الخميس 2018/11/15

آخر تحديث: 14:34 (بيروت)

هل تضاءل فارق القوّة بين "الجهاد" و"حماس"؟

الخميس 2018/11/15
هل تضاءل فارق القوّة بين "الجهاد" و"حماس"؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease
فاجأت موجة التصعيد الأخيرة في غزة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بما تمتلكه المقاومة من قوة وتطور مقارنة بما كانت عليه قبل أربع سنوات، وخاصة بعد تعاظم الحديث في السنتين الأخيريتن عن خسارة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" سلاح الأنفاق الذي كان فعالا في حرب 2014 نتيجة الجدار "التحت أرضي"، الذي تبنيه إسرائيل على حدود القطاع، فضلاً عن تطوير وسائل وتقنيات تكشف الأنفاق بسهولة تامّة.

ويبدو أن المقاومة قامت بتطوير قدراتها الصاروخية والإستخباراتية للتغلب على تراجع فعالية سلاح الأنفاق في أي مواجهة لاحقة. وقد كان ذلك جلياً خلال التصعيد الأخير.

اللافت أيضاً أن المواجهة الأخيرة شهدت تنافساً ندياً بين "الجهاد الإسلامي" و"حماس". وفي هذا السياق، قال خبير الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية لـ"المدن"، إن "الجهاد" ظهرت بقوة ومبادرة أكبر مقارنة بما سبق، لدرجة تضاؤل فارق القوة مع "حماس"، بالرغم من أن ذلك لا يعني المساواة في ما بينهما من حيث العدة والعتاد في نهاية المطاف.

ولأن المواجهة الأخيرة كانت فرصة لفصائل المقاومة كي تستعرض قوتها العسكرية امام الرأي العام المحلي، وكذلك العالمي، لم تنتظر "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"الجهاد" سريان وقف اطلاق النار إلا دقائق قليلة، حتى زفّت نبأ صاروخها الجديد الذي أدخلته في الخدمة العسكرية خلال جولة التصعيد الأخيرة. وقد تم استخدامه في قصف "السرايا" لمدينة عسقلان، حيث اتسم بقوة تدميرية أكبر من غيره من الصواريخ محلية الصنع، ليُلحق أضراراً جسيمة في منازل المستوطنين.

مصدر أمني من "الجهاد الإسلامي" قال لـ"المدن"، إن "الجهاد" و"حماس" وحدهما المسيطرتان على غرفة العمليات المشتركة في المواجهة هذه، وتمتلكان الترسانة الصاروخية، في حين باقي الفصائل ليست فعالة وحضورها في الغرفة كان "شكلياً" عبر مندوب واحد.

وصنف المصدر العلاقة التي كانت بين الحركتين في غرفة العمليات ضمن مبدأ "الندية"، في إشارة إلى تنامي الدور العسكري لـ"الجهاد" مقارنة بالسابق. وضرب مثالاً على هذا المستوى بالقول إنها أطلقت حوالى 250 صاروخاً اتجاه المستوطنات خلال أقل من ثماني وأربعين ساعة من مجموع 500 صاروخ، أي العدد الذي أطلقته كتائب "القسّام".

ويشير المصدر إلى أن حركته، اعتمدت على محاكاة الأسلحة التي جاءت من خارج غزة في السنوات الماضية؛ والثاني تلقي خبراء وكوادر من "السرايا" دورات تدريبية من قبل إيران في مجال التصنيع الصاروخي، من ناحية انتاجها بالتأثير والحجم التدميري نفسه للصواريخ التي كانت تتلقاها عبر الحدود.

واللافت أيضاً أن "الجهاد الإسلامي" حاولت ان تكرس معادلة التحدي حتى اللحظة الأخيرة قبل سريان التهدئة على عكس المرات السابقة، فبالرغم من الحديث عن بدء التهدئة عند الثالثة والنصف من عصر الثلاثاء، ضربت السرايا "عشرين" صاروخاً في ساعة الصفر لبداية هذه التهدئة، رداً على مواصلة الاحتلال ضرباته الجوية في غزة. فكانت نبرة التحدي لدى المقاومة أكبر.

وتطرق المصدر إلى صاروخ "كورنيت" الموجه، الذي أصاب الحافلة الإسرائيلية التي كانت تقل جنوداً على بعد كيلومترات من قطاع غزة، مشيراً إلى أن الصاروخ بالأصل هو ايراني، لكن تم تطويره واستخدامه في إطار غرفة العمليات المشتركة للمقاومة.

ووفق معلومات "المدن"، تصدت القبة الحديدية الاسرائيلية لنحو 30 في المئة من صواريخ المقاومة خلال الجولة الاخيرة من التصعيد، فيما تمكن 70 في المئة منها من السقوط في المستوطنات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها