الجمعة 2017/03/17

آخر تحديث: 08:18 (بيروت)

هل بإمكان مبارك قيادة المعارضة ضد السيسي؟

الجمعة 2017/03/17
هل بإمكان مبارك قيادة المعارضة ضد السيسي؟
AFP ©
increase حجم الخط decrease

منذ صدور حكم البراءة الأخير بحق الرئيس المخلوع حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، والأنباء التي سرت عن قرب عودة مبارك لإكمال حياته في حي مصر الجديدة بجوار قصر الإتحادية الرئاسي حيث يتواجد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وحالة الجدل والمكايدة لم تتوقف في الشارع المصري.

"الينارجية"، أو ثوار يناير، لديهم إحساس بالغبن والقهر، وبعضهم يرى أن قرار البراءة بمثابة إعلان رسمي من النظام الحالي وأجهزته عن تشييع جثمان ثورة 25 يناير/كانون الثاني إلى مثواه الأخير، في حين غمرت السعادة رموز النظام القديم، وتملكتهم حالة من الشماتة بحق مناصري الثورة التي أطاحت بمبارك، على اعتبار أنها "نكسة يناير" كما يقولون.


وبعيداً عن الجانبين، انشغل فريق ثالث بشكل العلاقة بين مبارك والسيسي خلال الفترة المقبلة، وبدأ في طرح أسئلة لاستشراف معالم تلك العلاقة، ومن بينها أين سيكون موقع الرئيس السابق من الرئيس الحالي؟ وهل سيكون من مؤيديه أم من معارضيه؟ هل عودة مبارك إلى منزله بريئاً من كل التهم  والملاحقات القضائية ستجعل موقفه أكثر تحرراً تجاه السيسي، أم أنه سيكمل حياته في زاوية داخل بيته بعيداً عن الإعلام والحياة السياسية؟


قبل نحو ثلاثة أعوام، بثّ تسجيل صوتي لمبارك وهو يثني على وزير الدفاع، آنذاك، عبدالفتاح السيسي، ووصفه بأنه "عقر"، وهي كلمة شائعة في العامية المصرية وتعني الشخص شديد الدهاء. كان ذلك تعقيباً من مبارك على دور السيسي في الإطاحة بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي. وبعدها بشهور قليلة، سُئل مبارك عن رأيه في مسألة ترشح السيسي للرئاسة، فكان رده "هو أصلح واحد".

لكن، يبدو أن رأي مبارك بالسيسي قد تغيّر مؤخراً، إذ قبل شهر واحد فقط، أجرى صحافي مصري مقيم في الكويت إتصالاً هاتفياً مسجلاً مع مبارك، وسأله عن السيسي فقال "أنا لا أقيم أحد (..) كل شخص وله أسلوبه". وعندما سئل عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وما إذا كانت جزيرتا تيران وصنافير سعوديتان أم مصريتان، قال مبارك "الجزر مصرية".

تصريحات مبارك  عن الجزر لفتت انتباه البعض إلى وجود جزء مستتر في العلاقة مع السيسي، الذي تجنّدت خلفه وسائل الإعلام لإثبات أن الجزيرتين سعوديتان. وسبق للرئيس المصري أن قال إنه لم يترك أحداً إلا وسأله عن الجزيرتين، وإن الجميع أخبروه أن تبعيتهما تعود للسعودية، ومن أولئك مبارك نفسه، الذي نقلت وسائل إعلام مقربة من النظام كلاماً منسوباً له، وقالت إن السيسي أرسل له سائلاً عن الجزيرتين فأقر بأنهما للسعودية.


لم تكن تصريحات مبارك الأخيرة هي الأمر الوحيد الدال عن الجمر تحت الرماد في العلاقة مع السيسي، فهناك شواهد أخرى وإشارات لا تخطئها عين تقود إلى النتيجة نفسها، إذ رغم تبرئة غالبية رموز نظام مبارك من التهم الموجهة إليهم في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، إلا أن السيسي حرص على صدور حكم نهائي غير قابل للطعن يدين نجلي مبارك في قضية القصور الرئاسية، لقطع أي طريق أمام جمال، بالتحديد، للعودة إلى المسرح السياسي، حيث يمنعه هذا الحكم من مباشرة حقوقه السياسية ومن بينها الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.


ومن بين تلك الشواهد أيضاً، كان حالة التوتر والغضب التي تنتاب النظام من الظهور الإعلامي والشعبي لنجلي مبارك، واستدعائه لشخصيات كانت مقربة من النظام السابق تحذر من الظهور المتكرر لهما، بالإضافة إلى حالة العداء الشديدة التي يبديها عدد كبير من أعضاء الحركات المؤيدة لمبارك ضد السيسي، ويمكن ملاحظة ذلك على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

مصادر من حركة "آسفين يا ريس" المقربة من أسرة مبارك، تؤكد أن جل ما تطمح إليه أسرة مبارك، ومبارك نفسه، أن يعيشوا بعيداً عن بطش السلطة الحالية. وأشارت تلك المصادر إلى أن جمال مبارك -الوريث- لم يعد يفكر في لعب أي دور سياسي، وأن مبارك يرغب في قضاء ما تبقي من عمره مع أحفاده وأبنائه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها