الأحد 2016/10/30

آخر تحديث: 05:25 (بيروت)

الوجود العسكري الروسي في الساحل:بعض "الحبّ" لا يضر

الأحد 2016/10/30
الوجود العسكري الروسي في الساحل:بعض "الحبّ" لا يضر
علاقة متينة مع أحدهم تكفي لتحظى الفتاة وعائلتها بمميزات إضافية، ومنفذ للوصول إلى مرتبة إجتماعية أعلى (انترنت)
increase حجم الخط decrease
في أيام الاتحاد السوفييتي، عاد آلاف الطلبة السوريين الذكور، بزوجاتهم الروسيات إلى سوريا. واليوم، مع وجود قواعد روسية في الساحل السوري، وآلاف المجندين والضباط الروس، يبدو أن القصة انعكست.

مُؤسِّسة مجموعة "صبايا العطاء" عليا خيربك، وقصة ارتباطها بضابط روسي رفيع المستوى، يعمل في قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، هي أمر واقع. ولعل تكريم "صبايا العطاء" للضباط الروس منذ شهور، والذي أحدث ضجة كبيرة في أوساط المؤيدين قبل المعارضين، هي واحدة من مغامرات خيربك التي لا تنتهي مع حبيبها. وأصبح ظهور الثنائي معا، علناً، أمراً عادياً في مطاعم جبلة، المدينة التي تنحدر منها عائلة خيربك، إحدى أهم الأسر العلوية الداعمة للنظام.

وقصة مؤسسة "صبايا العطاء"، لا تعتبر فريدة من نوعها في أوساط مؤيدي النظام في اللاذقية؛ فمنذ أكثر من عام تقريباً، ومع دخول القوات الروسية رسمياً إلى سوريا، واتخاذها من قاعدة حميميم مركزاً لها، كثير من الفتيات وجدن في المجندين والضباط الروس صيداً ثميناً، لا لغاية الارتباط بالضرورة، بل إن علاقة متينة مع أحدهم تكفي لتحظى الفتاة وعائلتها بمميزات إضافية، ومنفذ للوصول إلى مرتبة إجتماعية أعلى.

ولا تخفي بعض العائلات في الساحل علاقات بناتهن بالضباط الروس، بل يجد كثير منها في الأمر مدعاة للفخر والاعتزاز. الأمر الذي يعيد تكرار أيام خلت، فضّلت فيها العائلات العلوية، تزويج بناتهن بضباط الجيش السوري، فتتباهى العائلة بصهرها أو عشيق ابنتها الذي يضمن مستقبل الأسرة ويسهل أمور أبنائها.

غيداء، صبية سورية من جبلة، قالت لـ"المدن" إن مدينة جبلة بشكل خاص، ونظراً لقربها من القاعدة الروسية، اعتادت قصص ارتباط الفتيات العلويات بضباط ومجندين روس. وبات من المألوف رؤية أحد الضباط أو المجندين الروس برفقة أسرة بكاملها، في مطاعم ومقاصف كورنيش جبلة.

متطلبات الارتباط بالمجند الروسي ليست صعبة أو مستحيلة، فيكفي أن تكون الفتاة على قدر من الجمال والتحرر، لتكون محط أنظار المجندين والضباط الروس. فهم قد انتشروا بشكل ملحوظ في شوارع اللاذقية وأريافها، وعلى امتداد الشريط الساحلي. وباتت فرصة تبادل الابتسامات والنظرات مع الفتيات، أمراً بسيطاً، وهنّ يحلمن بالتعرف على الجندي الوسيم البطل، القادم من بعيد لإنقاذ بلادهم من خطر "الارهاب". في حين أن العسكر الروسي لا يجد ضيراً في علاقة عابرة أو طويلة الأمد، خلال وجوده في البلد الجديد.

إعلان الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا في آذار/مارس 2016، خفف من التواجد الروسي بين جمهور المؤيدين في حياتهم اليومية. ولكن فكرة الارتباط بالعسكر الروسي بقيت هدفاً وحلماً لشريحة واسعة من الفتيات.

وتعلل الفتيات سبب ارتباطهن بالمجندين الروس، بقلة الراغبين بالارتباط من أبناء الطائفة العلوية، فالشاب السوري لديه ثلاثة احتمالات في الوقت الراهن، إما متطوع في مليشيات النظام، أو هارب من التجنيد لعيش حياة متخفية، أو مصاب حرب غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي. كما أن انتشار الفقر والعوز بين شريحة واسعة من أبناء الطائفة في الفترة الاخيرة، جعل التوجه نحو الروس خياراً مستحباً اجتماعياً. وعلى الرغم من تسجيل حالات قليلة من زواج رسمي وانجاب للأطفال، لكن هذه العلاقات تبقى مفتاحاً لترسيخ وجود اجتماعي روسي في سوريا، بدأ يأخذ منحى بعيداً عن الوجود العسكري.

ولا تقتصر علاقة الفتيات مع الضباط الروس على بحث الفتاة وأسرتها عن دعم ما، أو حتى اقامة علاقات عابرة؛ فهناك كثير من القصص عن حالات نصب وسرقة تعرض لها الضباط الروس على يد الفتيات اللواتي تربطهن بهن علاقات عابرة. ففندق "روتانا" الفاخر، الذي يُعد مكان تسلية مخصص لـ"الرفاق" الروس، شهد حوادث سرقة أموال وأغراض شخصية لضباط برتب عليا، ممن اعتادوا استضافة فتيات في أجنحة خاصة بهم بين حين وآخر. وأغلب هذه الحوادث يتم التكتم عليها بطلب من الروس أنفسهم، لدواع أمنية وسياسية يتذرعون بها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها