الأحد 2018/10/21

آخر تحديث: 12:42 (بيروت)

رواية جديدة لمقتل خاشقجي:كُتم نفسه ولُفّت جثته بسجادة

الأحد 2018/10/21
رواية جديدة لمقتل خاشقجي:كُتم نفسه ولُفّت جثته بسجادة
مسؤول سعودي: خاشقجي لُفّ بسجادة وأخرج بسيارة من القنصلية (Getty)
increase حجم الخط decrease
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول سعودي رواية للأحداث التي رافقت اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، قالت إنها تناقض في جوانبها الرئيسية التفسيرات السابقة.

وتتضمن تفاصيل الرواية وقائع جديدة تطرقت إلى تهديد فريق من 15 سعودياً، أرسلوا للقاء خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر، بتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه في شجار عندما قاوم. ثم ارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو الأمر وكأنه غادر القنصلية.

ويشتبه مسؤولون أتراك في أن جثة خاشقجي قُطعت لكن المسؤول السعودي قال إنه تم لفها في سجادة وتسليمها "الى متعاون محلي" للتخلص منها. ورداً على سؤال عن مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه قال المسؤول إن النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك.

وقدم المسؤول السعودي ما قال إنها وثائق مخابرات سعودية، تكشف على ما يبدو عن خطة لإعادة المعارضين بالإضافة الى الوثيقة التي تخص خاشقجي. كما عرض شهادة من أشخاص ضالعين في ما وصفها بتغطية فريق التصفية على ما حدث والنتائج الأولية لتحقيق داخلي. ولم يقدم دليلاً لإثبات نتائج التحقيق والأدلة الأخرى.

وردا على سؤال عن تغير تفسير الحكومة لموت الصحافي باستمرار، قال المسؤول إن رواية الحكومة الأولى استندت إلى معلومات خاطئة قدمتها جهات داخلية في ذلك الوقت. وأضاف أنه بمجرد أن تبين أن التقارير المبدئية كانت كاذبة بدأت الرياض تحقيقاً داخلياً، وتوقفت عن الإدلاء بالمزيد من التصريحات، مضيفاً أن التحقيق مستمر.

وقال المسؤول إن الحكومة السعودية أرادت إقناع خاشقجي، الذي انتقل للإقامة في واشنطن قبل عام خوفاً من الانتقام بسبب آرائه، بالعودة إلى المملكة كجزء من حملة للحيلولة دون "تجنيد أعداء" من المعارضين السعوديين للبلاد. وأضاف أنه من أجل ذلك شكل نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري فريقاً من 15 فرداً من الاستخبارات والأمن، للذهاب إلى اسطنبول ومقابلة خاشقجي في القنصلية ومحاولة إقناعه بالعودة.

وقال المسؤول إن هناك أمراً دائما بالتفاوض على عودة المعارضين بطريقة سلمية، مضيفاً أن "أمر العمليات يمنحهم سلطة التصرف من دون الرجوع للقيادة". وتابع أن "عسيري كون الفريق" وأن المستشار في الديوان الملكي "سعود القحطاني شارك في إعداد العملية".

وأضاف أنه وفقاً للخطة كان سيحتجز الفريق خاشقجي في مكان آمن خارج اسطنبول لبعض الوقت، ثم يفرج عنه إذا رفض في نهاية الأمر العودة للسعودية. وأوضح أن الأمور ساءت من البداية، إذ إن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعاً للعنف.

ووفقاً لرواية الحكومة تم توجيه خاشقجي لمكتب القنصل العام حيث تحدث أحد أفراد الفريق ويدعى ماهر مترب معه عن العودة للسعودية. وقال المسؤول إن خاشقجي رفض وأبلغ مترب أن شخصاً ما ينتظره بالخارج وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر خلال ساعة.

ووفقاً لرواية المسؤول، قال خاشقجي لمترب "هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية. ماذا ستفعلون بي هل لديكم نية لخطفي؟". ورد مترب "نعم سنخدرك وسنقوم باختطافك" وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة.

وعندما رفع خاشقجي صوته أصيب الفريق بذعر. ووفقا لرواية الحكومة حاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه. وقال المسؤول: "نتيجة اصرار جمال رفع صوته وإصراره على مغادرة المكتب حاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم... ما اضطرهم لتقييد حركته وكتم نفسه". وأضاف "حاولوا أن يسكتوه لكنه مات. لم تكن هناك نية لقتله".

وردا على سؤال حول ما إذا كان الفريق خنق خاشقجي، قال المسؤول "إذا وضعت شخصا في سن جمال في هذا الموقف سيموت على الأرجح".

وتابع المسؤول أنه لتغطية الجريمة لفّ الفريق جثة خاشقجي في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية وسلموها "الى متعاون محلي" يقيم في اسطنبول للتخلص منها. وأضاف أن صلاح الطبيقي خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي حاول إزالة أي أثر للحادث.

وفي الوقت ذاته ارتدى أحد أفراد الفريق، ويدعى مصطفى المدني، ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية، في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات الخاصة بالضحية.

وقال المسؤول إن الفريق كتب بعد ذلك تقريراً مزوراً لرؤسائه قائلاً إنه سمح لخاشقجي بالمغادرة، بعد أن حذر من أن السلطات التركية ستتدخل وأنهم غادروا البلاد سريعا قبل اكتشاف أمرهم. ولفت إلى أن جميع أفراد الفريق ومجموعهم 15 شخصاً اعتقلوا ويجري التحقيق معهم إضافة إلى ثلاثة مشتبه بهم آخرين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها