وسبق لمسؤولين إسرائيلين بارزين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، أن أطلقوا تصريحات تحذيرية علنية ضد طهران تهدف إلى تهيئة الإسرائيليين والمجتمع الدولي لعمليات عسكرية، بعد اتهام إيران بالعمل على"إزالة إسرائيل من الوجود" من خلال سعيها لتحويل سوريا ولبنان إلى جبهات حرب ضدها.
وفيما قال نتنياهو إن "إيران تعمل ليل نهار لتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية تتمركز فيها لإزالة إسرائيل من الوجود"، مؤكداً على أن طهران تبني مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة في لبنان وسوريا "الأمر الذي لن تسمح به اسرائيل"، اعتبر ليبرمان، أن إيران تحاول عبر "الحرس الثوري خلق واقع جديد عن طريق إقامة قواعد بحرية وجوية في سوريا والإشراف على الآلاف من المليشيات".
التصريحات الإسرائيلية جاءت بعد الاجتماع الذي ضم نتنياهو وبوتين في سوتشي، الذي استمر لثلاث ساعات، وأعلن نتنياهو في ختامه أن إيران تسعى إلى "لبننة سوريا"، موضحاً أنه "كما استولت على لبنان بواسطة حزب الله، فإنها تحاول تكرار التجربة في سوريا عبر عشرات الآلاف من المسلحين الشيعة".
يشار إلى أن كلا من رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي الجديد، ميئير بن شبات، قد رافقا نتنياهو في زيارته إلى روسيا، كما جرت محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين بشأن تصاعد نفوذ طهران في سوريا بموازاة التغيرات الميدانية التي تشهدها الأخيرة.
وفي هذا السياق، هددت إسرائيل بوقف العمل باتفاقية "وقف التصعيد" التي تم التوصل إليها في جنوب سوريا بين الولايات المتحدة والأردن وروسيا، والتي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، إذا لم تتوقف طهران عن توسيع نفوذها، وأعلن ليبرمان أن إسرائيل لا تعترض على الهدن والاتفاقيات شريطة ألا تكون إيران أو حزب الله أطرافاً فيها.
من جهتها، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عن زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض يائير لابيد، أن لقاء نتنياهو وبوتين كان عديم الجدوى، وأن "روسيا ليست بصدد تغيير نهجها في سوريا، وستستمر في التعاون مع إيران والسماح لها بتأسيس قواعد على بعد 20 كلم فقط من حدود اسرائيل مع إمكانية إقامة قاعدة جوية وميناء بحري بجوارنا".
وكانت موسكو وتل أبيب أقامتا خطاً عسكرياً ساخناً بين الجيش الاسرائيلي وقاعدة حميميم الجوية الروسية منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، لتفادي وقوع أخطاء اثناء قيام الطائرات الاسرائيلية بشن غارات على شحنات الأسلحة التي تنقل إلى "حزب الله".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها