الإثنين 2016/01/04

آخر تحديث: 14:02 (بيروت)

"القسام" تغير قواعد اللعبة: "وحدة ظل" لحماية أسرى الاحتلال

الإثنين 2016/01/04
"القسام" تغير قواعد اللعبة: "وحدة ظل" لحماية أسرى الاحتلال
عائلة شاليط: ما تم عرضه أشرطة مجزأة لا تمثل واقع الخمس سنوات ونصف التي قضاها بالأسر (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

غيرت "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، كثيراً من الاعتقادات التي ظلت طيّ الكتمان عن السنوات الخمس التي عاشها الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط محتجزاً لديها، والذي تمت مبادلته بـ1047 أسيراً وأسيرة فلسطينية نهاية العام 2011، في عملية أطلق عليها اسم "وفاء الأحرار".

وإن لم يكن معهوداً على القسام كشف تفاصيل "سرية" عن نشاطاتها، إلا أنّ الفيديو الذي بثته لشاليط والذي يظهر أنه عاش حياة شبه طبيعية في غزة وفوق الأرض وليس تحتها، كما كان متوقعاً، يظهر عقلية جديدة ومختلفة في العمل الأمني والاستخباري والإعلامي أيضاً.


للفيديو رسائل أخرى غير الترويج الإعلامي، فهو بالتأكيد يرمي إلى دفع إسرائيل للتواصل مع "حماس" حول جنودها المحتجزين في غزة منذ حرب العام 2014، والذين أهملتهم حكومة بنيامين نتنياهو كثيراً، وخاصة أنها لا ترغب في تقوية "حماس" بعملية تبادل جديدة، تعيد لها بعض الشعبية التي خسرتها نتيجة الأوضاع الفلسطينية المنقسمة.


وأعلنت "القسام"، عن وحدتها الأمنية السرية، "وحدة الظل" التي يسند لها تأمين الأسرى الإسرائيليين لديها. وتأسست الوحدة قبل عشر سنوات، وفق ما أعلن الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة، الذي أكدّ أنّ مهتمها الأساسية هي كسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأفراد هذه الوحدة يتم اختيارهم بعناية فائقة، ويخضعون لتدريبات خاصة، من شأنها رفع قدراتهم العسكرية ومساعدتهم على تنفيذ المهام التي توكل لهم بكل اقتدار، وفق إعلان "القسام"، الذي أشار إلى أنّ الأفراد والضباط في الوحدة "الجهادية" ملزمون بمعاملة الأسرى الإسرائيليين بأخلاق الإسلام، والمحافظة عليهم حتى انجاز صفقة إطلاق الأسرى الفلسطينيين.


ويظهر شاليط في الصور وهو يقوم بشواء اللحم مع عناصر وحدة "القسام" المختصة بالتعامل مع "أسرى العدو"، كما يظهر وهو يشاهد التلفاز في محبسه وأثناء تناوله الطعام وحديثه مع مقاتلي وحدة "الظل"، الذين نقلوا إليه رسالتين من عائلته.


إسرائيلياً، شكلت الصور التي خرجت لشاليط في مراحل أسره حالة من السخرية من أجهزة الأمن والاستخبارات، التي تجندت لسنوات طويلة من أجل الوصول إليه رغبة في عدم الخضوع لعملية تبادل. وسخرية أيضاً من شاليط نفسه، الذي كان يزعم في أوقات سابقة أنه لم يشاهد وجه أي من آسريه، والذين ظهرت لبعضهم صور مباشرة بوجوه مكشوفة.


وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية، أنه على الرغم من الاعتقاد بأنّ شاليط كان أسيراً في نفق تحت الأرض، إلا أنّ الصور تظهر إنه مع حراسه في حفلة شواء في ساحة أحد المنازل أو على بلكونة، يظهر في الشريط وهو في حالة نفسية جيدة.


أما عائلة شاليط، فقالت إنّ ما تم عرضه "أشرطة مجزأة لا تمثل واقع الخمس سنوات ونصف التي قضاها بالأسر"، فيما كتبت صحيفة "إسرائيل هايوم"، تحت عنوان "شاليط يشوي اللحوم على شاطئ البحر في الأسر مع حماس"، هجوماً على منظومة الأمن الإسرائيلية التي نشرت أخباراً أمنية كاذبة عن "شاليط" ووضعه خلال الأسر.


وتساءل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" عن الرسالة التي أرادتها "القسام" في نهاية شريط شاليط، وهو يضع صورة الجندي "شاؤول أرون" وملفه بيد وحدة "الظل" السرية.


ويعلق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أنور أبو جاسر على هذا الموضوع بالقول إنّ كتائب القسام طوت صفحة مهمة من تفاصيل السرية والتعتيم، لكنها بكل تأكيد لم تخرج كل ما في جعبتها وأبقت الكثير طي الكتمان لوقت آخر. ولفت لـ"المدن" إلى أنّ الشريط المصور لشاليط جاء برسالتين: الأولى محاولة من "حماس" لدفع اسرائيل نحو تبادل جديد يعيد لها الثقة ويخفف من الحصار عن غزة ويقلل من فرصة نشوب حرب جديدة، والثانية وفق ما يقول الإعلام الإسرائيلي وجود أزمة في الحركة نتيجة اهمال حكومة نتنياهو لجنوده المفقودين في غزة.


وأوضح أبو جاسر أنّ على "حماس" أن تتعامل بنفس طويل هذه المرة مع ملف التبادل، لأنّ إسرائيل حتى الآن لا تعترف بجنودها المفقودين، وتصفهم بالقتلى، وأنه في ظل صمت عوائلهم على الاهمال الحكومي، لا تملك الحركة إلا الصبر حتى يفتح الباب أمام مفاوضات وتبادل جديد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها