الأربعاء 2013/06/05

آخر تحديث: 06:57 (بيروت)

اليرموك: وفد المنظمة لم يأت!

الأربعاء 2013/06/05
اليرموك: وفد المنظمة لم يأت!
عن صفحة "مخيم اليرموك بكرا أحلى"
increase حجم الخط decrease
 اختلفت وجهات النظر التي ارتبطت بالزيارة الأولى لوفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا، في شباط الماضي فقد رآها الكثيرون متأخرة في ذلك الحين؛ عن الاستجابة للأوضاع المأساوية التي لاتزال تشهدها المخيمات الفلسطينية والتي تكتوى يوميا ً بحمم الصراع  الدائرهناك، حتى أن البعض اعتبرها "صفقة " بينها وبين النظام السوري شملت  مطالب معينة بحسب تصريحات أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في سوريا خالد عبد المجيد الذي قال حينها أن "الوفد الفلسطيني طلب من السلطات السورية استعادة بعض العقارات والأملاك، ونقل مقر السفارة إلى مكان آخر من العاصمة"، وقد سبق تلك الزيارة التي قام بها الوفد في العاشر من شهر شباط من العام الجاري؛ تفاؤل وأمل كبير من جانب اللاجئين الفلسطينين في تلك المخيمات وعلى رأسها مخيم اليرموك الذي يتعرض حتى الآن لحصار خانق وقصف يومي عنيف.
 
أعلن الوفد في وقتها عن "خطة" لانقاذ مخيم اليرموك وفك الحصار عنه اضافة إلى اخلاء سبيل المعتقلين في سجون النظام من الفلسطينين على خلفية الصراع الدائر، ولكن خيبة الأمل كانت لديهم كبيرة بعد اكتشافهم أن ايا ً من آمالهم لم تتحقق وأن "الخطة" لم تعدُ كونها تصريحات اعلامية ليس لها أثرٌ على الأرض، بل والأنكى ما حصل بعد الزيارة؛ فقد ضُرب حينها "اليرموك" للمرة الأولى بصاروخي "غراد" أسفرا عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين والصامدين داخله، وبعد حوالي ثلاثة أشهر قام "الوفد" من جديد بزيارة سوريا يرأسه كما المرة الماضية زكريا الآغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وللقيام بذات المهمة "إطلاق سراح المعتقلين من اللاجئين الفلسطينيين وتسهيل حركتهم في المخيمات وتأمين عودة آمنة للذين نزحوا من مخيماتهم والحفاظ على خصوصيتهم كضيوف في البلاد". وكما المرة الماضية تماما ً التقى الوفد فيصل المقداد وتبادلوا التحية والحديث عن أوضاع المخيمات والتمنيات على بعضهم بالعمل على معالجة أوضاعها، ثم التقى ممثلو الفصائل الفلسطينية في دمشق وبعدها غادر إلى لبنان ليلتقي بممثلين آخرين من الفصائل، وأخيرا ً قفل عائدًا إلى رام الله، والمهمة انتهت بتصريحات وبيانات تماما ً مثل الزيارة التي سبقتها !

ولعل الشيء الوحيد الذي ميز زيارة الوفد هذه المرة عن المرة الأولى، هو أن أيا ً من صفحات التواصل الإجتماعي لم يعرها اهتماماً، فقد خلت من المطالبات والمناشدات لهم أو للمنظمة، ولم تسبقها توقعات كما لم تعقبها تعليقات ! حتى أن القليل جدا ًمنهم أتى على ذكر الزيارة بحد ذاتها، وفي الصفحات الخاصة بمخيم اليرموك كان التركيزمنصبا ً على امتحانات طلاب المدارس التي استحدثوها وأطلقوا عليها "مدرسة الأزمة "، وعلى حملات النظافة وأخبار المعارك التي يشهدها المخيم وأسماء الشهداء الجدد والأحوال العامة فيه، حتى ان الناشطين في تلك الصفحات يتابعون أيضا ً أخبار المخيمات الأخرى في سوريا وكذلك أحوال النازحين منها إلى خارج البلاد! ويبدو أنهم يطبقون عمليا ً شعار حملتهم الأخيرة "يا وحدنا " بعد أن شعروا بالخذلان من الزيارة السابقة والتقصير المتواصل بحقهم في الحصول على دعم حقيقي في ظل الظروف المعيشية والأمنية التي تزداد سوءا ً يوما ً بعد يوم.

مر على الزيارة الثانية حوالي عشرة أيام حتى الآن، وهذه المرة سلم مخيم اليرموك  من صواريخ الغراد "كتوديعة" للوفد  الضيف مثلما حدث في الزيارة السابقة، فقد أصبحت بين الفينة والأخرى تتساقط عليه من دون اي اندهاش من أحد، ولكن "النهفة" بلهجة أهل الشام التي حدثت بعدها؛ هي اللافتة التي عُلقت في معبر "اليرموك" الحاجز التابع للجيش النظامي تطلب من الأهالي دفع فاتورة الماء والكهرباء حتى تاريخ الخامس من الشهر الجاري وإلا سيمنعون من الدخول أو الخروج من المخيم ! رغم أن المخيم محاصر منذ أكثر من 180 يوم ومقطوعة عنه كافة الخدمات منها الكهرباء والاتصالات وصولا ً إلى الأدوية والأغذية، فكانت هذه اللافتة هي محط تهكم الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي وأغفلوا تماما ً ذكر وفد المنظمة؛  فطالما أنه لم يزر المخيمات ولم يستمع لشكوى ساكنيها ولم يتغير أي شيء في أوضاعهم نحو الأفضل، بدا لهم أن الزيارة الأولى وأيضا ً الثانية لم تتم، ووفد منظمة التحرير إلى سوريا.. لم يأت !
 
increase حجم الخط decrease