السبت 2017/03/25

آخر تحديث: 16:21 (بيروت)

اغتيال مازن فقهاء.. حرب صامتة بين "القسام" وإسرائيل

السبت 2017/03/25
اغتيال مازن فقهاء.. حرب صامتة بين "القسام" وإسرائيل
AFP ©
increase حجم الخط decrease

لم يُغلق تشييع جثمان الشهيد مازن فقهاء في قطاع غزة، السبت، ملف عملية الاغتيال التي تعرض لها الأسير المحرر والقيادي القسّامي المُبعد من مسقط رأسه طوباس شمال الضفة الغربية، منذ عام 2011 في أعقاب إطلاق سراحه بموجب صفقة "شاليط".

الحكاية بدأت حول الساعة الثامنة من مساء الجمعة، عندما نفّذ مجهولون عملية الاغتيال وانسحبوا من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية في غزة من كشف ما حصل، رغم جزم حركة "حماس" بأن الفاعل هو الاحتلال الإسرائيلي.


وفور وقوع عملية اغتيال مازن فقهاء، على يد مجموعة أطلقت عليه أربع رصاصات مستخدمة "كاتم صوت" في حي تل الهوا، تولت كتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، التحقيق في الحادثة وإغلاق الحدود البرية والبحرية لقطاع غزة بالكامل. كما أطلقت عمليات رصد وتمشيط وإغلاق للحواجز الأمنية، ومنعت الدخول والخروج من القطاع.


القيادي في حركة "حماس" حماد الرقب قال لـ"المدن"، إن جميع الحيثيات تشير بشكل واضح إلى أن الاحتلال هو من يقف وراء عملية الاغتيال، إذ دخل لمربع جديد اسمه "الاغتيال الناعم" الذي يضمن عدم وجود دلائل جنائية ملموسة تُدينه، لكن الرقب أكد أن الحركة لن تصمت على هذه العملية، وأن "القسام" اتخذت قراراً بالرد على العملية، بالطريقة التي تقررها الكتائب وبالصورة التي تستطيع أن تُقدرها. 


ويؤكد مصدر أمني من "حماس" لـ"المدن"، أن حيثيات العملية تؤكد ان الاغتيال تمت "بصورة امنية احترافية" بينما كان مازن في سيارته، موضحاً في الوقت ذاته أن الشهيد الفقهاء لا يوجد معه مرافقون ويتحرك بسيارته الخاصة كالمعتاد، ما يعني أن عملية الوصول الى الهدف ليست صعبة أو معجزة، ولكن طريقة الرصد والتنفيذ والانسحاب من قبل مجموعة الإغتيال كانت "محترفة بامتياز". 


ويكشف المصدر عن قيام المجموعة التي نفذت الجريمة بجمع "الفشك" (غلاف الرصاصات) التي تم إطلاقها باتجاه مازن، إضافة إلى جمع الدلائل الأخرى قبل الإنسحاب من المكان، لكن لا يُعرف بعد ما إذا انسحبت باتجاه البحر الذي يسكن بجواره الشهيد فقهاء أم إلى داخل غزة.


وحول ما إذا قدمت مجموعة الإغتيال من خارج غزة، قال المصدر "إنه لا يُمكن لنا أن نؤكد الأمر حتى تنتهي أجهزة الأمن من جمع كل اطراف الخيوط المرتبطة بالحادثة"، مؤكداً على وجود تكتم أمني بالغ في هذه الأثناء بالترافق مع عملية التحقيق التي تتم في إطار الجهة الأمنية العليا، المسؤولة عن متابعة الملف.


وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الأمر اللافت في العملية أن المنفذين لم يستخدموا سيارة أو أي مركبة أخرى في عملية الانسحاب، بل تم ذلك سيراً على الأقدام وبوقت زمني قياسي، من دون أن يتمكن أحد من رصدهم قبل اكتشاف الجريمة.


وبينما يؤكد والد الشهيد فقهاء أن ضابطاً اسرائيلياً أبلغ العائلة بعد مرور سنة على تحرير نجله بصفقة شاليط أنهم لن يسكتوا إذا استمر مازن في نهجه، يكشف رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" التابعة لـ"حماس" وسام عفيفي، أن حركة غير طبيعية لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية شهدتها سماء غزة في الأيام الأخيرة التي سبقت عملية الاغتيال.


وأشار عفيفة، لـ"المدن"، إلى تسريبات من "القسام" تتحدث عن محاولة سابقة لاغتيال الشهيد لكنها فشلت، من دون أن يُحدد زمنها وظرفها، لكنه قال إن العملية تُحاكي الاسلوب الذي استخدم في اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري منتصف ديسمبر/ كانون أول عام 2016.


وتأتي عملية اغتيال الأسير المحرر في وقت يتعاظم فيه الحديث عن "حرب صامتة" تجري بين كتائب "القسام" واسرائيل، ما تزال في الإطار الأمني حتى الآن. كما أن الاحتلال يتهم الشهيد فقهاء بالتواصل المباشر مع خلايا في الضفة الغربية لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، وكان على رأسها اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين شمال الخليل في حزيران/ يونيو 2014.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها