الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

عمل السجينات.. المردود كبير

الخميس 2015/01/29
عمل السجينات.. المردود كبير
(فايسبوك:Catharsis - Lebanese Center for Drama Therapy)
increase حجم الخط decrease
أول ما يتبادر إلى الأذهان عند التطرق إلى موضوع السجينات هي الجرائم التي إرتكبت من قبلهن أو المتضررين من جرائمهن، إلا أن دخول السجن لا ينهي حياة السجينات أو يقضي بالتالي على أحلامهن، ولا يلغي مواهبهن وقدراتهن، كما هو راسخٌ في أذهان الناس.


تجني بعض السجينات في لبنان بعض المال من خلال أعمال يقمن بها داخل السجن. وتؤكدّ الممثلة زينة دكاش رئيسة جمعية "كاترسيز" ان "جمعيتنا، التي تعمل على العلاج بالدراما بشكل عام، تؤمن المواد الأولية اللازمة للسجينات من أجل صناعة الأشغال اليدوية، لتحصل السيدات على 85 في المئة من مبيع السلعة، فيما تعود الـ15 في المئة لتغطية كلفة تسويق المنتجات"، مشيرة إلى أن الجمعية تقوم بأعمال يدوية وفنية منذ العام 2008 في سجن رومية، ومنذ العام 2011 في سجن بعبدا.

تخبر فاطمة (سجينة سابقة) عن تجربتها مع الجمعية: "تعلمّت داخل السجن العمل اليدوي في مجال تزيين الشمع والصابون وصناعة الأساور، ولا زلت حتى اليوم وبعد خروجي أعمل في المجال عينه، وأنصح كل السجينات بالعمل داخل السجن".

وفي تجربة أخرى مشابهة، تقوم حوالي 200 سجينة وسجينة سابقة، في سجون بعبدا وطرابلس بصناعة حقائب يد، من تصميم السيدة سارة بيضون وتُعرف بـ"سارز بيغ". ويؤمن هذا المشروع مداخيل ثابتة للسجينات قد تصل إلى 600 دولار أميركي شهرياً، تستخدمها السجينات للإدخار أو لدفع رواتب المحامين. فيما عاد ريع أحد التصاميم لتأمين الدعم القانوني والطبي للسجينات وإعادة تأهيل السجن.

وحول أهمية إشراك السجينات بهذه الأعمال من الناحية النفسية تقول دكّاش: "يجعل العمل من السجينات سيدات منتجات ومستقلات، يملأن وقتهن بالعمل بعيداً عن الملل، فيشعرن بأنهن ذات فائدة، كما إنهن يطالبن بالمزيد من العمل خصوصاً بعد ان تقوم الجمعية ببيع المنتجات". وتقول "نينا" (إسم مستعار لسجينة سابقة): "يمنحك العمل داخل السجن القدرة على النظر إلى الحياة بإيجابية، فخسارتك لحريتك أشبه بالجحيم، ونحن نخاف من عدم تقبل الآخرين لنا عند خروجنا، لكن العمل داخل السجن ومتابعة العلاج بالدراما مع زينة، يمنحك الأمل والصبر والقدرة على التحمل وتمرير الوقت حتى إنتهاء فترة محكوميتك. بعد أن خرجت من السجن، بدأت العمل في شركة تعرفت إلى مديرتها أثناء مشاهدتها لاحدى المسرحيات التي كتبتها زينة ومثّلّتها إلى جانب السجينات الأخريات".

عن اللحظات المؤثرة خلال وجودها مع السجينات تقول دكّاش: "أكثر ما يزعجك هو وجود الأبرياء خلف القضبان، فتحزن عند قراءتك لبعض الوقائع في الملفات القانونية والإكتشاف بأن السيدة بريئة ولا صلة لها بالجريمة لا من قريب أو بعيد. في هذه الحالة تؤمن جمعيتنا محامياً لها. أمّا الفرح فيعمّ السجن عندما يُخلى سبيل احدى السجينات، فهذا ما يمنح الأمل بالحرية لكل الموجودات في السجن".

وتتذكر السجينة السابقة فاطمة فترات الضحك التي كانت تتشاركها مع صديقتيها رحمة وبدريّة، قائلة: "قد يكون أصدقاء السجن هم الأصدقاء الفعليين والمخلصين، لقد تقاسمنا اللقمة وجمعتنا لحظات الحزن والفرح".

تعكس تجربتا جمعية "كاترسيز" ومؤسسة "سارز بيغ"، ثنائية المبادرة الفردية للمجتمع المدني من جهة، والعمل الاجتماعي الإنساني من جهة أخرى. تجربتان ساهمتا بإعادة تأهيل وإنخراط السجينات في الحياة العامة، عبر إعطائهن جرعة للثقة بالنفس، وفسحة أمل بالمستقبل ووعد بالحرية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها