الأحد 2015/03/29

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

الهوية الفلسطينية.. "خارج المكان"

الأحد 2015/03/29
الهوية الفلسطينية.. "خارج المكان"
مفهوم الهوية عند اللاجئين الفلسطينيين يكتسب أبعاداً خاصة (getty)
increase حجم الخط decrease
لا يقتصر الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي على الأرض وحدها بل يمتد ليشمل الهوية والتراث الفلسطينيين، حيث يسعى العدو الإسرائيلي الى محاربة الفلسطينيين في كل ما يمتلكونه من ذاكرة وجذور وتراث. وقد أدرك الشباب الفلسطيني هذا الجانب باكراً في كل مرحلة من مراحل الصراع، وعملوا على توظيف كامل قدراتهم للمحافظة على الذاكرة ورفض إفراغها من ثقافتها ومكوناتها الوطنية.


إنّ رسم أبناء المخيمات الفلسطينية على جدران مخيماتهم دلالة على أنّهم لم ينسوا فلسطين. فالمخيمات هي طريق العودة إليها، ويعتبر الرسم وسيلة لإظهار القضية والهوية الفلسطينيتين، ولتذكير الأجيال الفلسطينية بالوطن وهويته التراثية والثقافية. هذا ما اشارت إليه تانيا نابلسي، وهي فنانة تشكيلية تعيش في مخيم البداوي. وأضافت: "عندما أرسم مفتاحاً أتذكر أنّ لدي بيتاً في فلسطين وأرضاً تحمل إسم جدي، وحين أرسم أشجار الزيتون وخريطة فلسطين، أؤكد ان فلسطين كاملة التراب الوطني ولا يمكن تقسيمها، فالرسم وسيلتي التي أدافع من خلالها عن قضيتي وحقي في العودة وفي الحفاظ على تاريخ أرضي من الإندثار".

ومن جهتها تقول رولا ان "الكتابة هي الطريقة الأفضل للمحافظة على الهوية الفلسطينية ونقلها الى الآخرين لتعريفهم بالقضية الفلسطينية". فشعر محمود درويش وأدب غسان كنفاني كانا كفيلان بتعريف العالم أجمع بأحقية القضية الفلسطينية، وفي نشر الثقافة والهوية الفلسطينيتين. وأضافت: "كوني لاجئة لا أمتلك أي ذاكرة مباشرة أو واضحة عن فلسطين، وجدت نفسي أقرأ كل ما يتعلق بها من أدب وتاريخ وسياسة، فأنا أعمل على إحاطة نفسي بكل ما هو فلسطيني، ولأنني أمتلك موهبة كتابة الشعر فقد عملت منذ الصغر على توظيفها في نقل حبي لفلسطين، فأنا بذلك أصنع هويتي".

فمفهوم الهوية عند اللاجئين الفلسطينيين يكتسب أبعاداً مختلفة عن المفهوم العام والمتعارف عليه بإعتبارها تمثل الثقافة والمعايير المتوارثة واللغة. ويعود ذلك الى خصوصية القضية الفلسطينية والى تجربة التهجير التي عاشها الشعب الفلسطيني مما جعله يفتقد الى المفهوم المكاني للهوية. وتعتبر المسؤولية التي يتحملها الشباب اللاجئون أكثر تعقيداً وصعوبة على صعيد إبقاء الهوية الوطنية حاضرة في ذاكرتهم ويومياتهم.

"إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها، في النهاية إبداعُ صاحبها، لا وراثة ماضٍ"، هذا ما قاله أحمد، في توصيفه للهوية مقتبساً من قصيدة للشاعر محمود درويش. وأكد على ان "الهوية الثقافية تختلف عن الهوية الذاتية التي نحصل عليها فور ولادتنا والتي تبقى ملتصقة بنا الى الأبد". لكن هذا الوضع يختلف عند الحديث عن الهوية الثقافية لأنها، وفقه، "تكبر وتتغير تبعاً لأعمالنا وما ننجزه، ولأننا لاجئون فإن هويتنا الثقافية تغيرت تبعاً للمراحل، وأنا اليوم أعمل ضمن مجموعة شبابية تهدف الى مساعدة الشباب الفلسطيني على خلق هويتهم الفلسطينية وعدم التأثر بالأوضاع والمشكلات التي يمكن ان تواجهنا كوننا لاجئين".

ولكن سامر يختلف مع أحمد في ان الهوية صنع صاحبها، خصوصاً عند التحدث عن الهوية الوطنية. ويضيف: "ان قصص وحكايا جدي عن فلسطين وقريتهم وأشجار الزيتون واللوز فيها، هي التي وثقت إنتمائي الى فلسطين رغم أنني لا أمتلك أي ذكريات عنها ولم أرها يوماً، فذاكرة الأجداد، أو جيل النكبة، هي أساس قضيتنا وهويتنا، ولدي أمنية أريد تحقيقها، وهي التوثيق الشفوي لقصص جدي والحكايا التراثية الفلسطينية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها