المنطقة التي تربط محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، باتت تعرف بـ"مثلث الموت"، بعدما انهارت فيها في الفترة ما بين 1 و23 شباط/فبراير 2015، مجموعة كاملة من "لواء فاطميون" من الإيرانيين والأفغان، سقطت بين قتيل وجريح في خربة سلطانة وحمريت وتل السرجة، هذا عدا عن خسائر قوات النظام و"حزب الله".
وكانت المعارضة السورية المسلحة قد سيطرت على المنطقة، أواخر العام 2014، واحتفظت بها 6 أشهر، قبل أن تستعيدها مليشيات النظام المعروفة بـ"القوات المشتركة" وتضم كلاً من "لواء فاطميون" و"حزب الله" اللبناني، و"اللواء 90" و"الفرقة السابعة" من قوات النظام، بإدارة خبراء "الحرس الثوري" الإيراني في شباط/فبراير 2015.
وتتقسم قرى "مثلث الموت" إلى محوري تماس بين المعارضة ومليشيات "حزب الله" و"فاطميون"؛ المحور الأول يمتد بين "كتيبة جدية" وتلة قرين، فيما تعتبر ظهرة حمريت والطيحة المحور الثاني. ويسود الهدوء الحذر هذين المحورين، في الغالب، لكن عمليات تسلل لـ"حزب الله" و"فاطميون" تجري أحياناً للتقدم نحو الطيحة من ظهرة حمريت، أو للتقدم من ناحية "كتيبة جدية" وقرين نحو كفر ناسج وكفر شمس. ويجري أحياناً تبادل لإطلاق النار، بالرشاشات المتوسطة، في المحاور الرئيسية، بالإضافة إلى قصف متبادل بقذائف هاون. في منطقة ظهرة حمريت، يقوم "حزب الله" بنصب كمائن لمجموعات الجيش الحر المنتمية إلى "الجبهة الجنوبية".

وبعد سريان اتفاق "وقف اطلاق النار" شهدت المنطقة هدوءًا حذراً من قبل الطرفين، تتخلله خروق واضحة من قبل "القوات المشتركة" التي تقوم بعمليات تسلل واستهداف كفرناسج وطريق المال-كفرناسج بالقذائف والرشاشات، لقطع الطريق نارياً، ومنع وصول الإمدادات إلى المعارضة في كفر ناسج. وهذا ما دفع فصائل المعارضة في المثلث إلى تعزيز مواقعها وتحصينها، والعمل على إنشاء كمائن جديدة وفتح طرق جديد بديلة عن الطرق المستهدفة، لضمان وصول الإمدادات إلى المنطقة.
وأحكمت مليشيات النظام سيطرتها، أثناء هجوم شباط 2015، على تلال مرعي والسرجة وقرين وفاطمة الزهراء وظهرة حمريت، التي تُعد مواقع حيوية للمثلث، وبالسيطرة عليها تسقط عملياً قرى وبلدات دير ماكر والدناجي والهبارية وخربة سلطانة وحمريت وسبسبا ودير العدس. هجوم المليشيات تسبب في تهجير أهل بلدات المثلث، بشكل كامل، والذين يزيد عددهم عن 30 ألف مدني. وتوجه المُهجّرون إلى المناطق المحررة في ريفي القنيطرة ودرعا.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها