السبت 2018/11/17

آخر تحديث: 10:52 (بيروت)

"سي.آي.إيه": بن سلمان أَمَرَ بقتل خاشقجي

السبت 2018/11/17
"سي.آي.إيه": بن سلمان أَمَرَ بقتل خاشقجي
واشنطن بوست: خالد بن سلمان طلب من خاشقجي الذهاب إلى إسطنبول (Getty)
increase حجم الخط decrease
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" توصّلت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمر باغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص قالت إنهم "على اطلاع على القضية" قولهم إن تقرير "سي آي إيه" يتناقض مع "مزاعم الحكومة السعودية بأن بن سلمان ليس ضالعاً بقتل خاشقجي". وأضاف أن "تقييم الوكالة هو الأكثر دقة حتى الآن، ويعقّد مساعي إدارة ترامب للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق".

ووفق مصادر نقلت عنها "واشنطن بوست"، فقد حصلت الاستخبارات على مصادر معلومات بينها مكالمة أجراها الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد الأصغر والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة، مع خاشقجي، يطلب منه الذهاب إلى إسطنبول للحصول على الوثائق التي يريدها، تطمئنه بأنه لن يتعرض لأي أذى. الصحيفة قالت إنه من غير الواضح إذ كان الأمير خالد، يعلم وقتها بأن خاشقجي سيقتل.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن فاطمة باعشن نفيها تحدث الأمير وخاشقجي في أي أمر يتعلق بالذهاب لتركيا، واصفة تقييمات "سي آي إيه" بـ"المزعومة".

ووفق واشنطن بوست، فالاستنتاجات الاستخباراتية الأميركية، بحسب مسؤول أميركي مطلع، ترى أن لا أمر يمر من دون علم ولي العهد، أو مشاركته، باعتباره حاكماً فعليا للبلاد. مسؤولون أوروبيون أكدوا أن الواقعة لم تكن لتحدث دون توجيه من بن سلمان، فضلا عن أن أعضاء لفريق القتل تواصلاً مباشراً مع ولي العهد.

غير أن المصادر ذاتها وفق الصحيفة لا تربط بين مسؤوليته في قضية خاشقجي وبقائه بالحكم، إذ تعتبر استمراره مستقبلا كخليفة للعرش "أمر مسلماً به".

الوكالة استمعت لتسجيلات بشأن واقعة القتل، تسلمتها من نظيرتها التركية، وتظهر حديث الحضور بشأن كيفية التخلص من جثة خاشقجي ومحو أي دليل، وإبلاغ المستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني، باكتمال العملية.

وقالت الواشنطن بوست، إن الـ"سي آي إيه" كشفت أيضا عقب اطلاعها على اتصالات أن المملكة كانت تسعى لإعادة خاشقجي للرياض. وأرجعت سبب توجيه ولي العهد بقتل خاشقجي رغم أنه لم يكن يحث على الإطاحة به، إلى اعتقاد بن سلمان بأن خاشقجي "إسلامي خطير" متعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين، وفق ما نقلت عن أشخاص على دراية بالتقييم.

كما جاء في تقرير الصحيفة الأميركية أنه جرى إطلاع ترامب بشكل سري على دليل تورط محمد بن سلمان. ولكن رغم ذلك كان لدى الرئيس شكوك حول إصدار ولي العهد السعودي الأوامر بارتكاب الجريمة. وقالت مصادر مطلعة إن ترامب سأل مسؤولي المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأميركية عن مكان جثة خاشقجي، إلا أنه أصيب بخيبة أمل كبيرة لعدم حصوله على جواب.

كما جاء في التقرير أن "ترامب قال لمسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض إن بن سلمان يجب أن يبقى في منصبه لأن السعودية تساعد في التحكم بإيران، وإنه لا يريد حدوث نقاش حول مقتل خاشقجي، من شأنه عرقلة الإنتاج السعودي للنفط".

وأوضح التقرير أن المسؤولين الأتراك سلّموا مديرة المخابرات جينا هاسبل، نسخة من التسجيل الصوتي الذي بحوزتهم، وأن الأخيرة اطلعت على التسجيل وهو يظهر مقتل خاشقجي بعد فترة وجيزة من دخوله القنصلية السعودية.

ولفت إلى أن الأشخاص المطلعين على التسجيل الصوتي قالوا إن خاشقجي قُتل في مكتب القنصل السعودي محمد العتيبي، وإن الأخير أكّد على ضرورة التخلص من الجثة على وجه السرعة وتنظيف القنصلية من الأدلة.

وفي أول تعليق سعودي على تقرير "واشنطن بوست"، أعرب شقيق ولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلمان، عن تمنيه بكشف واشنطن ما لديها في قضية خاشقجي، نافياً صحة ما أوردته الصحيفة. وفي تغريدة في "تويتر"، قال خالد بن سلمان: "كان آخر تواصل مع خاشقجي عن طريق رسالة نصية في 26 تشرين أول/أكتوبر 2017، لم أتحدث معه هاتفيا، وبالتأكيد لم أقترح عليه الذهاب إلى تركيا لأي سبب من الأسباب"، مضيفا: "أتمنى من واشنطن الكشف عما لديها إن كانت هذه الادعاءات صحيحة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها