الجمعة 2017/01/13

آخر تحديث: 14:20 (بيروت)

وادي بردى: النظام يستهدف وفده

الجمعة 2017/01/13
وادي بردى: النظام يستهدف وفده
العميد قيس فروة، اتصل وأبلغ وجهاء المنطقة أن "المسلحين" هم من أفشلوا "وقف إطلاق النار" (الهيئة الإعلامية في وادي بردى)
increase حجم الخط decrease
بعدما فشلت في تقديم أدلة تثبت ادعاءها بوجود "جبهة فتح الشام" في وادي بردى، قام الحرس الجمهوري و"حزب الله"، بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، الخميس، على وفد النظام الذي قدم مع وجهاء المنطقة، لرفع العلم الرسمي فوق منشأة "عين الفيجة" تمهيداً لإصلاحها.

الوفد المكون من مدير مكتب المحافظ وسائقه والقاضي محمد صبحي الغضبان، كان قد جاء إلى المنطقة بعد اجتماع مطول مع وجهاء وأعيان وادي بردى، حضره قائد شرطة ريف دمشق والعميد قيس فروة من الحرس الجمهوري، ومحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم وأمين فرع "حزب البعث" همام حيدر، ومندوب عن "الأمن القومي" ممثلاً للواء علي مملوك. الإجتماع سعى للتوصل إلى "تهدئة"، تفضي إلى "وقف اطلاق النار"، وتبدأ برفع العلم على منشأة النبع، ويتبعها مفاوضات إخلاء المقاتلين إلى الشمال السوري، و"تسوية" أوضاع المدنيين.

وفتح الحرس الجمهوري و"حزب الله" رصاص القناصات والرشاشات، بشكل مباشر، على الوفد أثناء محاولته رفع العلم، وتم استهداف مكان تواجدهم بقذائف الهاون الثقيل، ما أدى إلى تعطل الحافلات التي أقلتهم، واحتراق مركبة القاضي بالكامل. العميد قيس فروة، اتصل وأبلغ وجهاء المنطقة أن "المسلحين" هم من أفشلوا "وقف إطلاق النار" واتهمهم بالاعتداء على الوفد ومحاولة قتله. وحاول أحد مرافقي الوفد رفع العلم على أحد الأبنية، آملاً في إيقاف إطلاق النار، الذي يستهدفهم، إلا ان رشاشات من عيار 23 استهدفته بشكل مباشر.

وتتواصل المعارك العنيفة في مجمل محاور وادي بردى، وسط ثبات المعارضة وصدها لمحاولات الاقتحام على جبهات مختلفة. وفي إحصائية أولية فقد دمرت مليشيات النظام 60 في المئة من البنية التحتية لقرى الوادي، التي يقطنها نحو 100 ألف مدني يعانون ظروفاً إنسانية مزرية نتيجة الحصار.

وشنّت مليشيات النظام هجومها الأعنف على  جبهات بلدة بسيمة، عبر قصف تمهيدي استهدف محاور الاشتباك بأكثر من 100 صاروخ أرض-أرض من نوع "فيل"، وما يزيد عن 50 غارة جوية. وأشار النشطاء إلى إسناد سلاح الجو الروسي للعمليات القتالية، مستدلين على ذلك بأن المروحية الروسية تلقي 6 براميل متفجرة دفعة واحدة، مقابل 4 براميل متفجرة تلقيها مروحيات النظام في الطلعة الجوية الواحدة. وتزامن ذلك مع اشتباكات عالية الوتيرة على محور كفير الزيت، تمكن الثوار خلالها من صدّ محاولة اقتحام لمليشيات "درع القلمون" و"حزب الله" للمنطقة.

ويحاول النظام إحراز أي تقدم عسكري يؤثر من خلاله على مجريات سير المفاوضات، وكان قد روّج أخباراً عن سيطرته على قطاعات في بسيمة. وفعلياً فقد تقدمت مليشيا "حزب الله" إلى 6 أبنية في محيط البلدة، إلا أن المعارضة تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحزب، بعدما شنّت هجوماً معاكساً لاستعادة تلة الحسينية. المعارضة تمكنت من استعادة نقاط في محيط وادي اللوز، في حين لم تتمكن مليشيات النظام من البقاء في بعض النقاط المتقدمة حول بلدة عين الفيجة.

المنسق بين فصائل المعارضة د.عبد المنعم زين الدين، أكد لـ"المدن"، أن ملف مفاوضات وادي بردى، يعود إلى أهالي المنطقة واللجنة المفوضة من قبلهم، فهم من "يبذلون الدماء ويقدمون الشهداء لأرضهم". وعبّر زين الدين عن أمله بأن ينفّذ "التحالف الدفاعي المشترك" الذي شُكّل مؤخراً بين المناطق المحاصرة، أعمالاً موسعة تضغط على النظام وحلفائه بشكل أكبر، لإيقاف حملته العسكرية على قرى وادى بردى.

وأشار زين الدين إلى أن "التحالف" لم يهدف إلى تشكيل جسم جديد، وإنما سعى لتضامن المناطق المحاصرة، وإشعال جبهاتها عند تعرض أي منها للخطر، مشيراً إلى أن مؤازرة قرى وادي بردى، تقع على عاتق كافة القوى والفصائل الثورية، ضمن "التحالف" أو خارجه. ولفت إلى أن بعض المناطق لا تزال تعاني صعوبات في تحول مواقفها إلى حالة الهجوم، بعدما سيطر الهدوء مطولاً على جبهاتها نتيجة "الهدن" السابقة. وشدد على  مخاطر التهجير القسري الذي يحوم حول المناطق المحاصرة، حين يستفرد النظام بها.

وتحاول قوات النظام، إحداث شرخ بين أهالي الوادي، عبر تصويرها الفارين من جحيم القصف، على أنهم "مسلحون" يوقعون على "أوراق تسوية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها