود التركية/السورية والمناطق المقابلة لسيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" في محيط جرابلس وشمالي منبج.

وبالتزامن مع تحرك القوات التركية، بدأت قوات المعارضة المنضوية في "الجيش الوطني" في "درع الفرات"، بالاستعداد وتجهيز المقاتلين لتحرك عسكري ضد "قسد". وبحسب مصادر "المدن"، فإن الهدف هو مدينتا منبج وتل أبيض.

وكثّفت وسائل الإعلام التركية حديثها عن عملية عسكرية واسعة شرقي الفرات، وتحديداً مدينة تل أبيض السورية شمالي الرقة، التي تعتبر هدفاً مهماً جداً لتركيا التي ستتمكن في حال السيطرة عليها من وضع فاصل بين قوات "قسد" في عين العرب "كوباني" والقامشلي، وستكون منطلقاً لأي توسع مستقبلي للعملية التركية.

وتوافدت عشرات وسائل الإعلام التركية للجانب المقابل لمدينة تل ابيض، بالتزامن مع قيام الجيش التركي بإزالة السواتر الترابية المقابلة لمدينتي راس العين وتل أبيض.

"الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" أصدرت بياناً، الأربعاء، دعت فيه إلى "النفير العام"، ردّاً على التهديدات التركية باقتراب الحملة العسكرية شرقي سوريا، وفق مراسل "المدن" باهوز عكو.

ودعت "الإدارة الذاتية" في بيانها نظام الأسد لاتخاذ موقف رسمي ضد التهديد التركي، محذرة من أن تركيا "تريد احتلال جزء من سوريا" و"الاعتداء على السيادة السورية". ودعت كل السوريين الشرفاء للوقوف ضد "السياسات الاستعمارية للدولة التركية"، معلنة ضرورة "تكريس كل الطاقات في سبيل حماية الأرض والشعب"، وناشدت المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة و"التحالف الدولي"، باتخاذ موقف ضد المخططات التركية.

مصدر عسكري من "قسد"، قال لـ"المدن": "من الطبيعي أن نطالب الحكومة السورية باتخاذ موقف رسمي كونها الحكومة الشرعية المعترف بها"، ولكنه أشار إلى أن البيان ديبلوماسي، و"لا يغيّر شيئاً على أرض الواقع".

وأضاف المصدر: "المناشدات الرسمية ودعوة الحكومة السورية تذكرنا بما حصل في عفرين، حيث طالبنا الحكومة باتخاذ موقف ولكن لم يحصل أي خطوات فعلية لوقف العمل التركي".
وأشار المصدر إلى أن العملية التركية، حال انطلاقتها، لن تكون بالعمق الذي يتم الضخ لها إعلامياً، معتقداً أن التصريحات التركية هي نوع من الضغط على أميركا، وقد تقتصر على مدينة تل أبيض.

من جهة أخرى، شهدت مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، الأربعاء، موجة تفجيرات خلفت قتلى وجرحى، بحسب مراسل "المدن" محمد أيوب.

وانفجرت سيارة مفخخة في مدينة إعزاز شمالي حلب، بعدما كانت مركونة قرب المشفى الأهلي وسط المدينة، تسببت بمقتل طفلتين. وشهدت مدينة الراعي تفجير دراجة نارية مفخخة وسط المدينة.

وفي مدينة الباب انفجرت دراجة مفخخة في السوق الرئيسي أودت بحياة ثلاثة مدنيين، وهرعت فرق الدفاع المدني والشرطة الحرة لإخلاء مكان الانفجار، بسبب الاشتباه بوجود دراجة مفخخة أخرى معدة للتفجير. كما عُثِرَ على دراجة نارية مفخخة معدة للتفجير بالقرب من جامع الكبير في الباب، وتم تفكيكها من قبل القوة الأمنية في المدينة. وأقدم مجهولون يستقلون سيارة "فان" مغلقة على اغتيال ثلاثة رجال بالقرب من جامع الإحسان، على أطراف مدينة الباب.

وأعلنت الشرطة الحرة في مدينة جرابلس عثورها على سيارة مفخخة وسط المدينة، كانت معدة للتفجير. بينما شهدت ناحية شران بريف عفرين، اغتيال عنصر من الشرطة الحرة على يد مجهولين.

وأعلنت إدارة الشرطة العسكرية في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" استنفار جميع فروعها ورفع الجاهزية إلى أقصى درجاتها، ووجهت أمرا للحواجز العسكرية المنتشرة في المنطقتين بتشديد التدقيق على كافة الآليات حتى إشعار آخر.

وأعلن مكتب التربية في مدينة جرابلس عن إغلاق كافة المدارس في المدينة، الخميس، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وشهدت مدينة عفرين استنفاراً امنياً واسعاً في صفوف الشرطة المدنية والعسكرية، بتنسيق كامل مع القوات التركية المتواجدة في المدينة، تحسباً لأي طارئ.

ووجه ناشطون محليون الاتهام لمليشيات "وحدات الحماية" الكردية بوقوفها خلف هذه الفوضى الأمنية في هذا التوقيت، مع احتمال انطلاق عملية عسكرية تركية باتجاه تل أبيض.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها