كيف تحولت حلب إلى معقل لتصنيع المخدرات وتجارتها؟

خالد الخطيب
الجمعة   2023/06/09
بدأ النظام السوري الترويج بشكل مبالغ فيه لعملياته الأمنية في ملاحقة مصنعي وتجار المخدرات. وتنال محافظة حلب الحصة الأكبر من الحملة الأمنية المفترضة باعتبارها معقلاً بارزاً لكبار منتجي ومروجي المخدرات وبأنواعها، بالإضافة لكونها تشرف على أعداد كبيرة من ممرات التهريب.

وزعم فرع مكافحة المخدرات في حلب أنه نفذ عمليات أمنية متعددة خلال الأسابيع القليلة الماضية، طارد خلالها تجار ومروجي المخدرات، واعتقل عدداً كبيراً منهم وصادر كميات كبيرة من الحبوب المخدرة.

ولم يذكر الفرع منطقة المداهمات والاعتقالات، ويبدو أن السبب يعود إلى كون المنطقة تقع تحت نفوذ واحدة من المليشيات المسلحة التي تنشط في هذا المجال. 

وقالت مصادر من حلب ل"المدن"، إن فرع مكافحة المخدرات نشر منذ بداية حزيران/يونيو، المزيد من الحواجز الأمنية، وسيّر أعداداً إضافية من الدوريات داخل أحياء حلب، وفي أريافها الجنوبية والشرقية.

لكن المصادر وضعت هذه التحرك في إطار الدعاية التي يعمل عليها النظام، والتي لا تحقق أي نتائج في الحد من انتشار المخدرات والاتجار بها وتصنيعها، وبالأخص في المناطق والتجمعات السكانية شبه المغلقة والتي تعتبر مناطق نفوذ للمليشيات، كالأحياء الشرقية، معقل لواء الباقر المدعوم من إيران، وهو الأكثر تصنيعاً واتجاراً بالحبوب المخدرة، وكذلك في ضواحي حلب الجنوبية والشمالية أيضاَ، والتي تحولت إلى معقل بارز لمصنعي الكبتاغون.

وأوضحت المصادر أن "النشاط المتزايد في صناعة وتجارة المخدرات انعكست بشكل إيجابي على لواء الباقر منذ بداية 2023، ووفّر له فائضاً مالياً مكّنه من زيادة رواتب عناصره، وزيادة أعداد مجموعاته بعدما فتح باب التطوع في الأرياف الشرقية والجنوبية من حلب".

ويتخذ اللواء من حي البلورة والأحياء المجاورة في القسم الشرقي من حلب، معقلاً له، ولديه ورش تصنيع في قرى في الريف الجنوبي الذي يعتبر امتداداً لمناطق نفوذه في المدينة. أما شمالاً، فتنشط المليشيات الإيرانية في صناعة الحبوب المخدرة، في محيط بلدتي نبل والزهراء.

ويتم تصريف القسم الأكبر من المواد والحبوب المخدرة المصنعة على يد المليشيات في حلب، عبر ممرات التهريب المنتشرة بكثافة في خطوط التماس مع المعارضة السورية وقسد شمال وشمال شرق سوريا، أهمها ممر التايهة الواصل بين النظام السوري وقسد، وممرات أخرى غير رسمية وهي بالعشرات تصل مناطق النظام بمناطق المعارضة شمال حلب.

وتدير عمليات التهريب من جانب النظام، الفرقة الرابعة بشكل خاص. وللمليشيات كلواء الباقر، ومليشيات نبل والزهراء، نقاط تمركز شمال حلب وفي محيط منبج، يتم من خلالها تهريب المخدرات.