الإثنين 2014/05/26

آخر تحديث: 02:03 (بيروت)

السجناء نقلوا من المركزي.. تمهيداً لحصار حلب

الإثنين 2014/05/26
السجناء نقلوا من المركزي.. تمهيداً لحصار حلب
المدخل المحصن لسجن حلب المركزي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
 "إلى اللقاء .. لعل هذا آخر ما سأكتبه في حسابي وأنا داخل السجن فنحن نعد أنفسنا لكي يأخذونا لسجن جديد داخل حلب". كانت تلك العبارات آخر ما كتبه أحد نزلاء سجن حلب المركزي يوم السبت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وذلك قبل أن يتم نقله، مع ما يقارب ثلاثة آلاف سجين من المركزي، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب.
 
عملية النقل تمت بعد تمكن قوات النظام من فتح طريق يصل إلى السجن، الذي فرضت عليه قوات المعارضة حصاراً لما يزيد عن السنة والنصف. الحصار كان بغرض منع وصول السلاح والذخيرة إلى الجنود الـ 400 الذين يتحصنون في السجن، بعد فرارهم من القطع العسكرية القريبة منه، والتي سيطرت عليها قوات المعارضة.
 
وجود السجن على طريق رئيسي يصل الريف الشمالي بالمدينة، هو من أهم الأسباب التي تدفعهم للسيطرة عليه، في معركة تأمين طرق الامداد. ولذلك لم يكن هدف إطلاق سراح السجناء السياسيين والأسرى، الذين اعتقلوا بسبب مشاركتهم في الثورة السبب الوحيد الذي يدفع المعارضة للسيطرة على السجن. 
 
البناء القوي للسجن، والامتداد العرضي له، على شكل إشارة "مرسيدس" يجعل منه حصناً منيعاً لقوات النظام التي أمنت خط إمداد إليه، إضافة للتحصينات والخنادق التي أقامها الجنود المحاصرين خلال فترة حصارهم، يجعل منه مركزاً لانطلاق عمليات النظام في الشمال الشرقي لحلب. فبعد أن كان السجن محاصر تشيرا المعطيات إلى أنه سيكون قاعدة انطلاق لقطع الطرق الرئيسية الواصلة إلى مدينة حلب، لإطباق الحصار عليها.
 
اثنا عشر عملية تفجيرية، قامت بها قوات المعارضة المسلحة، في محيط السجن، ضمن سعيها للسيطرة عليه. جميع هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح، بسبب وجود السجناء في الداخل، ورفض المعارضة اقتحام السجن حفاظاً على سلامتهم.
 
المعارضة عجزت أيضاً عن اسقاط الطائرات المروحية، التي كانت تلقي الذخيرة والسلاح للعناصر المحاصرين داخل السجن، عبر المظلات. وكان ذلك من أبرز العوامل التي أدت لإطالة أمد الحصار، وحالت دون تمكن المقاتلين من السيطرة على السجن. النظام استعمل شاحنات كبيرة، حشر في كل منها ما يزيد عن 75 سجيناً، ونقلهم عبر طريق ترابي وسط منطقة الاشتباك إلى معتقل جديد في المناطق الخاضعة لسيطرته غربي المدينة. ويرجح ناشطون أن يكون المعتقل الجديد، هو فرع الأمن العسكري أو مدرسة "الوحدة" في حي حلب الجديدة.
 
السجناء السياسيون الـ 60، هم من دفع الفاتورة الأكبر للحصار، وكانوا آخر الراحلين عن السجن. فبعد كل محاولة من قوات المعارضة للاقتراب من السجن، كانت قوات النظام تعمد إلى فتح النار عشوائياً عليهم، للضغط على المعارضة لإيقاف عملياتهم.
 
القيادي في كتيبة أحفاد حمزة للمهام الخاصة أبو يزن، والذي رابط مع كتيبته حول السجن، يقول لـ"المدن": "رأينا الشاحنات وهي تنقل المساجين، كان يتم نقل كل شاحنتين معاً". ويضيف القيادي: "هذا من دواعي سرورنا .. الوضع اختلف الآن، لم يعد هنالك أسرى داخل السجن، أصبح بإمكاننا اقتحام السجن وإن لزم الأمر تفجيره بالكامل".
 
في الوقت الحالي، يوصل بين ريف حلب الشمالي – معقل قوات المعارضة – ومدينة حلب طريق رئيسي وحيد هو  طريق الكاستيلو، الذي يمر من دوار الجندول. هذا ما بدأ ينذر فعلاً باحتمال حصار قوات النظام مدينة حلب، وقطع الطرقات الرئيسية الواصلة إليها. يثق أبو يزن أن الحصار لن يحصل، فيقول "لن يستطيع النظام حصار مدينة حلب.. مدينة حلب فيها الخزان البشري للثوار لن يسمحوا بحصارها .. علاوة على امتداد جبهات المدينة واتصالها بالريف".
 
لكن التقدم الأخير الذي أحرزته قوات النظام شرق حلب، يوحي أنها قد تتمكن من رصد دوار الجندول بـ"الصواريخ الحرارية"، الذي باتت تبعد عنه 2 كلم، إلا أن ذلك لا يعني حصار المدينة على غرار ما حصل في حمص، فهناك طرق فرعية ترابية أخرى توصل إلى حلب.
 
إلى ذلك، لم يؤد وصول قوات النظام إلى سجن حلب المركزي، إلى حدوث أي تغيير بالنسبة لطرق إمداد المعارضة، إلا أن النظام بات يفكر جدياً في حصار حلب، بعد وصوله إلى السجن، وهذا ما أعلنه بيان قيادة الجيش عقب فك الحصار عن السجن، غير أن قوات المعارضة تؤكد أنها لن تسمح بحصار حلب، وخصوصاً أن مخاوفها على سلامة سجناء "المركزي" زالت.

increase حجم الخط decrease