newsأسرار المدن

الرقة: استعادة المدينة على جثث المدنيين

المدن - عرب وعالمالخميس 2017/08/24
GettyImages-688700368.jpg
Getty
حجم الخط
مشاركة عبر
قتل نحو 50 مدنياً، خلال الساعات ال24 الماضية، نتيجة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مدينة الرقة، في حين نددت منظمة العفو الدولية باستمرار سقوط قتلى مدنيين في الرقة، مطالبة التحالف الدولي بمنهجية تحقيق واضحة في التقارير عن سقوط قتلى نتيجة عملياته هناك.


وعلى وقع الغارات المستمرة من قبل التحالف، والقصف المدفعي الذي تنفذه "قسد" على مواقع "داعش" في المدينة، خسر التنظيم حي الرشيد في المدينة، حيث كان عناصره يتصدون لهجوم مركز من قبل "قوات سوريا الديموقراطية" مترافقاً بغطاء جوي حصد أرواح العشرات من المدنيين، في حين ذكرت مواقع تابعة للتنظيم مقتل 8 عناصر له في الهجوم الأخير على الحي.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إن نحو 2050 شخصاً، بينهم نحو 800 مدني، قتلوا "خلال حوالي 80 يوماً من القتال العنيف والقصف المكثف في مدينة الرقة".

وأضاف المرصد أن "قسد" أصبحت تسيطر على مساحة تقدر بأكثر من 60 في المئة من مدينة الرقة، فيما تبقى للتنظيم مساحة تقدر بنحو 39.9 في المئة من مساحة المدينة، والمقدرة بنحو 11.7 كيلومتر مربع.

وتواصل "قوات سوريا الديمقراطية" تحقيق مزيد من التقدم في المدينة، بعد تمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم، في غرب المدينة، إضافة إلى أحياء المشلب والبتاني والصناعة في شرق المدينة بشكل كامل، فيما تسيطر على كامل حيي نزلة شحادة وهشام بن عبدالملك في القسم الجنوبي لمدينة الرقة، وتسيطر على أجزاء واسعة من المدينة القديمة، وعلى أجزاء من حيي الروضة والرميلة ومساكن حوض الفرات ومساكن الإدخار والأجزاء الشمالية من حي الدرعية، إضافة لسيطرتها على ضريح الصَّحابي عمار بن ياسر وضريح التابعي أويس القرني.

وحذّرت منظمة العفو الدولية، الخميس، من أن المدنيين في الرقة، أصبحوا في حالة من "التيه القاتل" بين أطراف المعركة الدائرة في الرقة لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث تشهد المدينة غارات متواصلة من قبل التحالف الدولي حصدت أرواح العشرات من المدنيين، فضلاً عن الضحايا الذين يسقطون نتيجة الاشتباكات بين "قوات سوريا الديموقراطية" و"داعش".

وقالت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا، الخميس، إنه "مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من الدولة الإسلامية، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، حيث تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات".

وأضافت روفيرا "يتعين على قوات سوريا الديموقراطية وقوات الولايات المتحدة، التي تعرف أن تنظيم الدولة يستخدم المدنيين كدروع بشرية، مضاعفة جهودها لحماية المدنيين"، مشددة على ضرورة "تجنب الهجمات غير المتناسبة والقصف العشوائي، وفتح طرق آمنة لهم للابتعاد عن نيران القصف".

وانتقدت منظمة العفو الدولية أساليب التحقيق التي يعتمدها التحالف الدولي حول سقوط الضحايا المدنيين، مشيرة الى ان تحقيقاته لا تتضمن زيارات ميدانية أو مقابلات مع شهود. وأوضحت أن "الاعتماد على منهجية محدودة تؤدي بالتحالف الى اعتبار تقارير كثيرة فاقدة للمصداقية او غير حاسمة"، ما يدفعه الى القول ان المدنيين لا يمثلون "سوى 0,31 في المئة" من قتلى غاراته.

ووثقت منظمة العفو الدولية مقتل 12 شخصاً، على الأقل، بينهم طفل نتيجة عشرات القذائف التي استهدفت منطقة سكنية في حي الدرعية في غرب المدينة. ونقلت عن شاهد قوله "كانت القذائف تنهال على البيوت، واحداً تلو الآخر. كان الوضع لا يوصف، بدا كأنها نهاية العالم".

من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين في الرقة بالخروج منها، وحثت التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسقطت ضحايا بالفعل.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان ايغلاند قوله، إنه "يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات. يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم".

وأضاف "الوقت الحالي هو وقت التفكير في ما هو ممكن.. هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي الدولة الإسلامية يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث