وجّهت الرئيسة الدولية لـ"منظمة أطباء بلا حدود" جوان ليو، رسالة إلى القادة الأوروبيين، أدانت فيها سياسات قادة دول أوروبا وتصميمهم على إعاقة وسد الطريق أمام حركة الناس من ليبيا.
ودعت رئيسة المنظمة إلى أن يشكّل ما يعانيه المهاجرون واللاجئون في ليبيا، صدمة للضمير الجمعي للمواطنين الأوروبيين وقادتهم المنتَخبين. وقالت "إن التمويل الأوروبي، الذي أعمته الرؤية قصيرة النظر المتمثلة في إبقاء المهاجرين واللاجئين خارج أوروبا، يساعد في منع قوارب المهاجرين من مغادرة المياه الليبية، لكن هذه السياسة تغذي أيضاً نهجاً إجرامياً وممارسات استغلال إجرامية بحق أولئك المهاجرين وطالبي اللجوء".
واعتبرت ليو أن "احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا هو عمل يلفُّه الفساد بأكمله، ويجب أن نسميه بمسمَّاه الحقيقي: هو تجارة رائجة تشمل أعمال الخطف والتعذيب والابتزاز. وقد اختارت الحكومات الأوروبية إبقاء تلك الفئة من الناس ضمن تلك الظروف، وهو وضع غير مقبول إذ يجب أن لا تتم إعادة الناس إلى ليبيا أو احتجازهم فيها".
ومنذ أكثر من عام، تقدّم "اطباء بلا حدود" المساعدة إلى الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز الليبية في طرابلس، وتقول رئيسة المنظمة إنها شهدت إجراءات الحجز التعسفي والابتزاز والإساءة الجسدية والحرمان من الخدمات الأساسية التي يعاني منها رجال ونساء وأطفال في تلك المراكز.
في هذا السياق، قالت ليو إن "هذا العنف المروِّع ضدهم يجب أن يتوقف، ويجب أن يكون هناك حد أدنى من الاحترام لحقوقهم كبشر بما في ذلك توفير الغذاء الكافي والماء والرعاية الطبية".
واتهمت رئيسة "أطباء بلا حدود" في رسالتها، الساسة الأوروبيين بالاختباء "خلف اتهامات لا أساس لها تجاه المنظمات غير الحكومية والأفراد الذين يحاولون تقديم المساعدة لأولئك الذين في ضائقة"، بدلاً من "مواجهة الحلقة المفرغة التي تخلقها سياساتهم".
وكانت فرق إنقاذ المنظمة قد تعرضت إلى حوادث خطيرة أثناء عملها وسعيها إلى إنقاذ مهاجرين من الغرق. وأبرز ما واجهته المنظمة إطلاق نار من قبل خفر السواحل الليبي الممول أوروبياً، كما وُجهت لها تهم متكررة بالتواطؤ مع المهربين.
وختمت ليو رسالتها بالقول "لا يمكننا الادعاء بأننا لم نكن نعلم بما يحدث. ويجب على الفور أن تتوقف معاناة أولئك المحتجزين ويتوقف استغلال مآسيهم. فهل ترغب أوروبا فعلاً أن تدفع ثمناً لوقف تدفق الناس إليها من خلال تقديم المكافآت والحوافز المالية التي تعزز الممارسات الإجرامية، وتدفع الناس ليقعوا في براثن الاغتصاب والتعذيب والاستعباد؟".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها