الثلاثاء 2018/11/20

آخر تحديث: 14:50 (بيروت)

عفرين: حرب تسريبات وفضائح!

الثلاثاء 2018/11/20
عفرين: حرب تسريبات وفضائح!
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
يسود هدوء حذر مدينة عفرين منذ صباح الثلاثاء، بعد انطلاق حملة أمنية ينفذها "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا ضد المفسدين من فصائل المعارضة.

واستهدفت الحملة في مرحلتها الأولى "تجمع شهداء الشرقية"، وانتهت بسيطرة "الجيش الوطني" على مقراته في مدينة عفرين، بعد تدخل "فيلق الشام"، كوسيط لفض الاشتباكات التي دامت لاكثر من 24 ساعة. وتم التوصل لاتفاق يفضي بخروج مقاتلي "تجمع شهداء الشرقية" مع عائلاتهم الى جنديرس، كمرحلة أولى، ومن ثم إلى ريف ادلب، بحسب مصادر "المدن".

مصادر محلية، شككت في حديثها لـ"المدن"، بهدف الحملة و"مكافحة الفساد"، مستندة إلى ما وصفته بـ"حالات تعفيش"، نفذتها مجموعات مسلحة مشاركة بالحملة، لم تتمكن "المدن" من توثيقها.

وترافق خروج "تجمع شهداء الشرقية" المعروف سابقاً بـ"كتيبة الحمزة"، من عفرين، مع انتشار تسريبات صوتية ومصورة لقادة في "الجيش الوطني" قيل إنهم "يتآمرون فيها" على "أبو خولة" قائد "الشرقية". وفيما لم تتأكد "المدن" من صحة التسجيلات المُسرّبة، إلا أن مصدرها هو شبكة إخبارية محلية تنشط في وسائل التواصل الاجتماعي، ومعروفة بتركيزها على البعد الفضائحي للأحداث. وقد تسرّبت أيضاً صور لقائد أركان "الجيش الوطني" في جلسة حميمة مع امرأة، يبدو أنها التقطت بعد قرصنة كاميرا هاتفه الخلوي، بغرض الإساءة الشخصية له.

وتسرب مقطع صوتي، لقائد "الفيلق الاول" في "الجيش الوطني" الملقب بـ"أبو عمار"، يتحدث فيه عن رفع دعوى ضد قائد "تجمع شهداء الشرقية" الملقب بـ"أبو خولة"، بسبب اتهامه قادة "الجيش الوطني" بـ"الخيانة والتواطؤ" نتيجة عدم مساندته أثناء عمل عسكري نفذه "شهداء الشرقية" منفرداً ضد قوات النظام في تادف "نصرة لحوران".

وكانت "كتيبة الحمزة" بقيادة "أبو خولة" قد استولت على بلدة تادف في ريف حلب الخاضعة لسيطرة النظام، لساعات في تموز/يوليو، قبل أن تنسحب منها تحت ضغط بقية فصائل المعارضة. ناشطون من المكاتب الإعلامية في فصائل المعارضة شككوا حينها بمصداقية "أبو خولة" ومقاتليه، وبالعمل العسكري الذي خاضوه في جبهات من المفترض أنها مجمدة تدخل في اتفاق "خفض التصعيد" بين الجانبين التركي والروسي. بعضهم ألمح إلى أن مجموعة "كتيبة الحمزة" قامت بالعملية للفت الأنظار، وكسب تأييد الشارع لها بعدما فقدت مصادر الدعم،  وكسب حاضنة شعبية من خلال المتاجرة بـ"نصرة حوران".

كما انتشر، الإثنين، تسجيل صوتي نُسِبَ إلى قائد أركان "الجيش الوطني" العقيد هيثم العفيسي، يرد فيه على "ابو عمار" ويطلب منه عدم ذكر موضوع معركة تادف أمام الإعلام، كي لا يظهر "أبو خولة" كبطل. وطلب عفيسي، في التسجيل المنسوب له، إثارة دعاوى فساد ضد "أبو خولة"، وبعد إلقاء القبض عليه، تتم محاسبته، بشكل سري، على قيامه بعملية تادف ضد النظام.

وانتشر مقطع مصور لـ"أبو خولة"، يتهم فيه قادة "الجيش الوطني" والفصائل المشاركة بالحملة، بانهم يحاسبونه على محاربته للنظام، وليس لديهم أي سبب حقيقي ضده يتعلق بالفساد.

ولا تزال حواجز "الجيش الوطني" منتشرة في مدينة عفرين ومداخلها، تحسبا لاي طارئ، كما تشهد المدينة استنفاراً للقوات التركية. وهناك بوادر لتأزم الوضع ميدانياً، خاصة بين فصائل "الوطني" وفصائل مقربة من "شهداء الشرقية" كـ"جيش الشرقية" و"احرار الشرقية". وجرت مناوشات متفرقة بين الطرفين، وسط تهديدات متبادلة.

ويترقب المدنيون في عفرين بحذر الأحداث الحالية، ولا زالت الحركة خجولة، إلا للضرورة. وأبلغت بعض المدارس الاهالي بعدم ارسال اطفالهم لمدة اسبوع "بسبب ظروف خارجة عن سيطرتها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها