الإثنين 2015/01/05

آخر تحديث: 01:56 (بيروت)

جيش الإسلام في دوما: أنا أو لا أحد!

الإثنين 2015/01/05
جيش الإسلام في دوما: أنا أو لا أحد!
زهران علوش قائد جيش الإسلام
increase حجم الخط decrease

شهدت مدينة دوما في الغوطة الشرقية الليلة الماضية اشتباكات عنيفة، دارت هذه المرة بين تشكيلين معارضين في المدينة هما جيش الاسلام بقيادة زهران علوش، وجيش الأمة بقيادة أحمد طه أبو صبحي. وجاءت هذه الاشتباكات في سياق حملة أطلقها زهران علوش تحت اسم "تطهير البلاد من رجس الفساد"، وقد أسفرت عن مقتل العديد من الشبان، كما سرت أنباء عن إصابة قائد جيش الأمة "أبو صبحي" ومقتله لاحقاً، حيث لم تفلح جهود المسعفين في إنقاذ حياته، بحسب بعض الصفحات الاعلامية في الغوطة.

وبحسب صفحة "الغوطة الآن" الموالية لجيش الاسلام، فقد تم اعتقال عدد من قيادات جيش الأمة، والذين اتهمهم جيش الاسلام برعاية تجارة الممنوعات في الغوطة الشرقية. كما قام بعض مقاتلي جيش الأمة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم لجيش الاسلام، حيث ذكرت مصادر بأنهم موقوفون الآن في سجن التوبة بعد أن تلقوا وعوداً بمعاملتهم معاملة جيدة.


في هذا السياق أعلنت قيادة الجبهة الجنوبية عبر بيان لها، عن وقوفها إلى جانب جيش الأمة بوجه تعديات جيش الاسلام وقالت في بيانها إن " الإعتداء على جيش الأمة هو اعتداء على تشكيلات الجبهة كافة". وأضاف البيان "إننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الهجمة الغادرة التي يتعرض لها جيش الأمة في الغوطة الشرقية"، متهمة جيش الإسلام بالتآمر على تسليم الغوطة الشرقية وجوبر للنظام السوري.


وكان زهران علوش قد غرد في وقت سابق على حسابه على "تويتر" بإسقاط طائرتين حربيتين من طراز ميغ 23، وسوخوي 24، قائلاً أنهما كانتا تؤازران ما دعاه "بجيش اللمة" في إشارة إلى جيش الأمة، بينما أكد المكتب الإعلامي لجيش الإسلام عن استهداف المقاتلتين بصواريخ حرارية مضادة للطائرات.


أحد الناشطين الاعلاميين في دوما أكد إصابة طائرة واحدة، واشار إلى أنها لم تسقط، إذ هبطت اضطرارياً بعيداً عن الغوطة، وجزم بعدم سقوط أي طائرة في الغوطة كما ادعى علوش، في حين أفاد نشطاء آخرون عن سقوط الطائرة في بير القصب، وذلك بمضادات تنظيم الدولة الإسلامية، وسقطت محترقة في مطار خلخله على طريق دمشق-السويداء.


إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية مختلفة بأن اكثر من 30 شخصاً من حواجز جيش الأمة المتواجدين في مخيم الوافدين سلموا انفسهم الى قوات النظام، في ما بات يعرف بعملية "تسوية الوضع".


من جهة ثانية، تحدثت مصادر إعلامية عن اغتيال شخصيتين قياديتين من الجيش الحر في مدينة حرستا الملاصقة لمدينة دوما قبل يومين، وهما: هشام محفوض المعروف بأبو عمر، قائد كتيبة درع الرسول، وعماد البرهمجي المعروف بأبو طالب، قائد كتيبة البشير، والكتيبتان بحسب المعلومات المتوفرة تابعتان لما كان يعرف سابقاً بـ "لواء فتح الشام"، الذي انضم إلى تشكيل "جيش الأمة" في ما بعد.


تأتي تلك التطورات في وقت تتكثف فيها حملات نظام الأسد على جبهة جوبر القريبة من دوما، والمهددة بالانهيار في أي لحظة، وهو الأمر الذي أشاع مناخاً من السخط لدى العديد من الناشطين، الذين يتهمون التشكيلات العسكرية، وعلى رأسها جيش الاسلام، بخسارة الجبهات واحدة تلو الأخرى، والفشل الذريع في فك الحصار عن الغوطة الشرقية والمستمر منذ حوالي العامين.


وبحسب العديد من ناشطي مدينة دوما، فإن الجميع متفق على ان الغوطة الشرقية اليوم على كف عفريت، وأن القتال الجانبي الذي يحدث بين أخوة السلاح لا يصب إلا في مصلحة نظام الأسد، ويهدد بسقوط الغوطة الشرقية بالكامل كما حدث سابقاً في القلمون شمال دمشق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها