حجم الخط
مشاركة عبر
سَقطت مدينة مُوْرِك في ريف حماة الشمالي، بيد جيش النظام السوري، بعد أكثر من ثمانية أشهر من المعارك الضروس، ومئات الغارات الجوّية التي شنّها سلاح الجو السوري على المدينة. ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالأهداف المتعاقبة للنظام تشمل أيضاً محاولة الاستيلاء على مدينة خان شيخون، ومعسكر وادي الضيف بريف إدلب، الذي أصبح على بُعد عشرات الكيلومترات من مرماها. النظام يهدف أيضاً إلى فكّ حصار المعارضة عن ثكنة المعسكر، والسيطرة على طريق حلب الدولي، وبالتالي وقف تقدّم الثوار في الشمال.
لم تسقط مدينة مورك بسهولة كما يدعي إعلام النظام، والجيش السوري لم يكن يحارب وحده في الميدان. ويوضّح ناشطون مستقلون في محافظة حماة، أنّ النظام يستخدم وسائل الإعلام الرسمية، كواجهة لفبركة الأحداث، وذلك للحفاظ على هيبة الدولة والسيادة المنتقصة؛ فمليشيا حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، كانوا في قلب المعارك التي جرت بمورك، يديرون الجبهة العسكرية التي يشرف عليها نظرياً العقيد المتقاعد سهيل الحسن، الملقب بـ"النَمر". الإعلام السوري، قدّم "النمر" كفزّاعة في وجه قوى المعارضة في مورك، التي استعصت على الجيش والمليشيات الطائفية طويلاً، على الرغم من اعتبارها خطّ الدفاع الأوّل في جنوب ريف حماة الشمالي، وعثرة أمام تقدم قوات النظام إلى الطريق الدولي الواصل لحدود محافظة حلب.
الإحصائيات التي وثّقتها مكاتب المعارضة الإعلامية، تحدثت عن حجم الخسائر البشرية واللوجستية لقوات النظام، ووصفتها بـ"المهولة"، حيث قتل ما يقارب 1052 جندياً من قوات النظام المسلحة، وجيش الدفاع الوطني، وعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ودمّرت في المعركة 150 دبابة من مختلف الطرز، بمضادات الدروع، وصواريخ التاو والكونكورس، التي تملكها حركة حزم وجبهة حق. وأسر 70 عنصراً من جيش النظام، في معارك الكر والفر، في أحياء مورك الجنوبية والشرقية، حتّى لقبت المدينة بـ"الثقب الأسود" للنظام، وشكّلت مصدر رعب لعناصر الجيش وقوات الدفاع الوطنى حتى كرهوا اسمها، والخوض في حروبها، كما نقل عن عناصر تابعة لقوات الدفاع الوطني ببلدة خطّاب بريف حماة الشمالي.
وبعد أن سقطت مورك، صار بإمكان النظام مراقبة الشمال السوري عن كثب، حيث كثّف الطيران الحربي من طلعاته وغاراته، على مناطق جبل الزاوية بإدلب، وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة. كما تشنّ مواقع وصفحات النظام على وسائل التواصل الاجتماعي، وقنواتها الإخبارية "حروباً نفسية" ضد المعارضة والسكان، ويقولون بأن وحدات الجيش وسلاح الجو، سيسحقون هذه المدن والبلدات التي تأوي "الإرهاب".
ومن جانب أخر، لا شكّ أن أحداث جبل الزاوية، والاقتتال الذي نشب بين جبهة النّصرة وجبهة ثوّار سوريا، ليس وليد صدفة، بل له أسباب وتداعيات كثيرة؛ فتراكم القضايا الأمنية، والمحاكمات القضائية والشرعية المعلّقة من دون حسم، دفعت جبهة النصرة لتحميل جبهة ثوار سوريا بقيادة "جمال معروف" الانتهاكات بحقها، كما تزعم بيانات النصرة في كل مرّة. فاستغلّت النصرة وفصيل جند الأقصى المتحالف معها، اشتباك جبهة ثوّار سوريا مع فصيل منشق عنها في قرية البارة، معتقدة بأنّ الفرصة قد سنحت أخيراً، للقضاء على جمال معروف وجبهة ثوار سوريا. وفي الوقت ذاته، أتاح ذلك، فرصة للنصرة كي تبسط سيطرتها على قرى جديدة، لتصبح مناطق نفوذ لها.
من جهة أخرى، وقف المجلس الإسلامي ووجهاء الشمال السوري، وقضاة ودعاة ومشائخ، في وجه هذه الاشتباكات التي راح ضحيتها الكثيرين من المقاتلين، وتعرّض فيها المدنيون إلى اعتقالات وإهانات. ما جعل الأهالي في مناطق النزاع بجبل الزّاوية، يعتقدون بأنهم حرموا من ممارسة أعمالهم، والذهاب لأراضيهم وفتح محالّهم، وبأن المستفيد الأكبر من النزاع هو النظام الذي تقدّم، وأصبح على أبواب مدينة خان شيخون، وينوي استعادة الطريق الدولي إلى حلب، بعد فشله على مدى أعوام مضت.
الاشتباكات دفعت جبهة ثوّار سوريا، للانسحاب من معقلها الأخير في قرية دير سنبل، وسيطرة جبهة النصرة على قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب. وبعد ذلك، يتساءل بعض المحللين، حول إمكانية تقدّم النصرة والكتائب الإسلامية، والمتحالفين معهم من كتائب الجيش الحر، باتجاه نقاط وثكنات النظام جنوباً، لاستعادة مدينة مورك. كما أنّ اسئلة كثيرة باتت تمتلك مشروعية طرحها، بعد تقدّم النصرة الأخير، حول خطورة مشروع التجنيد الإجباري الذي يطبقه النظام، في محافظة حماة، والتي طلب منها للخدمة الإلزامية، أكثر من 70 ألف شاب بأعمار متفاوتة. تأتي هذه التطورات الخطيرة، في ظلّ تقدّم تنظيم الدّولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي، بعد معارك عنيفة في مطارالـ(T-4) ومعلومات عن إمكانية سيطرة التنظيم على المطار في السّاعات المقبلة.
تحدّيات عسكرية وأمنيّة كبيرة، تواجه المعارضة السورية اليوم، في سنة الثورة الرابعة، فهل ستنجح في تصويب البوصلة وتقريب الفصائل المتقاتلة، ليكون محور صراعها مع النظام السوري، أم ستغرق بحروب داخلية لا نهاية لها؟
لم تسقط مدينة مورك بسهولة كما يدعي إعلام النظام، والجيش السوري لم يكن يحارب وحده في الميدان. ويوضّح ناشطون مستقلون في محافظة حماة، أنّ النظام يستخدم وسائل الإعلام الرسمية، كواجهة لفبركة الأحداث، وذلك للحفاظ على هيبة الدولة والسيادة المنتقصة؛ فمليشيا حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، كانوا في قلب المعارك التي جرت بمورك، يديرون الجبهة العسكرية التي يشرف عليها نظرياً العقيد المتقاعد سهيل الحسن، الملقب بـ"النَمر". الإعلام السوري، قدّم "النمر" كفزّاعة في وجه قوى المعارضة في مورك، التي استعصت على الجيش والمليشيات الطائفية طويلاً، على الرغم من اعتبارها خطّ الدفاع الأوّل في جنوب ريف حماة الشمالي، وعثرة أمام تقدم قوات النظام إلى الطريق الدولي الواصل لحدود محافظة حلب.
الإحصائيات التي وثّقتها مكاتب المعارضة الإعلامية، تحدثت عن حجم الخسائر البشرية واللوجستية لقوات النظام، ووصفتها بـ"المهولة"، حيث قتل ما يقارب 1052 جندياً من قوات النظام المسلحة، وجيش الدفاع الوطني، وعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ودمّرت في المعركة 150 دبابة من مختلف الطرز، بمضادات الدروع، وصواريخ التاو والكونكورس، التي تملكها حركة حزم وجبهة حق. وأسر 70 عنصراً من جيش النظام، في معارك الكر والفر، في أحياء مورك الجنوبية والشرقية، حتّى لقبت المدينة بـ"الثقب الأسود" للنظام، وشكّلت مصدر رعب لعناصر الجيش وقوات الدفاع الوطنى حتى كرهوا اسمها، والخوض في حروبها، كما نقل عن عناصر تابعة لقوات الدفاع الوطني ببلدة خطّاب بريف حماة الشمالي.
وبعد أن سقطت مورك، صار بإمكان النظام مراقبة الشمال السوري عن كثب، حيث كثّف الطيران الحربي من طلعاته وغاراته، على مناطق جبل الزاوية بإدلب، وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة. كما تشنّ مواقع وصفحات النظام على وسائل التواصل الاجتماعي، وقنواتها الإخبارية "حروباً نفسية" ضد المعارضة والسكان، ويقولون بأن وحدات الجيش وسلاح الجو، سيسحقون هذه المدن والبلدات التي تأوي "الإرهاب".
ومن جانب أخر، لا شكّ أن أحداث جبل الزاوية، والاقتتال الذي نشب بين جبهة النّصرة وجبهة ثوّار سوريا، ليس وليد صدفة، بل له أسباب وتداعيات كثيرة؛ فتراكم القضايا الأمنية، والمحاكمات القضائية والشرعية المعلّقة من دون حسم، دفعت جبهة النصرة لتحميل جبهة ثوار سوريا بقيادة "جمال معروف" الانتهاكات بحقها، كما تزعم بيانات النصرة في كل مرّة. فاستغلّت النصرة وفصيل جند الأقصى المتحالف معها، اشتباك جبهة ثوّار سوريا مع فصيل منشق عنها في قرية البارة، معتقدة بأنّ الفرصة قد سنحت أخيراً، للقضاء على جمال معروف وجبهة ثوار سوريا. وفي الوقت ذاته، أتاح ذلك، فرصة للنصرة كي تبسط سيطرتها على قرى جديدة، لتصبح مناطق نفوذ لها.
من جهة أخرى، وقف المجلس الإسلامي ووجهاء الشمال السوري، وقضاة ودعاة ومشائخ، في وجه هذه الاشتباكات التي راح ضحيتها الكثيرين من المقاتلين، وتعرّض فيها المدنيون إلى اعتقالات وإهانات. ما جعل الأهالي في مناطق النزاع بجبل الزّاوية، يعتقدون بأنهم حرموا من ممارسة أعمالهم، والذهاب لأراضيهم وفتح محالّهم، وبأن المستفيد الأكبر من النزاع هو النظام الذي تقدّم، وأصبح على أبواب مدينة خان شيخون، وينوي استعادة الطريق الدولي إلى حلب، بعد فشله على مدى أعوام مضت.
الاشتباكات دفعت جبهة ثوّار سوريا، للانسحاب من معقلها الأخير في قرية دير سنبل، وسيطرة جبهة النصرة على قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب. وبعد ذلك، يتساءل بعض المحللين، حول إمكانية تقدّم النصرة والكتائب الإسلامية، والمتحالفين معهم من كتائب الجيش الحر، باتجاه نقاط وثكنات النظام جنوباً، لاستعادة مدينة مورك. كما أنّ اسئلة كثيرة باتت تمتلك مشروعية طرحها، بعد تقدّم النصرة الأخير، حول خطورة مشروع التجنيد الإجباري الذي يطبقه النظام، في محافظة حماة، والتي طلب منها للخدمة الإلزامية، أكثر من 70 ألف شاب بأعمار متفاوتة. تأتي هذه التطورات الخطيرة، في ظلّ تقدّم تنظيم الدّولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي، بعد معارك عنيفة في مطارالـ(T-4) ومعلومات عن إمكانية سيطرة التنظيم على المطار في السّاعات المقبلة.
تحدّيات عسكرية وأمنيّة كبيرة، تواجه المعارضة السورية اليوم، في سنة الثورة الرابعة، فهل ستنجح في تصويب البوصلة وتقريب الفصائل المتقاتلة، ليكون محور صراعها مع النظام السوري، أم ستغرق بحروب داخلية لا نهاية لها؟

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها