الإثنين 2015/01/19

آخر تحديث: 17:29 (بيروت)

اسرائيل:"هجوم تحذيري" يستهدف قيادات "حزب الله" و"فيلق القدس"

الإثنين 2015/01/19
اسرائيل:"هجوم تحذيري" يستهدف قيادات "حزب الله" و"فيلق القدس"
"الهجوم التحذيري"، سيتسبب في "كرة ثلج من الردود والردود المضادة". رغم أن نصر الله، "منهمك الآن في مأزق سياسي عسير"
increase حجم الخط decrease
ذكرت مواقع إخبارية إيرانية، الإثنين، أن جنرالاً بالحرس الثوري الإيراني، قتل مع عدد من قيادات حزب الله اللبناني في غارة جوية اسرائيلية على سوريا، الأحد. وقال الموقع "في أعقاب الاعتداءات الصهيونية على المقاومة في سوريا، استشهد الجنرال محمد علي الله دادي".

من جهته، كتب المحلل السياسي الإسرائيلي، تسيفي برئيل، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين، أن الأمين العام لحزب الله حسن "نصر الله منشغل بالمناورات السياسية وصراع السيطرة، والحرب مع إسرائيل ليست على لائحة أولوياته أو أولويات إيران. إسرائيل تأمل أن تكون هذه الاعتبارات كافية لمنع التصعيد". واعتبر برئيل أن العملية التي نفذتها اسرائيل، الأحد، واستهدفت قياديين في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، في محافظة القنيطرة السورية، هي "بالأساس هجوم تحذيري".

الهجوم بصواريخ أطلقتها مروحية إسرائيلية، على سيارتين، تسبب في مقتل ستة أشخاص، من بينهم قائد القوة الخاصة في حزب الله محمد أحمد عيسى، المعروف بأبو علي الطباطبائي، والمكلف بقيادة المنطقة وإطلاق عمليات ضد إسرائيل من الداخل السوري. العملية أودت أيضاً بحياة نائب الطباطبائي، جهاد عماد مُغنية، صاحب "المسؤولية التنفيذية الثانوية" بحسب هآرتس.

وقال حزب الله في بيان له إن المجموعة كانت تقوم بـ"تفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية"، قرب خط الفصل بين القسم السوري من هضبة الجولان المحتلة، وتعرضت "لقصف صاروخي من مروحيات" إسرائيلية، ما أدى لمقتل عباس ابراهيم حجازي، ومحمد علي حسن أبو الحسن، وغازي علي ضاوي، وعلي حسن إبراهيم.

الطباطبائي عمل بالتنسيق وتحت قيادة ضابط قوات فيلق القدس الإيرانية قاسم سليماني، واغتياله "لا يُزعزع مبنى الوحدات الخاصة أو تنظيم عملياتها العسكرية في سوريا ولبنان"، بحسب هآرتس، التي اعتبرت أن "الهجوم التحذيري"، سيتسبب في "كرة ثلج من الردود والردود المضادة". رغم أن نصر الله، "منهمك الآن في مأزق سياسي عسير".

واعتبرت الصحيفة أن أي رد من حزب الله "سيجر رد فعل واسع من إسرائيل"، ما سيضر بمباحثات التصالح الداخلي اللبناني، بل وسيُظهر حزب الله بمظهر المسؤول عن فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل وبالذات رداً على ما جرى في المناطق السورية.

الصحيفة لم تجزم بامتناع رد حزب الله، لأن "إطلاق الصواريخ على إسرائيل لا يتطلب قوة بشرية كبيرة، وخاصة أن وحدات الصواريخ التابعة للتنظيم في جنوب لبنان لم تعاني من شح كبير في القوات البشرية بسبب الجبهة السورية. إذا تطلب الأمر، يمكن لحزب الله أن ينقل بسرعة قسماً من وحداته التي تعمل في البقاع اللبناني". إلا أنها رجحت تنسيق الحزب في هذا الإطار مع إيران "صاحبة القرار العليا في نشاط حزب الله داخل لبنان وخارجه". وإيران لا تجد اليوم أن "الحرب الخاصة بين حزب الله وإسرائيل على سلم أولوياتها، والأكثر من ذلك أن ميزانياتها الشحيحة يمكن أن تكون عائقاً مهماً في تمويل جبهة أخرى".

وبدورها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، التعقيب على هذه العملية، مكتفياً بالقول إنه يجب على حزب الله تقديم توضيحات بالنسبة لممارساته في سوريا، إذا ثبت ما أعلنه من أن عناصره قتلوا إثر غارة جوية على هدف في القنيطرة. 

وكانت المعارضة السورية، قد أكدت في تشرين الأول/أكتوبر 2013، قيام حزب الله بتعيين جهاد مغنية، ابن قائد جناحه العسكري الراحل عماد مغنية، مسؤولاً عن ملف الجولان. الأدلة تكشفت بعد سيطرة الجيش الحر على تل الحارة الاستراتيجي في درعا والذي وُجد فيه الكثير من المراكز التابعة لحزب الله. وأكدت المعارضة أن خطة حزب الله لتلك المنطقة "طويلة الأمد"، وأن الحديث عن إمكانية انسحابه من سوريا "مجرد محاولات لذر الرماد بالعيون".

من جهته، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أنه "في اطار دعم المجموعات الإرهابية، قامت مروحية اسرائيلية باطلاق صاروخين من داخل الأراضي المحتلة باتجاه مزارع الأمل في القنيطرة، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء".

كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية استهداف إسرائيل قادة في حزب الله. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم، أن هذا الهجوم "يؤكد من جديد أن الحرب في سوريا جزء من مواجهة إسرائيل". وأشارت إلى أن "حزب الله سيبقى صامداً في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتدخلات الدول الأجنبية في شؤون شعوب المنطقة".

ضابط الاحتياط يوفال غالانت، من حزب موشيه كاهلون "كولانو"، انتقد توقيت الغارة الاسرائيلية، قائلاً بأنه ليس من الصدفة أن تحدث العملية قبل الانتخابات الاسرائيلية. في حين ردّ نائب الوزير أوفير أكونيس، من حزب الليكود: "بعض المرشحين سيقولون أي شيء لتجريح الحكومة وقيادتها". وأشار إلى أنه "يتوجب على كاهلون أن يخبر غالانت بضرورة الهدوء، وأن يتوقف عن الثرثرة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها