الثلاثاء 2017/08/08

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

"الهوى الأصفر" بقيادة النمر.. يجتاح السخنة

الثلاثاء 2017/08/08
"الهوى الأصفر" بقيادة النمر.. يجتاح السخنة
معركة ديرالزور ما زالت في طور الاستعدادات (انترنت)
increase حجم الخط decrease
على الرغم من إعلان قوات النظام والمليشيات السيطرة على مدينة السخنة، إلا أنها ما زالت تلاقي صعوبة في إحكام السيطرة بشكل كامل على أحياء المدينة، التي تشكل مفصلاً مهماً في طريق الوصول إلى مدينة ديرالزور.

وقُتِلَ 25 مقاتلاً وأصيب العشرات من قوات النظام والمليشيات الرديفة، خلال كمين محكم أعدّه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، استدرجوا فيه مقاتلي النظام موهمين إياهم بالانسحاب من بعض أحياء المدينة، ليفجروا مجموعة ألغام أرضية بهم، وتبع ذلك قتال شوارع بين الطرفين.

وما تزال مجموعة من مقاتلي "داعش" تتحصن ضمن الأحياء الشمالية من السخنة، بحسب ما أكدت مصادر عشائرية لـ"المدن". وتستفيد المجموعة من الخنادق التي حفرها التنظيم خلال مرحلة الاستعداد للمعركة، والتي بدأها النظام قبل نحو 5 أشهر، وما تخللها من فترات ركود نظراً لمقتضيات معارك الصحراء وما تفرضه ضرورة التقدم المتوازي لقوات النظام ضمن مساحات شاسعة صحراوية.

وبالتزامن مع تثبيت قوات النظام مواقعها داخل المدينة، تواصل مجموعات أخرى تابعة لها السيطرة على الجبال والتلال المجاورة للسخنة، والتي شكّلت عامل حسم في المعركة. قوات النظام كانت قد سيطرت نارياً على أحياء السخنة، بعدما استولت على جبل الطنطور مع بداية الاقتحام.

سيطرة قوات النظام على السخنة، قرّبت المسافة بينها وبين ديرالزور التي باتت تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال شرقي السخنة. وحققت السيطرة على المدينة هدفاً استراتيجياً مهماً للنظام في مرحلة "التجهيز للمعركة الكبرى في ديرالزور"، على حدّ قول مصدر مقرب من العقيد منذر ابراهيم، من مرتبات "اللواء 103" في قوات النظام، لـ"المدن". ويرافق قوات النظام في معاركها نحو ديرالزور عدد من المليشيات كـ"حزب الله" اللبناني ومقاتلين من عشيرة الشعيطات يطلقون على أنفسهم مجموعة "أسود الفرات" بقيادة اللواء محمد خضور، قائد "الفرقة 17"، التي كانت تنتشر سابقاً شرقي سوريا، والتي يحاصر تنظيم "الدولة" بعض مواقعها العسكرية بالقرب من مطار ديرالزور العسكري.


(المصدر: LM)

كما أكد المصدر، لـ"المدن"، أن قوات النظام في السخنة، ستواصل تقدمها نحو مدينة ديرالزور بعد تلاقيها مع القوات المتقدمة من جنوبي بلدة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي، والسيطرة على المرتفعات الجبلية والتلال في ريفي حماة وحمص الشرقيين.

ومع تلاقي قوات النظام القادمة من جنوب الرقة مع نظيرتها في السخنة، ستشكل حصاراً على مواقع "داعش" في ريف حماة الشرقي وتفصلها عن ديرالزور، بغية الضغط على التنظيم وإخراجه من سلسلة جبال ومرتفعات ذات أهمية استراتجية في عمق البادية السورية، ومن أبرزها جبال المنشار. ذلك بالإضافة إلى عدم إعطاء التنظيم أي فرصة للهجوم يستغل فيها تباعد الجبهات والمساحات الشاسعة للصحراء، وإلحاقه خسائر قد تربك سير معركة النظام الهادفة للسيطرة على ديرالزور.

وتوغلت قوات النظام أكثر من 10 كيلومترات خلال اليومين الماضيين في طريقها من جنوبي بلدة الرصافة نحو مدينة السخنة، وأعلنت سيطرتها على قرى في محيط بلدة الكوم الأثري في ريف الرقة الجنوبي، وبات يفصلها عن السخنة نحو 60 كيلومتراً.

وقال مصدر من مدينة السلمية لـ"المدن"، إن قوات النظام وبإشراف روسي، ستبدأ مع نهاية الأسبوع الحالي عملياتها لطرد تنظيم "داعش" من ريف حماة الشرقي، مشيراً إلى أن التنظيم تلقى ضربات جعلت من تواجده شرقي حماة هشاً، خصوصاً في مدينة عقيربات أبرز المدن التي يسيطر عليها التنظيم في المنطقة.

وفي إطار ذلك، يواصل النظام استقدام مقاتليه من جبهات القتال مع المعارضة، مستغلاً بذلك اتفاقيات "خفض التصعيد". ونشرت صفحات موالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر مقاتلي مليشيا "درع القلمون" متجهين إلى مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، وهي مركز انطلاق عمليات قوات النظام وحلفائه، برفقة رتل من المركبات والحافلات العسكرية.

وأكد المصدر توافد مقاتلي مليشيات "لواء الرضى" من ريف حمص الشمالي، ومليشيا "درع القلمون" من القلمون، ومليشيا "صقور الصحراء" من الساحل، مشيراً إلى أن مقاتلي تلك المليشيات يطلقون على المعركة اسم "الهوى الأصفر"، وهو لقب يُطلق على العقيد سهيل الحسن، زعيم مليشيا "النمر"، من قبل مناصريه، وسط أنباء عن قيادة الحسن للمعركة.

و يعتمد النظام بشكل رئيسي في تقدمه نحو ديرالزور، على محور يمتد على ضفة نهر الفرات الجنوبية، قادماً من ريف الرقة الجنوبي. ولهذا المحور أفضلية عسكرية على تقدم قوات النظام عبر محور السخنة في عمق الصحراء، بالإضافة إلى تواجد "قوات سوريا الديموقراطية" على الضفة الأخرى من النهر؛ الخاصرة الشمالية. وكانت "المدن" قد كشفت عن تفاصيل اتفاق "العكيرشي" بين قوات النظام و"قسد" لتسهيل مرور قوات النظام إلى ديرالزور انطلاقاً من ريف الرقة الجنوبي.

وتمكنت قوات النظام، الإثنين، من السيطرة على قرى العطشانة وسالم الحمد ومقلاة كبيرة ومقلاة صغيرة، لتقترب أكثر من مدينة معدان، التي تقع بين الحدود الإدارية لديرالزور والرقة، بالتزامن مع تقدم مشابه في محيط مدينة البوكمال الواقعة غربي محافظة ديرالزور على الحدود السورية-العراقية.

كما تواصل قوات النظام المُحاصَرة ضمن مطار ديرالزور وبعض أحياء المدينة، تحصين مواقعها الدفاعية تحسباً من هجوم ينفذه التنظيم مع ازدياد الضغط عليه في عمق البادية.

وفي ضوء ذلك، فإن معركة ديرالزور ما زالت في طور الاستعدادات، على الرغم من التغيّرات المتسارعة في خريطة السيطرة على البادية السورية، ووصول قوات النظام والمليشيات بمساندة إيرانية وروسية إلى الحدود الإدارية لمحافظة ديرالزور.

وتتسابق مليشيات النظام مع قوات المعارضة المدعومة من "التحالف الدولي" للوصول إلى ديرالزور، في حين فرض تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤخراً التجنيد الإجباري على الذكور في مناطق سيطرته ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها