واشنطن بوست تطالب بتحقيق دولي في قضية خاشقجي

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الرواية السعودية الجديدة بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي "صادمة لوقاحتها".

وقالت هيئة تحرير الصحيفة إن النظام السعودي "تحدّى بروايته، الجميع بما في ذلك أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين طالبوا بالكشف الكامل عن تفاصيل الجريمة ومحاسبة المسؤولين".

ورأت "واشنطن بوست" أن ما أعلنت عنه النيابة العامة السعودية أمس حول تحقيقاتها في مقتل خاشقجي، "لا يبعد الشبهات فحسب عن ولي العهد محمد بن سلمان ـ المشتبه الرئيسي في واقعة القتل ـ بل أيضا يحمي اثنين من كبار مساعديه".

وفي هذا الشأن، أشارت إلى قول المدعي العام السعودي إنّ مساعديّ بن سلمان الاثنين "أمرا ونصحا بالقبض على خاشقجي، لكن لم يوافقا على قتله". وأوضحت الصحيفة: "الرياض لم تقل أنّ المساعدين الاثنين كانا متواطئين في قرار قتل خاشقجي، لكن لفتت أنه تم خداعهما بسبب ادعاء فريقهما بأن الصحافي غادر القنصلية وهو على قيد الحياة".

وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي ترامب، مع ذلك، بدت على استعداد لقبول "مماطلة" السعودية، مشيرة إلى أنّ واشنطن أعلنت، الخميس، فرض عقوبات على 17 شخصاً سعودياً متورطين في القضية، بينما لم تقرب ولي العهد وكبار مسؤولي الاستخبارات في الرياض.

وطالبت واشنطن بوست بـ"تسمية قتلة جمال خاشقجي الحقيقيين ومعاقبتهم قائلة "الرواية السعودية المعلنة للتغطية (على حقيقية ما حدث لخاشقجي) مثال آخر على سلوك محمد بن سلمان المتغطرس والمتعجرف".

وتابعت: "لم تفسر أية من التسجيلات الصوتية التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، وكشفت عن مكالمة هاتفية بين ماهر مطرب المقرب من ولي العهد، وأحد الأشخاص، حيث قال مطرب للأخير (أبلغ رئيسك أن المهمة انتهت)".

وأبرزت "واشطن بوست" اعتقاد مسؤوليّ المخابرات الأمريكية بأن "الرئيس" (الذي كان يتحدث عنه مطرب) هو ولي العهد محمد بن سلمان.

ولفتت إلى أنّ الرواية السعودية السابقة قالت إنّ العملية أمر بها نائب رئيس الاستخبارات أحمد العسيري، وتم اقتراحها من قبل سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي، وكلاهما مقرّب من محمد بن سلمان، بينما ذكرت آخر نسخة لرواية الرياض، أنّ هذين المساعدين، ليسا متواطئيْن في قرار قتل خاشقجي، وقد "خُدعا" بادعاء فريقهما أنّ خاشقجي غادر القنصلية وهو على قيد الحياة.

وفي السياق، طالبت الصحيفة الكونغرس بألا يسمح باستمرار "تلك السذاجة". واستطردت: "لابد من تعليق جميع المبيعات والتعاون العسكري مع السعودية حتى الانتهاء من تحقيق دولي موثوق به حول مقتل خاشقجي".