الجمعة 2018/10/19

آخر تحديث: 12:28 (بيروت)

"فيلق الشام" لـ"مخيم المحمدية": "اذا لم يعجبكم..اخرجوا من هنا"

الجمعة 2018/10/19
"فيلق الشام" لـ"مخيم المحمدية": "اذا لم يعجبكم..اخرجوا من هنا"
تلفزيون سوريا
increase حجم الخط decrease
دخلت مجموعات مسلّحة من "فيلق الشام"، تدعمها قوة من "الشرطة الحرّة" ومن الجيش التركي، إلى مخيم المحمدية في قرية دير بلوط بريف عفرين شمالي حلب. وأزالت تلك القوات، بالاتفاق مع العاملين في منظمة "آفاد"، خيّم المهجّرين المخصّصة للطبخ والحمامات، وهدمت التصوينات الحجرية بارتفاع 30 سنتيمتراً التي أنشأها الأهالي حول خيمهم.

وكانت منظمة "آفاد" التركية، المسؤولة عن إدارة المخيم، قد أنذرت، الخميس، الأهالي بأنها ستزيل الخيم الزائدة، وتلك التي حوّلت إلى مطابخ، والتي أجريت فيها عمليات إعمار بالحجارة، وأنها ستقوم بردم الحفر الفنيّة في الخيم التي خصّصت فيها أماكن كمنافع وحمامات. وذلك بعدما اضطر أهالي المخيم، خلال الشهرين الماضيين، إلى نصب خيم إضافية بجانب خيمهم الأصلية، بقصد تحسين الوضع المعيشي داخل المخيم قبل قدوم فصل الشتاء، والتخوّف من تفاقم الوضع سوءاً مع انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، واحتمال طوفان أو غرق الخيم بسبب طبيعة أرضه الترابية.

وقال مصدر من المخيم، لـ"المدن"، إن "هناك ضرراً كبيراً لحق بالناس بسبب هذا الإجراءات، لأن المخيم لا يحتوي خدمات جيّدة تناسب وضعاً معيشياً مستقرّاً لمئات العائلات. لذلك لجأت بعض العائلات لنصب خيمة ثانية وحوّلتها إلى مطبخ وحفرت فيها حفراً فنية، كبديل عن الحمامات العامة في المخيم، بسبب بعد المسافة عنها، وعدم وجود إنارة ليلية، وحرج النساء من الخروج إليها ليلاً".

وأشار المصدر إلى أن إدارة المخيم قد تكون محقة في استعادة الخيم الإضافية أو العمل على تنظيم الوضع داخل المخيم، لكنّ ضرر وسلبيات هذه الخطوة أكبر من فوائدها، وأوضح "أن المهجّرين يعانون من أوضاع معيشية صعبة، وقد اضطر بعضهم للاستدانة كي يبنوا حول خيمهم أو يجهّزوا خيمة إضافية، استعداداً للشتاء القادم بما يحمله من أمطار وعواصف"، وأضاف: "في النهاية جاء القرار بنسف كل شيء، ما انعكس بشكل سلبيّ على حياة المهجّرين، الذين لو كان لديهم خيار آخر لما بقوا في المخيم وبظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية".

وأشار مصدر محلّي من المخيم إلى أن الجيش التركي يستخدم فصائل الجيش الحر كـ"شبّيحة" لإسكات المُهجّرين المعترضين على القرارت. وحصلت خلال عملية الإزالة حوادث تلاسن بين العناصر المقتحمة وبعض شباب المخيم، في ظل محاولات القوة المسيطرة تخويف الأهالي عبر تلقيم الأسلحة والتهديد بها، وإطلاق عبارات مسيئة بحقهم منها: "اذا مو عاجبك اطلع من المخيم" حسبما تداول ناشطون يقطنون في المخيم.

ويظهر من سياسة التضييق المعتمدة في مخيمي المحمديّة ودير بلوط، الذي يتوقّع أن تدخله حملة مسلّحة مشابهة، السبت، الرّغبة بدفع مهجّري الجنوب الدمشقي والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي، للخروج منه والانتقال للسكن في بلدات وقرى ريف عفرين، حسبما يشير بعض الناشطين، أو باتجاه إدلب وريفها لتخفيف العبء الإغاثي في المخيمات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها