صراع النفوذ بين آل الأسد:سليمان هلال فرّ الى لبنان

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/06/24
دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الرشاشات المتوسطة والقذائف الصاروخية بين أفراد من آل الأسد بريف مدينة القرداحة مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وحصلت الاشتباكات إثر محاولة دورية تابعة لفرع الأمن الجنائي اعتقال النجل الأصغر لقائد ميلشيا الدفاع الوطني السابق هلال الأسد، الأمر الذي تطور بعدها لاشتباكات بين أولاد عمومة الأسد، سقط على إثرها قتيل وعدد من الجرحى بينهم عناصر من الأمن.

القصة الكاملة
وقال مصدر مطلع ل"المدن"، إن اشتباكات أولاد العمومة جاءت إثر اتهام سليمان الأسد وهو النجل الأكبر لهلال، أولاد عمه طارق وجعفر بديع الأسد بالوشاية على مكان شقيقه الأصغر محمد، الأمر الذي دفعه إلى مهاجمة مقراتهم في قرية الخزيمية بريف القرداحة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مجموعاتهم أفضت إلى مقتل أحد أصدقاء ورجال طارق الأسد، وهو جعفر سلهب.
بداية الاشتباكات كانت حين حاولت دورية تابعة لفرع الأمن الجنائي في اللاذقية، مداهمة منزل يتواجد به محمد مع بعض من رجاله في قرية قروصو. قاوم الآخير الدورية واشتبك مع عناصرها رافضاً تسليم نفسه إلى حين وصول شقيقه الأكبر، الذي وصل إلى المكان وحاصر الدورية طالباً فك حصاره. 
إثر رفض ضابط الدورية فك الحصار بسبب سقوط جرحى من عناصره، هاجم سليمان الأسد ورجاله الدورية وقائدها، قبل أن تتوقف المواجهات بعدما تلقى تأكيدات بأن اعتقال شقيقه سيكون شكلياً، ريثما تتم معالجة القضايا الموجهة إليه مع السلطات العليا في النظام، لأن ملف الاتهامات لشقيقه وصل إلى درجة لا يمكن السكوت عنها في اللاذقية وطرطوس، وأصبح أكبر من أن تتم معالجته محلياً في اللاذقية.
لكن سليمان الذي وافق على مقترح تسليم شقيقه وفك الحصار عن الدورية، اتجه مع رجاله إلى قرية الخزيمية، مكان تواجه أولاده عمه، وهاجم مقراتهم بالرشاشات المتوسطة والقنابل اليدوية، فضلاً عن استخدام قذائف "الآر بي جي"، ما أدى بالنتيجة إلى مقتل أحد عناصرهم وجرح 3 آخرين.
وانتهت المعركة بخروج سليمان إلى لبنان بأمر غير مباشر من ماهر الأسد. خروجه لم يكن مخفياً، بل استعرض ذلك ببث مباشر صفحته الشخصية في "الفايسبوك"، معنوناً إياه بعبارة: "نحنا رجال ولاد رجال لا نخشى شيئاً على الأرض".

الحقد دفين
ووفقاً للمصدر، فإن تهمة الوشاية التي حركت سليمان ظاهرياً لقتال أولاد عمومته ليست الوحيدة وحسب، بل بسبب الحقد الدفين الذي أعقب موت والده، واتهامه لرجالات العائلة المقربين من رئيس النظام بشار الأسد بالتآمر على تصفيته، وهو الذي كان يقود ميلشيا الدفاع الوطني في اللاذقية.
ومن جهة أخرى، فإن سليمان المدعوم من قبل شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، تدور منافسة بينه وبين أولاد بديع الأسد على حدود التهريب بمختلف أنواعه، والأخير هو الرجل المقرب من زوجة الأسد، أسماء الأخرس، التي حاولت بشتى الوسائل سحب البساط من تحت شقيق زوجها الأصغر، وهذا النزاع أدى إلى مواجهات سابقة بالوكالة بين تلك المجموعات التي يديرونها، اقتصرت في أضرارها على الجرحى من رجالاتهم.

سجن 5 نجوم
وخرج سليمان من سجن عدرا المركزي بعد أن قضى فيه مدة 3 سنوات، إثر قتله ضابط برتبة عقيد ركن في جيش النظام، بسبب خلاف بسيط معه حول أحقية المرور والتجاوز.
وقال سجين سابق في سجن عدرا تزامن وجوده مع اعتقال سليمان ل "المدن"، إنه كان موجوداً في قسم منفصل عن بقية المعتقلين، وكان القسم أشبه بنُزل في فندق، يوجد بداخله غرفة رياضية لبناء الأجسام، ويستخدم الهاتف المحمول داخل السجن وعلى أعين مسؤوليه. كما كان محاطاً بعدد من رجال الشرطة الذين يمنعون الموقوفين بأمر منه من الاقتراب حتى لو كان مدير السجن شخصياً. وأضاف أنه كان يتمتع بنفوذ من داخل سجنه، ويلبي بعض طلبات المعتقلين مقابل مبالغ مالية منهم، وبعد حجز دور مسبق لمقابلته.