استحوذت عملية اطلاق النار التي نفذها شابٌ فلسطيني، الثلاثاء، عند مدخل مستوطنة "هار أدار" شمال غرب القدس، أدت إلى استشهاده و مقتل ثلاثة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، على مساحة واسعة في متابعات وتحليلات الصحافة الإسرائيلية الصادرة، الأربعاء.
واعتبرت صحيفة "هآرتس" أن عملية مستوطنة "هار أدار" تشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي في التعامل مع العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين. بينما رأت صحيفة "معاريف" في تحليلها الأمني للعملية المذكورة أن ما جرى لم يكن فشلاً استخبارياً، ولكن المطلوب تحسين إجراءات الأمن، لا سيما وأن "منفذ العملية قدم بطاقة هويته للحراس، ومن ثم أطلق النار عليهم من الخلف"، بحسب "معاريف".
ونقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، مطالبته بحكم الإعدام لمنفذي العمليات ضد أهداف اسرائيلية.
وفي عنوان آخر، تكتب "معاريف" أيضاً: "على الرغم من عملية (هار أدار).. سياسة منح تصاريح العمل للفلسطينيين في أراضي 48 لن تتغير".
بدورها، سردت صحيفة "يديعوت احرونوت" تفاصيل العملية بعنوان: "نمر الجمل.. ومن مسافة صغر، أطلق 10 رصاصات، فقتل ثلاثة جنود". وقالت الصحيفة ذاتها إن العملية تعكس "صدعاً في حالة التعايش في مستوطنة هار أدار والتي لم تشهد عمليات من قبل تقريباً".
وذهبت القناة "العاشرة الإسرائيلية" إلى السياق ذاته عندما قالت إن عملية (هار أدار) أثّرت على "التعايش الهش" في المستوطنة. وأضافت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي ايزنكوت، توعد بعد زيارته موقع العملية بمحاربة "كل من يحاول المس بحياة البشر".
وطرحت "العاشرة" تساؤلاً في هذا المضمار: "هل للمصالحة بين فتح وحماس دور في توتر الوضع الأمني في الضفة الغربية؟".
من جهته، قال موقع "واللا" الإسرائيلي إن رئيس جهاز "الشاباك"، نداف أرجمان، كان قد حذر من تصاعد العمليات الفلسطينية قبل أسبوعين من وقوع عملية القدس.
بدورها، علّقت صحيفة "إسرائيل اليوم" على العملية بعنوان على صدر صفحتها الأولى: "عملية هار أدار: عملية استثنائية، وحلول محدودة". ونقلت عن الشرطة الإسرائيلية زعمها أن نحو 7 آلاف فلسطيني أعربوا عن رغبتهم بتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية عبر شبكات التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر)، منذ اندلاع أحداث الأقصى الأخيرة، وأن الشرطة وصلت لـ200 "منفذ محتمل"، في سياق نظرية "الوقاية الإستباقية".
أما القناة "السابعة الإسرائيلية"، فقد تحدثت عن احتمالات كبيرة بتفجّر الوضع الأمني في الضفة الغربية ما لم يتحسن الوضع الاقتصادي لسكانها، وتتسلم إدارتها "قيادة معتدلة للسلطة الفلسطينية". وأوضحت أن أحد ضباط الجيش الإسرائيلي يعتقد أن تصاريح العمل لا تمنع العمليات، وأن كل فلسطيني يحتك بالإسرائيليين يُمكن أن يكون "مخرباً محتملاً"، حسب تعبيره.
موقع "360" الإسرائيلي ذهب إلى أبعد مدى في تحليله للعملية عندما قال إن منفذ عملية القدس، نمر الجمل، قد قوّض أسس وافتراضات المؤسسة العسكرية. وتشير في هذا الإطار أنه للمرّة الأولى، تصدر القنصلية الأمريكية في القدس بيان إدانة لعملية مستوطنة هار أدار.
ودعت الفضائية "20 الإسرائيلية" في سياق تحليل العملية إلى ضرورة التوقف عن البحث عن سبب منطقي للعملية، والاعتراف بأن "الأمر ثقافة وتربية"، على حد تعبيرها. وأشارت الفضائية إلى أنه في اعقاب عملية القدس، قررت الحكومة الإسرائيلية تجميد ما تسميها بـ"تسهيلات" كان مُقررة للفلسطينيين.
إسرائيل بعد عملية "هار أدار":لا حلول مع الفلسطينيين
المدن - عرب وعالمالأربعاء 2017/09/27

العملية تشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي في التعامل مع "العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين". (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها