الجمعة 2017/07/07

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

قوات النظام على مشارف السخنة

الجمعة 2017/07/07
قوات النظام على مشارف السخنة
سيارة مفخخة يقودها انتحاري اخترقت الخطوط الأمامية لقوات النظام بالقرب من محطة أراك (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أصبحت قوات النظام والمليشيات الحليفة لها، على بعد أقل من 15 كيلومتراً عن مدينة السخنة، التي تعتبر بوابة التوجه لفك الحصار عن مدينة ديرالزور، الهدف الاستراتيجي الأكبر للنظام في معارك البادية السورية.

وتمكن "الفيلق الخامس" برفقة مليشيات "حزب الله" و"لواء فاطميون"، خلال اليومين الماضيين، من تطويق حقل الهيل النفطي، الواقع في الجيب الشرقي للطريق الواصلة ما بين تدمر والسخنة. كما تقدمت قوات النظام وفي طليعتها "قوات النخبة" من تل الرمامين إلى مشارف بلدة حليحلة، على الطريق الواصل ما بين السخنة وتدمر.


(المصدر: LM)

وسيطرت "الدولة الإسلامية" على مدينة السخنة في أيار/مايو 2015، وتعد ثاني أكبر مدن البادية السورية بعد تدمر. ويواصل تنظيم "الدولة الإسلامية" مواجهة قوات النظام والميليشيات، للحيلولة دون سيطرتهم على حقل الهيل النفطي وبلدة حليحلة، أخر نقاط الدفاع للتنظيم خارج مدينة السخنة من الجهة الجنوبية الشرقية.

وكانت سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم "داعش" قد اخترقت الخطوط الأمامية لقوات النظام وتفجرت وسط تجمع للمقاتلين، بالقرب من محطة أراك. وأكد مصدر خاص لـ"المدن" مقتل 7 مقاتلين، بينهم العقيد رامي عديدة، قائد "الكتيبة 46" في "الحرس الجمهوري" التي تسمى بـ"قوات النخبة". وأضاف المصدر أن 4 عناصر من قوات النظام، قتلوا أيضاً، على جبهة حقل الهيل النفطي، خلال محاولتها التقدم نحو تلة الحقل، وأصيب عدد من العناصر برصاص قناصة تنظيم "الدولة".

ويعي تنظيم "الدولة" خطورة خسارة جبل الهيل وحقله النفطي، الأمر الذي سينقل جبهة الدفاع عن السخنة إلى مداخل المدينة، بسبب الأودية الصحراوية المنخفضة التي تفصل ما بين حقل الهيل ومدخل المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية.

وقال مصدر مقرب من ضباط للنظام في تدمر، لـ"المدن"، بأن "المرحلة الأخيرة" في سير المعركة للسيطرة على السخنة قد بدأت الأربعاء عبر ثلاثة محاور رئيسية: المحور الجنوبي الشرقي عبر حقل الهيل النفطي، والمحور الجنوبي عبر الاوتستراد الدولي، والمحور الغربي عبر جبل السطيح.

وأكد المصدر أن "الحسم العسكري في السخنة لن يتم من دون تقدمٍ متوازٍ من المحاور الثلاثة، وهو ما تفرضه طبيعة المنطقة الصحراوية من أودية وتلال". وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو منع تسلل مفخخات تنظيم "الدولة"، واستغلاله المسافات المتباعدة لنقاط التمركز، كما أكد على أن التنظيم لن يستطيع الصمود كثيراً بعد طرده من التلال ما يجبره على الانسحاب أو تلقيه لخسائر أكبر.

ومع بلوغها الحدود الإدارية للريف الجنوبي من ديرالزور، فإن سيطرة قوات النظام والمليشيات على السخنة، ستمهد الطريق لفك الحصار المستمر منذ أكثر من عامين عن قوات النظام في مدينة ديرالزور. هذا بالإضافة إلى تقويض أهم نقطة تمركز لتنظيم "الدولة" في البادية، ما سينعكس على استمرارية وجوده في ريف حماة الشرقي وفي الجبال الشمالية الغربية لمدينة تدمر، حيث يتمكن من تهديد الحقول النفطية شمالي تدمر.

ويعيش تنظيم "الدولة" حالة من الإنهاك في ظل خوضه لمعارك على امتداد أكثر من 360 كيلومتراً؛ من جنوب شرقي حلب وصولاً إلى ريف حماة الشرقي وحتى الحدود مع العراق، بالإضافة إلى معاركه في الرقة.

وقد أكد مصدران محليان من مدينة السخنة لـ"المدن"، عدم ملاحظة وصول تعزيزات عسكرية لتنظيم "الدولة" على جبهة القتال بالقرب من السخنة، منذ أكثر من شهر، على عكس ما كان يحدث سابقاً لصد أي محاولة تقدم لقوات النظام من تدمر.

ورجّح المصدران أن القصف الكثيف للمقاتلات الروسية على السخنة ومحيطها، وتحديداً جبل السطيح غربي المدينة، قيّد حركة مقاتلي التنظيم وآلياته العسكرية، وهو الطريق الذي عادة ما تسلكه تعزيزات التنظيم العسكرية القادمة من عقيربات شرقي حماة نحو السخنة.

خسائر النظام والميليشيات، خلال النصف الأول من العام 2017، في معارك محيط تدمر، بلغت 389 قتيلاً و34 دبابة و33 آلية عسكرية و9 مدرعات، وفق ما نشره "مركز الدراسات والتوثيق في تدمر" في 2 تموز/يوليو.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها