ماذا فعل الوفد العسكري الأميركي في أعزاز؟

مصطفى محمد
الأربعاء   2022/05/18
تضاربت الأنباء حول دخول قوات أميركية إلى الشمال السوري ليل الثلاثاء/الأربعاء، وتحديداً إلى مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري شمال حلب، أو ما يعرف بمنطقة العمليات العسكرية التركية "درع الفرات".

وبينما أكدت مصادر قسد دخول رتل أميركي مؤلف من مدرعات، إلى مدينة أعزاز شمالي حلب، رافقته طائرات مروحية وأخرى استطلاع إلى داخل المنطقة، قال مصدر رسمي من الجيش الوطني ل"المدن"، إن الحديث عن دخول رتل أميركي كامل، حسب ما تم تناقله، ينطوي على مبالغة، مؤكداً أن المعابر في المنطقة لم تشهد حركة مرور عربات أميركية أبداً.

ورصدت المراصد العسكرية طلعات مكثفة لطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولي، وهو ما يرجح حسب المصدر دخول مجموعة خبراء من الأميركيين إلى المنطقة. وقال المصدر: "من غير المعلوم للآن كيف دخلت المجموعة الأميركية، وقد تكون العملية تمت عبر آليات تركية، أو سيارات غير عسكرية، والحديث عن تحليق مروحيات عمودية أميركية في أجواء المنطقة لا صحة له مطلقاً".

وطبقاً للمصدر، فإن وصول الخبراء الأميركيين يعد طبيعياً، نظراً للتنسيق الحاصل بين الجيوش في المنطقة، شأن كل المناطق التي تشهد توتراً وحالة من عدم الاستقرار، وعقّب بقوله: "لكن للآن لا معلومات رسمية تؤكد ذلك".

مصادر أخرى، وضعت وصول القوة الأميركية إلى المنطقة الخاضعة للنفوذ التركي، في إطار التنسيق التركي-الأميركي، مشيرة إلى تزامن الخطوة غير المسبوقة مع تواجد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في الولايات المتحدة.

وكانت الخارجية التركية، قد أكدت أن تشاووش أوغلو، سيشارك في "المنتدى الدولي لاستعراض الهجرة" الذي سينعقد لأول مرة تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يجري الوزير التركي لقاءات ثنائية ضمن إطار الاجتماع.

وبحسب بيان الخارجية، سيشارك تشاووش أوغلو، ضمن إطار الزيارة، في "المنتدى الدولي لاستعراض الهجرة" الذي سينعقد لأول مرة تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والثلاثاء، عبّر تشاووش أوغلو، عن رغبة بلاده في حل جميع الخلافات القائمة مع واشنطن، وقال في كلمة خلال لقائه عدداً من أبناء الجالية التركية في نيويورك، إنه سيعقد لقاء ثنائياً مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، وأضاف "نريد حل المشكلات التي نواجهها في علاقاتنا مع الولايات المتحدة، واللقاء الذي جرى بين رئيسنا وبايدن في روما كان لقاء مهماً في هذا الإطار".

وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر عن اعتزام القوات الأميركية إنشاء نقطة مراقبة على الجبهات التي تشهد تصعيداً دائماً بين قوات الجيش الوطني والجيش التركي من جهة، وبين قسد من جانب آخر.

في المقابل، لم تستبعد مصادر أخرى أن يكون الغرض من دخول القوة الأميركية هو تسلم أحد المطلوبين من أسرى عناصر تنظيم "داعش".

ويتزامن كل ذلك، مع منح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استثناءات لمناطق محددة من عقوبات قيصر، ومنها مدينة أعزاز.