محرم إنجه..المرشح الذي قد يحرم المعارضة من هزيمة أردوغان

المدن - عرب وعالم
السبت   2023/03/25
© Getty
فاجأ ترشيح المعارض محرم إنجه نفسه للانتخابات الرئاسية التركية المقررة في 14 أيار/مايو، المعارضة التركية بعدما اعتقدت أنها قامت بالمهمة الأصعب من خلال توحيد قواها بشكل غير مسبوق خلف رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
بالنسبة لكثيرين في تركيا، لا يزال محرّم إنجه الخطيب المفوّه الذي رفع آمال معارضي أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2018. لكن إنجه توارى عن الأنظار حينها، إثر الجولة الأولى التي شهدت إعادة انتخاب أردوغان بحصوله على 52.6 في المئة من الأصوات ليتواصل حكمه المستمر منذ عام 2003.
إلا أن المرشح السابق عن حزب الشعب الجمهوري، أعلن أنه سيترشح أيضا هذا العام، لكن هذه المرة تحت ألوان حزبه الجديد "الوطن".
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول بيرق إيسن لوكالة "فرانس برس: "هذا نبأ غير سار للمعارضة".
وتمكن تحالف المعارضة المشكل من ستة أحزاب (الطاولة السداسية) ذات توجهات مختلفة، من تجاوز خلافاته والاتفاق في بداية آذار/مارس، على ترشيح كيليتشدار أوغلو. وحصل الأخير على تأييد ضمني من حزب الشعوب الديموقراطي الداعم للأكراد، وهو القوة السياسية الثالثة في تركيا، ما دفع بعض المحللين إلى القول إن المعارضة قد تنتصر في الجولة الأولى على أردوغان الذي أفل نجمه.
ويقول بيرق إيسن: "نظراً لقدرته على جذب أصوات ناخبي حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير (التشكيلان الرئيسيان لتحالف المعارضة)، يمكن أن يلعب إنجه دور المفسد ما سيقود إلى جولة انتخابية ثانية".

محرّض
في الانتخابات الرئاسية للعام 2018، تم تفضيل أستاذ الفيزياء والكيمياء السابق الذي أصبح نائباً برلمانياً، والمعروف حتى ذلك الحين بخطبه المثيرة في البرلمان التركي، على كمال كيليتشدار أوغلو الذي يُعتبر أقل قدرة على حشد الجماهير، لمواجهة أردوغان.
لكن هزيمته في الجولة الأولى بعد حصوله على 30.6 في المئة من الأصوات صاحبها إحراج كبير، فبدلاً من الإقرار بهزيمته علنا، اكتفى محرم إنجه ببعث رسالة موجزة إلى صحافي بارز اعترف فيها بفوز أردوغان. ونُشرت تلك الرسالة في إحدى الصحف، ما قوّض شعبيته.
بعد فشله في إزاحة كليتشدار أوغلو من رئاسة حزب الشعب الجمهوري بعد بضعة أشهر، أسس محرم إنجه (58 عاماً) حزبه القومي العلماني في أيار/مايو 2021. وأظهر المرشح ثقته بنفسه هذا الأسبوع عند تقديم ترشيحه لهيئة الانتخابات.
وقال إنجه الذي واصل الجمعة جمع مئة ألف تزكية ضرورية من ناخبين: "ستذهب الانتخابات إلى جولة ثانية، وسأنُتخب رئيسًا في الجولة الثانية بأكثر من 60 في المئة من الأصوات".

شعبية لدى الشباب
يعتقد المحللون أن محرم إنجه الماهر في التواصل، له صدى بين الناخبين الشباب الذين سئموا من أردوغان وغير مقتنعين بترشيح كيليتشدار أوغلو، الموظف العام الكبير السابق البالغ 74 عاماً، والذي يقدم نفسه على أنه "قوة هادئة".
ويقول بيرق إيسن: "يبدو أنه يتمتع بشعبية خاصة لدى أبناء الجيل الذين يمكن أن يجذبهم بسهولة المرشحون المناهضون للوضع الراهن". ويتابع :"بالنسبة لهؤلاء الناخبين، لا يجسّد كيليتشدار أوغلو أي تجديد".
لكن مراقبين يعتبرون أن محرم إنجه ليس له فرصة للفوز بمفرده على أردوغان الذي يحمل وزر الأزمة الاقتصادية وتداعيات زلزال 6 شباط/فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص ودمر مدناً بأكملها. والأسوأ من ذلك أن ترشحه لن يؤدي إلا إلى الإضرار بتحالف المعارضة.
ويقول الصحافي السياسي دنيز زيرك: "من غير المرجح أن يستقطب إنجه أصواتاً من الحزب الحاكم". ويضيف "من هو أكبر مستفيد؟ إنه أردوغان".
وقبل خمسين يوما من الانتخابات، ما زالت المعارضة تحاول إقناع محرم إنجه بالانسحاب من السباق. ويعتبر عمري بكر من مركز أوراسيا غروب للدراسات أن "قراره وقرار حزب الشعب الجمهوري بشأن دفن الأحقاد من عدمه سيكون مفتاح مصير كيليتشدار أوغلو في الجولة الثانية".