الأربعاء 2015/03/04

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

أولمبياد شتوي "خاص" للمرة الأولى.. في لبنان

الأربعاء 2015/03/04
أولمبياد شتوي "خاص" للمرة الأولى.. في لبنان
سيشارك في الألعاب الشتوية "الخاصة" 530 مشاركاً من 15 دولة (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease
سارة خليفة (25 سنة) بطلة سباحة، حائزة على ميداليتين برونزيتين في مصر، فضيتين في اليونان وميدالية ذهبية في لبنان. وهي ترحّب بتنظيم الألعاب الإقليمية الشتوية للأولمبياد الخاص، لأنها كما تقول "تحب لبنان". وهذه الألعاب "الخاصّة" هي لذوي الإحتياجات الخاصّة أو الإعاقات العقليّة التي تعد سارة واحدة منهم.


بيد أن حب لبنان لسارة يبقى موضوعاً للنقاش. فدمج المعوقين عقلياً أو جسدياً وتمكينهم من الإنخراط في الحياة هو الدليل الوحيد لصدق حب الوطن لهؤلاء المواطنين. في المقابل، تحاول "منظمة الأولمبياد الخاص" التعبير عن حبها لهؤلاء عبر تنظيم مسابقات رياضيّة للرياضيين منهم. ويبدو أن لبنان يخطو الخطوة الأولى باتجاه تقبل هؤلاء ودمجهم إذ ستقام "الألعاب الشتوية للأولمبياد الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" في لبنان، وهي ألعاب أولى من نوعها. إذ أن المباريات السابقة كانت جميعها لألعاب صيفيّة.

نظمت، أمس (الثلاثاء)، اللجنة المنظّمة لهذا الحدث حفلاً تعارفياً في فندق "روتانا جفينور" لأعضاء اللجنة العليا المنظّمة لهذه الألعاب التي ضمّت ممثلين للأولمبياد الخاص الدولي، ممثلين للأولمبياد الخاص اللبناني، المؤسسات العسكرية والجمعيات والأسر وممثلي المؤسسات الإعلاميّة. وستقام الألعاب الشتوية بين 30 كانون الثاني و5 شباط في عام 2016 بين بيروت وفاريا. وسيشارك في المباريات 530 مشاركاً من 15 دولة، وهي تشمل 4 ألعاب أولمبية شتوية: التزلج الألبي، سباق الضاحية، الهوكي الأرضي والجري على الثلج.

في هذا الإطار، شدّدت المديرة الوطنية للأولمبياد الخاص اللبناني هلا الحسيني على "دور كل المدعوين في دعم هذا النشاط وإنجاحه. اذ أنني من خلال تجربتي رأيت أن هؤلاء الأشخاص يمثلون الإنسانيّة الحقيقيّة. فطوال الربع قرن الذي عملت فيه معهم لم أر واحدهم يضرب الآخر".

وشرحت الحسيني، في حديثٍ لـ"المدن"، ان هذه الألعاب "لا تحتاج الى تجهيزات إضافية لأن إعاقاتهم عقليّة لا جسديّة. وعلى الرغم من وجود ألعاب أولمبية خاصّة بذوي الإعاقات العقلية والجسدية لكنها غير مشمولة بهذا النوع من المباريات". وأوضحت الحسيني أنه "نظراً لعدم تساقط الثلوج في معظم الدول العربية، اخترنا ألعاباً خفيفة تتيح للمشاركين التدرب على الرمال قبل المجيء إلى لبنان".

وشرح الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي أيمن عبد الوهاب سبب تفوق القدرات الجسديّة لدى ذوي الإحتياجات الخاصّة أو الإعاقات العقليّة، قائلاً إن "الطاقة الموجودة في جسد هؤلاء الأشخاص لا تستخدم كما يجب في العقل، لذلك تحفظ هذه الطاقة للنشاط الجسدي".

والواضح أن دمج ذوي الاعاقات العقلية لا يجب أن يقتصر على دمجهم في الألعاب الرياضيّة، بل يجب أن يتجاوز ذلك إلى دمجهم في مختلف جوانب الحياة. وفي هذا الإطار يمكن الإستفادة من تجربة مصر التي تحدث عنها عبد الوهاب، والتي تتلخّص ببناء 4 مدن لذوي الإحتياجات الخاصّة، مشدداً على أنها "ليست مدناً لفصل المعوّقين بل لدمجهم مع الأشخاص العاديين. وهي تحتوي على مدرسة، مركز تدريب مهني، ناد رياضي ومستشفى يستطيع ذوي الحاجات الخاصّة تقبله. ذلك أنهم يخافون من المشافي والأطباء تماماً كما الأطفال".

أما هلا عبدوني (38 سنة) التي كانت حاضرةً في الحفل إلى جانب سارة فتتقن لعبة "البوتشي" (بولينغ)، وهي لعبت سابقاً في مصر حيث حازت على ميدالية فضية وأخرى برونزية في لبنان. وقالت لـ"المدن" انها "تحب لعبة البوتشي لأنها مسلية وتريد التمرّن للفوز في المباريات القادمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها