حصار قطر:الرياض تقاوم والدوحة ترفع الثمن

قالت وكالة "رويترز" إن السعودية تقاوم دعوات من الولايات المتحدة لإصلاح العلاقات مع قطر، على الرغم من أن الضغوط التي تهدف لإنهاء حرب اليمن كان لها تأثير على الرياض منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر مطلعة أن واشنطن تعتقد أن لها مزيداً من النفوذ على الرياض في الوقت الذي تحاول فيه المملكة إصلاح الضرر الذي لحق بموقفها العالمي. وتريد الولايات المتحدة أن تستغل نقطة القوة تلك لإنهاء حرب اليمن وإعادة بناء موقف خليجي عربي موحد في مواجهة إيران.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، إن واشنطن تدعو لحل منذ بدء الأزمتين القطرية واليمنية. وتابعت: "نحن مستمرون في تواصلنا المتعلق بالقضيتين مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك السعودية. الوحدة في الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة المتمثلة في مواجهة النفوذ الخبيث لإيران ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا في الخليج".

وترى الولايات المتحدة أن السعودية تلعب دوراً أساسياً في جهود بناء موقف موحد بين دول الخليج العربية لتحجيم نفوذ إيران في الشرق الأوسط. لكن واشنطن تعتبر أيضاً أن حرب اليمن من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة وتريد إنهاء الصراع.

وقال مصدر مطلع على السياسة الأميركية: "إنهم يستغلون الفرصة لمحاولة إنهاء النزاع القطري". وأشار مصدران آخران إلى أن واشنطن كانت تريد استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية للمساعدة في تحجيم نفوذ إيران في المنطقة قبل دخول عقوبات أميركية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.

وزادت آمال الغرب في أن الرياض قد تصلح علاقاتها بالدوحة بعد تصريح أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قوة الاقتصاد القطري خلال مؤتمر للاستثمار عقد في 25 تشرين الأول/أكتوبر. لكن ديبلوماسيين ومصادر في منطقة الخليج قالوا إنهم لم يروا اقتراحات جديدة ولا خطوات ملموسة من الرياض أو من حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر.

وقال ديبلوماسي عربي لـ"رويترز"، إنه لا يرى أي تغير في ما يتعلق بقطر وأضاف أن تصريح ولي العهد "تم تفسيره بشكل خاطئ"، مشيراً إلى أن "الرسالة من وجهة نظره كانت موجهة للولايات المتحدة ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطري".

وقال مصدر خليجي إن بن سلمان سيتجنب اتخاذ أي خطوة قد تفسر على أنها ضعف لدى محاولته احتواء تداعيات ديبلوماسية لمقتل خاشقجي.

وتنقل الوكالة عن ديبلوماسيين ومصادر أخرى مطلعة على السياسة الخليجية أن أبوظبي لا تعتبر الخلاف مع قطر أولوية. وقال ديبلوماسي غربي: "القطريون يزيدون من ثمن حل الأزمة... الإماراتيون يسعدهم إبقاء القطريين معزولين".

ويقول ديبلوماسيون إن الرياض وأبوظبي تؤكدان لواشنطن باستمرار أن الخلاف لن يمنع تشكيل حلف أمني مقترح للشرق الأوسط سيشمل الدوحة. وأضافوا أن الإمارات تساند بقوة بن سلمان في مواجهة إيران وفي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يسعى لتنفيذها إذ ترى أبوظبي أنها ضرورية لمحاكاة النموذج الإماراتي المشجع لقطاع الأعمال والمتسامح دينياً في مواجهة التطرف.