طالب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ختام لقائه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في باريس، الجمعة، برفع "الحظر الذي يؤثر على سكان قطر في اقرب وقت ممكن"، وقفاً لبيان صادر عن الاليزيه.
وأضاف بيان الاليزيه، أن الرئيس الفرنسي "طالب برفع اجراءات الحظر التي تطاول السكان في قطر خصوصا العائلات والطلاب في اقرب وقت ممكن". وتابع أن ماكرون وأمير قطر "تطرقا الى الازمة القائمة بين قطر ودول عدة في الشرق الاوسط. وعبر رئيس الجمهورية عن قلقه ازاء التوترات التي تهدد الاستقرار الاقليمي، وتعيق الحل السياسي للازمات وتضعف فاعلية كفاحنا المشترك ضد الارهاب".
وقال مدير مكتب قناة "الجزيرة" في باريس، إن المحطة الفرنسية مهمة في جولات أمير قطر بعد ألمانيا، إذ إن كلا من باريس وبرلين محرك أساسي للسياسة داخل الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن زيارة الشيخ تميم لباريس أظهرت أن قطر ليست معزولة كما كانت تريد دول حصار قطر، والتي كانت تمني النفس بفرض الحصار على الدوحة أولا ثم عزلها بالكامل.
وأضافت "الجزيرة" نقلاً عن مدير مكتبها في باريس، أن موقف فرنسا إزاء الأزمة الخليجية كان ثابتاً منذ البداية، ونحا بحزم نحو الدعوة إلى ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار ودعم الوساطة الكويتية، وصرح المسؤولون الفرنسيون -وعلى رأسهم الرئيس ماكرون- بضرورة تجنيب المنطقة أزمة إضافية، ولا سيما أن فيها ما يكفي من الأزمات.
وفي وقت سابق، الجمعة، أكد أمير قطر استعداد الدوحة للجلوس الى طاولة الحوار لحلّ الأزمة الخليجية، وجدد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، الجمعة، دعم بلاده للوساطة الكويتية لحلّ الأزمة، مؤكداً أن الدوحة ستبقى داعمة لهذه الوساطة حتى "التوصل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف".
وفي ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب، شدّد أمير قطر على ضرورة التركيز على "جذور الإرهاب وأسبابه"، مضيفاً "ربما نختلف مع بعض الدول العربية في تشخيص جذور الإرهاب لكن كلنا متفقون على مكافحته".
وأوضح الشيخ تميم أنه ناقش ميركل المسألتين الليبية والسورية، وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يرضي كل الأطراف في سوريا.
ميركل، من جهتها، أعربت عن قناعتها بأن الأزمة الخليجية لا يمكن حلها إلا عبر "مفاوضات سرية"، وقالت إن "الحلول التفاوضية لا يمكن الوصول إليها في السوق"، في إشارة إلى أن المفاوضات العلنية لا تنتج حلولا للأزمات. وتابعت أن "المفاوضات السرية هي السبيل لحل الأزمة".
وأضافت "لا أعتقد أننا يمكن أن نحل هذه الأزمة بمفاوضات علنية في ظل ميل قطاع كبير من الناس لإصدار تقييمات للأزمة"، مشيرة إلى محادثات مع السعودية والامارات حول الأزمة، دون أن تكشف عن تفاصيل هذه المفاوضات.
وعبرت المستشارة الألمانية عن قلق بلادها لمرور 100 يوم على الأزمة في الخليج، مشيرة إلي أن أمير قطر أكد بأنه سيبذل ما في وسعه لحلها. وأصافت ميركل أن برلين تدعم مساعي الوساطة الكويتية والأميركية لإنهاء النزاع بشكل عادل وإيجابي.
وأوضحت ميركل أن زيارة أمير قطر كانت مقررة في تموز/يوليو الماضي، لكنها تأجلت بسبب الأزمة الخليجية التي اندلعت في حزيران/يونيو الماضي.
ووصل الأمير القطري إلى برلين في إطار أول جولة خارجية يقوم بها منذ اندلاع الأزمة. وبدأ أمير قطر جولته من تركيا، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، مساء الخميس في أنقرة، في اجتماع مغلق استمرّ ساعتين ونصف الساعة.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر في الرئاسة التركية قولها إن النقاش تطرّق إلى الأزمة الخليجية والتطورات الأخيرة في سوريا. وأوضحت المصادر أن اردوغان وآل ثاني، أكدا على ضرورة حل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية، بالإضافة إلى عزم أنقرة والدوحة على تطوير علاقاتهما في كافة المجالات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها