الجمعة 2015/12/18

آخر تحديث: 17:01 (بيروت)

إسرائيل تجاوزت حتمية انهيار السلطة.. السؤال صار متى؟

الجمعة 2015/12/18
إسرائيل تجاوزت حتمية انهيار السلطة.. السؤال صار متى؟
عباس ونتنياهو يتصافحان في قمة المناخ في باريس (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

انتقلت إسرائيل من السؤال الذي بدأ يُطرح في أوساط سياسييها وعسكرييها إذا كان زوال السلطة الفلسطينية حلم أم حقيقة، إلى السؤال متى يحدث ذلك؟ في إشارة إلى تجاوز نقطة الاستفسار إلى نقطة الحسم، غير أنّ التوقيت هو المعضلة الحقيقية.

تبدو إسرائيل متسرعة في تفكيرها هذا، لكنّ أجندة سياسييها في الآونة الأخيرة باتت تفكر في كل شيء، في محيط متفجر ومتسارع التطورات، وإسرائيل كعادتها تعد العدة جيداً لسؤال اليوم التالي، وخاصة بعد انهيار السلطة وترك الفراغ لتملأه حركة "حماس" في الضفة الغربية.


صحيح أنّ "حماس" في غزة أزاحت عن إسرائيل عامل التفكير اليومي في الانفجار، وباتت هناك قواعد لعبة جديدة غير مكتوبة يفهمها الطرفان، لكن الحركة الإسلامية في الضفة الغربية أكثر قدرة على تفجير الوضع وبأقل الخسائر لها ولجمهورها.


في تل أبيب ورام الله، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإنّ مصادر رفيعة المستوى تشير إلى أنّ السؤال المطروح اليوم على الأجندة هو متى ستنهار السلطة الفلسطينيّة؟ وليس هل ستذهب هذه السلطة إلى زوال؟


يدفع التساؤل السابق، يقيناً إسرائيلياً، ومن السلطة أيضاً، بأنّ قطار الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ماضية إلى طريقها ولا يمكن لهذا القطار وقفه، حتى لو هدأ لبعض الوقت عمله وتغيرت قواعده.


وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أشار إلى أنّ اليأس من الاحتلال الإسرائيليّ وآفاق حل الدولتين المحطمة، هما اللذان دفعا بهؤلاء الشبان لفعل ما فعلوه، في حين تُلقي إسرائيل باللوم على ما تسميه "التحريض"، كدافع للعمليات الفردية وعمليات الطعن والدهس شبه اليومية.


في المقابل، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مهاجمة عباس، واستعان باستطلاعات رأي أُجريت في الضفة الغربيّة تظهر معارضة الجمهور الفلسطيني لحلّ الدولتين، لكنّه لم يُشر إلى أنّ السلطة الفلسطينية بذاتها تمنع هجمات من كل الأشكال ضدّ الإسرائيليين بشكل شبه يوميّ.


ولفتت "تايمز أوف اسرائيل" إلى أنّ الكثير من المحللين حذّروا من حدوث انفجار نتيجة الوضع السياسي والأمني والاقتصادي للفلسطينين، لكن أحداً منهم لم يتوقع الطريقة التي تتطور فيها هذه الانتفاضة الثالثة، ومن المهم الإشارة إلى أنّ كلمة الانتفاضة الثالثة تستخدم للمرة الأولى في وسائل الاعلام الاسرائيلية.


وأشار الموقع إلى أنّ فيضان الهجمات الفلسطينية لا يتوقف للحظة، وهو بالتأكيد لا يتعلق دائماً بأزمات يواجهها المنفذون داخل عائلاتهم، أو ما يظهر كمشكلة نفسية. إنّ هذا على الأقل، بشكلٍ جزئيٍّ، هو تعبير عن اليأس والإحباط، كما قال عباس، ولكنه متعلق أيضاً بالسلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية وحتى بالجيل الأكبر بشكل عام، الذين خيّب أمال الجيل الشاب.


وكشف الموقع أنّه خلال اجتماع بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين كبار، طالب الفلسطينيون بـ"خطة طريق سياسيّة"، وقالوا إنّها ستُساهم في تهدئة الشارع. الإسرائيليون طالبوا السلطة الفلسطينية بوقف ما أسموه "العنف" أولاً، وذلك رداً على المطالبات بالتوجه إلى حل سياسي.


على الجانب الآخر، لفت الموقع إلى أنّ التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل مستمر وفي مراحل متقدمة جداً عن تلك التي كانت قبل الانتفاضة. وهو ما أكده موقع "واللا" العبري لاحقاً، الذي أشار إلى تحذير مسؤول فلسطيني كبير من أنّ قياديين في حركة "حماس"، في غزة والخارج، أصدروا تعليماتهم لعناصر الحركة العسكريين بالضفة للانتقال من عمليات الطعن إلى عمليات أشد وأقسى ضد أهداف إسرائيلية.


وذكر الموقع أن السلطة وإسرائيل تخشيان إن نجحت هذه المحاولات، ان تتغير طبيعة المواجهة كلياً. وقال مسؤول في السلطة لموقع "واللا" إنّ "حماس" بدأت تغيير طابع نشاطاتها في الضفة الغربية وتحاول تنفيذ عمليات قاسية ضد أهداف إسرائيلية، من بينها عمليات استشهادية كتلك التي حدثت خلال الانتفاضة الثانية.


وبحسب المسؤول، فإن تحقيقات أجريت مؤخراً مع نشطاء من "حماس" اُعتقلوا من قبل أجهزة الضفة قادت إلى إستنتاج أن قياديين في الحركة، في غزة وخارجها، أصدروا تعليماتهم لنشطاء الحركة العسكريين في الضفة لتصعيد خطواتهم وعدم الاكتفاء بتشجيع التظاهرات وعمليات الطعن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها