وكان المُعتقلون قد أعلنوا بدء اضراب عن الطعام، صباح الثلاثاء، لتحقيق مطالبهم، الأمر الذي أغضب إدارة السجن. وعند الثانية من بعد ظهر الثلاثاء، علمت "المدن" من مصادر خاصة قريبة من موقع السجن، بقدوم تعزيزات عسكرية إلى محيط السجن، مسلحة برشاشات خفيفة ومتوسطة، ما اعتبر دليلاً على نية إدارة السجن بالتصعيد.
وبالفعل، وبعد ذلك بوقت قصير، قامت إدارة السجن بقطع الكهرباء عن المبنى الذي يتحصن داخله المُعتقلون، وبثّت تهديدات عبر مكبرات الصوت حول بدء عملية الاقتحام خلال ساعات، وأن من يمتنع عن تسليم نفسه، فهو "في عداد الأموات".
وتواصلت "المدن" مع أحد المعتقلين، الذي قال إن تخوّف أغلب المُعتقلين من عمليات انتقامية متوقعة من مدير السجن تجاههم، كان دافعاً وراء قرار الاضراب عن الطعام، لتحقيق مطالبهم التي لم تعد تتعلق فقط بتحسين ظروف اعتقالهم، داخل السجن، بل اختصرت بمطلب وحيد: "الافراج عنا نهائياً، وهذا هو حقنا".
ويتخوّف المعتقلون من "الطلبيات" الموضوعة بحقهم، حتى لو تمّ اخراجهم من السجن. و"الطلبية" هي طريقة يتبعها النظام، لإعادة المُفرج عنهم، إلى فروع الأجهزة الأمنية، وإعادة التحقيق معهم من جديد، بما يتضمنه ذلك من اخضاعهم للتعذيب.
من ناحية أخرى، قامت "قيادة الثورة" في الرستن من ريف حمص الشمالي المُحاصر، والتي تضم أغلب قادة الفصائل العسكرية في المدينة، بالدعوة لاجتماع طارئ بحث سبل مساعدة المعتقلين في "السجن المركزي"، والوقوف إلى جانبهم. وقد تقرر التجهيز لعمل رادع للنظام، إذا لم تتوقف عملية الاقتحام للسجن. وأصدرت "قيادة الثورة"، ما اسمته "خطة عمل" للتعامل مع الأمر.
رئيس "قيادة الثورة" في الرستن النقيب ابراهيم ايوب، قال لـ"المدن"، إن الفصائل ستقوم بتنفيذ "خطة العمل" في حال قام النظام "باقتحام السجن، والتعرض للمعتقلين الذين هم اخوتنا وابناؤنا".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها