الأربعاء 2017/07/05

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

أستانة-5:خلافات بين الدول الضامنة.. والمعارضون حضروا بصفة شخصية

الأربعاء 2017/07/05
أستانة-5:خلافات بين الدول الضامنة.. والمعارضون حضروا بصفة شخصية
increase حجم الخط decrease
أكد مصدر معارض مُطلع لـ"المدن"، إن خلافاً حصل بين الدول "الضامنة" الثلاث؛ روسيا وتركيا وإيران، بشأن توقيع الوثائق الأربع التي قدمتها موسكو في اجتماع الثلاثاء، من أعمال مؤتمر "أستانة-5". ويتركز اعتراض أنقرة على ورقة تشكيل "هيئة سياسية للمصالحة الوطنية". الاجتماعات المغلقة التي استمرت إلى وقت متأخر من ليل الثلاثاء/الأربعاء، لم تُفض إلى اتفاق.

وكانت أنقرة قد اعتبرت، قبل أيام، خلال اجتماع بين مسؤولين اتراك وممثلين عن الفصائل العسكرية المُعارضة، أن "هيئة سياسية للمصالحة الوطنية" هي "موضوع متعلق بالمسار السياسي في جنيف وليس مسار أستانة والتزاماته"، بحسب ما قاله مصدر عسكري معارض لـ"المدن".

وبات واضحاً أن روسيا وإيران، قد استثنتا الحديث عن منطقتي "خفض التصعيد" في الغوطة الشرقية ودرعا، حيث يستمر النظام وإيران في محاولة تحقيق اختراق عسكري فيهما، فيما تبدو محاولة خرق اتفاق "خفض التصعيد" في ريف حمص هي أقل إلحاحاً بالنسبة للنظام وإيران من الغوطة ودرعا. الأمر الذي يشير إلى التزام روسيا بمنطقة "خفض التصعيد"، فقط، في إدلب وريف حلب الشمالي.

إلى ذلك، اتسعت قائمة الفصائل المُعارضة الرافضة للمشاركة في "أستانة 5"، بشكل كبير، بل يمكن القول إن المؤتمر انعقد وكاد ينتهي من دون حضور المعارضة المسلحة. فالتمثيل انخفض من 23 فصيلاً في "أستانة 1" إلى ثلاثة فصائل فقط في "أستانة 5" مُقرّبة من أنقرة؛ "فيلق الشام" و"أجناد الشام" و"فرقة السلطان مراد".

وغاب عن "أستانة 5" كل من رئيس وفد "فصائل الثورة العسكرية" ورئيس "الهيئة السياسية" في "جيش الإسلام" محمد علوش، والناطق الرسمي باسم الوفد والمستشار القانوني في الجيش الحر المحامي أسامة أبو زيد. وقال علوش في بيان نشره الثلاثاء: "تكرر مسلسل التهجير القسري للمناطق المحررة، منطقة إثر أخرى، واستمرار النظام بالقصف بكل الأسلحة الجوية والصاروخية والمدفعية، ومحاولات الاقتحام، رغم كل الوعود التي تعهد بها في مؤتمر أستانة-1، فباتت المفاوضات في ظل هذه الظروف عقيمة غير ذات جدوى".

وانعكست المقاطعة على أعداد المشاركين، ليتم إلحاق البعض بصفاتهم الشخصية من دون أي صفات تمثيلية عسكرية. وضم وفد المعارضة 9 أشخاص فقط، هم: القياديان في "فيلق الشام"؛ منذر سراس، وقائد "غرفة عمليات فتح حلب" الرائد ياسر عبد الرحيم. بالإضافة إلى الممثل عن "أجناد الشام" محمد فهد القاضي، وقائد "فرقة السلطان مراد" العقيد أحمد عثمان. وكذلك، عضو "الائتلاف الوطني" ياسر الفرحان، بصفته الشخصية، ومهند جنيد الذي يتبع "جيش النصر" بصفته الشخصية أيضاً، وأيمن العاسمي، عضو "مجلس الثلاثين العسكري" بصفته الشخصية، بالإضافة إلى رئيس أركان الجيش الحر العميد أحمد بري بصفته الشخصية.

ونفى رئيس "المكتب السياسي والعلاقات الخارجية" في "لواء الإسلام" النقيب سعيد نقرش، مشاركته في "أستانة 5"، وقال لـ"المدن": "ورد في بعض التقارير الإعلامية مشاركتنا في هذه الجولة، لكننا غير مشاركين"، من دون ذكر أي تفاصيل عن أسباب المقاطعة.

وأصدرت فعاليات مدنية في درعا وقادة عسكريون في "الجبهة الجنوبية"، بياناً الثلاثاء، تلقت "المدن" نسخة منه،  أكد على رفض المشاركة في "أستانة 5". وأضاف أن "الجبهة الجنوبية" لم تكلف أي شخص إن كان بالحضور أو بتمثيلها. واتهم البيان عضو "مجلس الثلاثين العسكري" أيمن العاسمي، بأنه "قام بفعل خيانة أهله والثورة بمشاركته في مؤتمر أستانة، ما يستوجب محاكمته ثورياً، فهو لا يمثل الجبهة الجنوبية ولا علاقه لحوران وفصائلها به ولا يمثل أي فعالية سواء مدنية أو عسكرية في محافظة درعا". ووجه البيان الاتهام نفسه الى كل مشارك في "أستانة 5" من دون ذكر أسماء.

اتفاق مناطق "خفض التصعيد" الموقع في "أستانة 4" في أيار/مايو، كان قد اخرج القوى العسكرية في إدلب وحماة وحلب، من دائرة الصراع العسكري مع النظام، الأمر الذي أتاح لمليشيات النظام التفرد بجبهات الجنوب السوري؛ في الغوطة والبادية ودرعا، ضد المعارضة السورية. المليشيات حققت انتصارات كبيرة، في البادية السورية، ضد "جيش اسود الشرقية" و"قوات أحمد العبدو". بالإضافة إلى انتصارات كبيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشرقي وصولاً إلى جوار مدينة الطبقة والسيطرة على طريق إثريا–الطبقة، لأول مرة منذ العام 2012.

وتسبب "أستانة 4" بهجوم "هيئة فتح الشام" ("النصرة" سابقاً) على "جيش المجاهدين" و"صقور الشام" و"جيش الإسلام" و"تجمع فاستقم"، في محاولة للقضاء على كل من وافق على حضور المؤتمر. وأفضى اتفاق "خفض التصعيد" وحالة الهدوء مع جبهات النظام وفائض القوة إلى اقتتال مستمر بين الفصائل في إدلب وجوارها. ومن المرجح أن الاقتتال سيستمر، وقد ينفجر بشكل أكبر، مع احتمال حدوث تدخل تركي في إدلب، وهو الأمر الذي تعارضه روسيا التي تعتبر أن إدلب من حصة النظام مستقبلاً، ولا يحق لتركيا التدخل فيها. والدور التركي في إدلب، ينحصر في الفهم الروسي، بأنها تضمن بعض الفصائل وتمنعها من شنّ أي هجمات على النظام.

ويبدو أن روسيا بدأت تحصد نتائج اتفاق "خفض التصعيد"، فالنظام يتقدم بسرعة في شرق سوريا، ليسبق المعارضة المدعومة أميركياً في السيطرة على منابع النفط في ديرالزور. في حين تنشغل الفصائل في معارك التصفية الداخلية في إدلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها