حجم الخط
مشاركة عبر
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية في آذار/مارس "مرشحا مستقلا"، وليس كممثل لحزب "روسيا الموحدة"، مضيفا أن برنامجه الانتخابي الذي لم يفصح عنه، سيعبّر عن رؤيته التي تطمح لأن تبقى روسيا في تجدد مستمر وبإقتصاد يقوم على التكنولوجيا.
بوتين أمضى 3 ساعات و40 دقيقة في الرد على أسئلة أكثر من 1600 صحافي في مؤتمره السنوي. وتراوحت بين مسائل الحياة اليومية وصولاً الى الاقتصاد وكبرى الملفات الدولية.
والى جانب معرفة نواياه للسنوات الست المقبلة، طلب منه الصحافيون تفسير عدم وجود منافس فعلي له في الانتخابات المرتقبة، حيث أعطاه معهد "ليفادا" 75 في المئة من نوايا التصويت.
وبعدما عبر عن رغبته في وجود نظام سياسي "تنافسي"، نفى أن يكون يستبعد المعارضة، معتبراً أن ضعف المعارضة الروسية الليبرالية ناجم عن عدم وجود رغبة لدى الروس للقيام "بانقلاب" مثلما حدث في اوكرانيا.
وقال بوتين رداً على سؤال الصحافية والمرشحة للرئاسة كسينيا سوبتشاك خلال المؤتمر الصحافي "هل تريدون أن ننتقل من حركة ميدان إلى أخرى؟ هل تريدون ان تحصل لدينا محاولات انقلاب؟ لقد تجاوزنا كل هذا (...) أنا مقتنع بان غالبية المواطنين الروس لا تريد ذلك ولن تسمح به"، مضيفاً "السلطة لا تخاف من أحد".
وحول الإتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الإنتخابات الأميركية، قال بوتين "تمت فبركة كل هذه الامور من قبل أشخاص يعارضون (الرئيس دونالد) ترامب لتقويض شرعية عمله" مضيفاً أن ممثلين عن الحكومة الروسية التقوا مع فريق ترامب الانتخابي لكن هذه تعتبر ممارسةً دبلوماسية معتادة.
واعتبر أن من يقومون بذلك "يضرّون بلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن إختاروا ترامب". وتابع قائلاً مع "احترامي للمعارضة الأميركية، فإن شعبية ترامب حقيقة لا يمكن إنكارها".
وعبّر بوتين عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين البلدين. لكنه أشار الى أن ذلك لن يكون ممكناً في الأجواء السياسية الأميركية الحالية. وردا على سؤال حول تقييمه أداء ترامب كرئيس، قال بوتين إن هذا الأمر يعود إلى الناخبين الأميركيين. وتابع "لقد رأينا بعض الإنجازات المهمة في الفترة القصيرة التي أمضاها" في السلطة، مشيراً إلى ثقة الأسواق والمستهلكين بشكل خاص.
من جهة ثانية، أكد بوتين أن بلاده لم تنسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياسا بواشنطن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة عمليا انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق.
وأضاف "هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة". وأوضح أن روسيا سوف تضمن أمنها دون الإنجرار إلى سباق تسلح، معتبراَ أن "الإنفاق على التسلح ضروري لحماية أمننا وننطلق من مبدأ ألا يؤثر ذلك على الاقتصاد".
وتابع "قيمة ما رصدناه 46 مليار دولار، فيما رصدت واشنطن 700 مليار دولار. روسيا لن تسمح لنفسها بهذا الإنفاق، ولكننا قادرون بـ46 ملياراً على ضمان أمننا".
وتطرف بوتين الى الموضوع السوري قائلاً، إن "دحر الإرهابيين" في سوريا يفتح أبواباً أمام التسوية السياسية. وأضاف أن العسكريين الروس في سوريا عملوا "بشجاعة وانضباط ومهنية عالية"، معتبراً أنهم نفذوا المهمات التي تم وضعها أمامهم.
وأوضح بوتين أنهم "تمكنوا، بالتعاون مع الجيش السوري، من دحر أكبر مجموعة منظمة للإرهابيين"، في إشارة إلى تنظيم "داعش". وتابع "هذا الأمر يفتح الآن بابا نحو الطريق إلى التسوية السياسية للنزاع السوري، وإلى انبعاث البلاد، لكي يتمكن مئات آلاف الناس من العودة إلى الحياة السلمية". وإعتبر أنه "لا يمكن لسوريا وحدها حل هذه المشكلة، لذلك يجب على العالم بأسره أن يحلها سوياً، وروسيا مستعدة للمساعدة في ذلك".
وبشأن زيارته الأخيرة إلى سوريا، لفت إلى أنه كان يرغب بالقيام بها منذ زمن بعيد، إلا أن بعض المخاوف الأمنية حالت دون ذلك.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها