الامتحانات الرسمية السبت: تسهيل نجاح تلامذة لم يتعلموا

وليد حسين
الجمعة   2022/06/24
طلاب التعليم الرسمي تعلموا أقل من خمسين بالمئة من المناهج (المدن)
بعد ضغوط وأخذ ورد بين روابط المعلمين في المدارس الرسمية ووزير التربية، التي كان من شأنها إلغاء الامتحانات، بسبب إفلاس الدولة، تجرى الامتحانات الرسمية لطلاب الشهادة المتوسطة يوم السبت في 25 حزيران. 

تأتي هذه الامتحانات بعد عام دراسي شاق لم يتعلم فيه طلاب المدارس الرسمية بشكل منتظم، بسبب إضراب الأساتذة والظروف المادية والاقتصادية لأهالي الطلاب. لكن أسئلة الامتحانات التي ينتظرها الطلاب ستراعي هذه الأمور، خصوصاً بعدما مرّ على طلاب لبنان، وتحديداً طلاب التعليم الرسمي، بثلاث سنوات عجاف، تراجع فيها المستوى التعليمي، سواء بسبب أزمة كورونا أو بسبب الأوضاع الاقتصادية والإضرابات المتكررة لروابط المعلمين.

أسئلة سهلة
ووفق مصادر مطلعة على تحضيرات الامتحانات، ستراعي الأسئلة التي سيتم اختيارها الظروف الصعبة التي عاشها طلاب التعليم الرسمي بشكل خاص، خصوصاً أنهم يشكلون نحو ثلث طلاب لبنان. إذ يعاني الطلاب، وخصوصاً للشهادة المتوسطة، من ضغوط نفسية وخوف من الامتحان بعد انقطاعهم عن التعليم المنتظم لنحو ثلاث سنوات، هذا فضلاً عن الضائقة المالية والاجتماعية والاقتصادية لأهالي الطلاب. ونظراً لأن طلاب التعليم الرسمي تعلموا أقل من خمسين بالمئة من المناهج المعتادة، بخلاف المدارس الخاصة التي أنهت برامجها، سيتم اختيار الأسئلة على هذا الأساس. واجتمعت لجنة الامتحانات منذ صباح الجمعة في 24 حزيران، وتم سحب أسئلة من بنك الامتحانات، ستختار اللجنة الأسئلة منها وتحدد في ساعات متأخرة من الليل، وتطبع عند ساعات الفجر، لتعود وتوزع على المراكز بمرافقة القوى الأمنية. وترسل الأسئلة إلكترونياً إلى ثلاث دول هي قطر وكينشاسا وتركيا، حيث يوجد مدارس لبنانية، تجرى فيها الامتحانات. علماً أن الوزارة أرسلت وفداً إلى هذه الدول لمراقبة الامتحانات.

غرفة عمليات للمراقبة
وستنطلق امتحانات الشهادة المتوسطة يوم السبت بمسابقة الرياضيات، بعدما استكملت وزارة التربية ودائرة الامتحانات الاستعدادات اللوجستية من مراقبة وتأمين الكهرباء والانترنت. وقد خصصت الوزارة غرفة عمليات مركزية مجهزة بشاشات لمراقبة الامتحانات في 286 مركزاً تم تجهيزها بالكاميرات، وأمنت لها الكهرباء والانترنت، سواء من خلال شراء المازوت لمولدات الكهرباء الموجودة في المدارس أو عبر أصحاب المولدات في المنطقة. 

ووفق المصادر، سيتوجه نحو 61 ألف طالب لامتحانات الشهادة المتوسطة على مدى يومي السبت والإثنين، تحت رقابة نحو عشرة آلاف أستاذ، بعدما جرت وساطات لحل مشكلة مقاطعتهم لأعمال الامتحانات بسبب رفضهم المشاركة لأن البدلات المالية لا تكفي حتى لتكاليف انتقالهم إلى مراكز الامتحانات. لكن وزير التربية عباس الحلبي تعهد بدفع مساعدة مالية نقدية بالدولار، غير بدلات الأتعاب الرسمية، عبارة عن 18 دولاراً عن كل يوم مراقبة، ستصرف بالدولار وليس عبر المنصة، كما حصل سابقاً.

في السجون والمستشفيات
ورغم أن وزارة التربية راعت ظروف الأساتذة والطلاب في توزيعهم على مراكز قريبة من أماكن سكنهم، إلا أن لجان الأهل في منطقة البقاع قالت لـ"المدن" أن الوزارة لم تراعِ بعد المسافات بين أماكن سكن الطلاب ومراكز الامتحانات.

إلى ذلك تجري الامتحانات للمرة الأولى في أحد سجون مخافر الجنوب حيث يوجد طالب موقوف. وكذلك في ثلاثة مستشفيات في بيروت، حيث يوجد ثلاثة طلاب تعرضوا لحوادث متفرقة، وفي مستشفى السان جود لمرضى السرطان. وقد عينت الوزارة لهم رئيس مركز ومساعد لمراقبة امتحاناتهم.