الخميس 2018/10/18

آخر تحديث: 13:02 (بيروت)

افتتاح معبري حماة: روسيا وتركيا تحرقان المراحل

الخميس 2018/10/18
افتتاح معبري حماة: روسيا وتركيا تحرقان المراحل
انترنت
increase حجم الخط decrease
بعدما طردت القوات الروسية "الفرقة الرابعة" وسيطرت على معبري مورك وقلعة المضيق شمالي حماة، تجري الاستعدادات لافتتاحهما بين مناطق النظام والمعارضة، بعد إغلاقهما منذ 12 آب/أغسطس، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتحدثت مواقع النظام عن إجراء تحضيرات لوجستية في المعبرين قبل افتتاحهما مجدداً للتجارة والعبور الإنساني، وأشارت إلى انتظار عدد كبير من الشاحنات في المنطقة المحيطة بالمعبرين من الجهة التي تسيطر عليها قوات النظام. ويبدو أن القوات الروسية ستشرف بشكل مباشر على إدارة المعبرين، اللذين ستتكفل مليشيا "الفيلق الخامس" بحمايتهما من جهة سيطرة مليشيات النظام.

من جهتها، أكدت المعارضة المسلحة أنها تجري تحضيرات لافتتاح المعبرين في ريف حماة، وقد شارفت أعمال التجهيز على الانتهاء. وتوقعت المعارضة بأن يكون لافتتاح المعبرين من جديد بعد فترة إغلاق طويلة أثر إيجابي على الحركة التجارية في ادلب وما حولها، بالتزامن مع الهدوء والاستقرار النسبيين اللذين تحققا بعد تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق التركي–الروسي.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن المعبرين سيكونان تحت إشراف القوات التركية المتواجدة في ريف حماة، من جهة المعارضة، وستتولى مجموعات عسكرية تابعة لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" تأمينهما، وتنظيم عملهما.

الاتفاق الروسي التركي كان قد أشار إلى فتح الطرق الدولية، خاصة طريق حلب–دمشق، بعد الانتهاء من تنفيذ بنود تتعلق بانسحاب التنظيمات الجهادية من المنطقة "منزوعة السلاح"، وحل وتفكيك التنظيمات الجهادية، وخلق إدارة مدنية في المنطقة تشرف على إدارة القطاعات الخدمية بشكل عام. ولم يتحقق سوى سحب السلاح الثقيل، ورغم ذلك يبدو أن روسيا وتركيا اتفقتا على فتح المعابر والإسراع في الاستفادة من الهدوء، وحرق المراحل.

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن": "ملامح الاتفاق أصبحت واضحة لدى الجانبين الروسي والتركي، ويتصرفان وكأن النظام والمعارضة قد انتهى أمرهما بالفعل، ولم يعد لهما أي فاعلية على الأرض. لذلك قد نلحظ تحركات غير متوقعة خلال الفترة المقبلة قد تشبه قرار افتتاح المعابر". وأضاف:"فتح المعابر في هذا التوقيت دليل واضح على أن الروس والأتراك يحرقون المراحل، وعدم السير بتطبيق الاتفاق وفق تسلسل زمني. الخبراء على الأرض من الجانبين لهما حرية تقديم وتأخير المراحل وفق المصلحة المفترضة للاتفاق. افتتاح المعابر سوف يحقق مصلحة مشتركة لروسيا وتركيا من خلال تشغيل الترانزيت في الاتجاهين".

وفي الوقت الذي كانت فيه معابر ريف حماة مغلقة خلال الشهرين الماضيين، كان معبر العيس الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام" في ريف حلب الجنوبي المنفذ الأهم بين مناطق النظام والمعارضة. إذ شهد معبر العيس حركة تجارية غير مسبوقة جنت "الهيئة" منه أموالاً طائلة من الضرائب التي تفرضها على البضائع، والتي وصلت إلى 10 بالمئة كحد أقصى. ومن جهة النظام تولت "الفرقة الرابعة" ومليشيات عشائرية محلية في منطقة الحاضر إدارة المعبر، وكانت ضرائبها أعلى بكثير ووصلت على بعض البضائع إلى 100 %، خاصة البضائع والمنتجات التركية، التي يُمنعُ في الظاهر نقلها إلى مناطق سيطرة النظام.

ستخسر "الهيئة" و"الفرقة الرابعة" الواردات المالية من معبر العيس، قريباً بعد افتتاح معابر ريف حماة. وفي الغالب سيتم إغلاق المعبر. وفي حال بقي، فلن تكون "الهيئة" موجودة في المنطقة أصلاً لإدارته، لأنها مطالبة بالانسحاب من المنطقة، في حين ستتولى القوات الروسية إدارة المعبر القريب من نقطة مراقبتها المتمركزة في الحاضر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها