السبت 2015/02/28

آخر تحديث: 08:35 (بيروت)

مسرحية صغيرة عن الرعب

السبت 2015/02/28
مسرحية صغيرة عن الرعب
"المسرح لا يجب أن يعرض على التلفزيون لأن ذلك يشوه تفاعل الجمهور مع الممثل"
increase حجم الخط decrease
العروض المسرحيّة في "الجامعة اللبنانية الأميركية" لا تتوقف. وهذا ما يظهر في الملصقات المنتشرة في الجامعة والداعية إلى تجارب الأداء أو مشاهدة المسرحيات. فقسم المسرح دائم الإنتاج والطلاب هم أنفسهم المنتجون. فمادة "الإنتاج المسرحي" اساسية لطلاب قسمي الإخراج السينمائي والمسرح، وبموجبها يخرج كل طالب مسرحيّته الخاصّة.


زينة بدران واحدة من هؤلاء الطلاب. وقد أخرجت مؤخراً مسرحيةً بعنوان "Little Play of Horrors" (مسرحية صغيرة عن الرعب) للكاتبة سمارة سيسكيند (Samara Siskind). تقول بدران: "المسرحيّة مبنيّة على مشاهد من أفلام الرّعب". وتروي ليان السوقي، وهي إحدى الممثلات في المسرحيّة، قصّة المسرحيّة التي "تدور حول ثلاث شخصيات رئيسيّة. وهي تجمع بين الرّعب والكوميديا وتسخر من أفلام الرّعب التي تُعرض في السينما. وتتفاعل أحداث المسرحيّة بالدخول والخروج من المسرح حتى تستيقظ الشخصيات في نهايتها لتكتشف أنها تحلم". أما الرسالة التي تحملها مسرحيّة بدران، والتي عرضت في 16 شباط الجاري في مسرح "غالبنكيان" في الجامعة، فهي بحسب المدير الفني ومصمم الإضاءة في المسرحيّة محمد هسّي "إرجاع الفيلم إلى المسرح بعد خروجه منه".

وتقول بدران إن "الخطوة الأولى في سياق التحضير لأي مسرحيّة طلابيّة هي تجربة الأداء التي من خلالها نختار الممثلين. ينشغل المخرج والممثلون، بعدها، في قراءة النص والتآلف معه لمدة أسبوع. وفي هذه المرحلة تحديداً، تتوضح الصورة، إذ تتشكّل لدى المخرج فكرة عن شكل المسرح، الديكور وطريقة تفاعل الشخصيات مع بعضها وتحركها على المسرح، وعن النهاية".


مسرح الجامعة
يبدو أن اجتماع قسمي الإخراج والمسرح ضمن برنامج فنون التواصل يقلل من خصوصيّة كل منهما، ويبقي التعلّم فيهما أقل حديداً من المطلوب. بيد أن محمد ياسين، وهو ممثل في مسرحيّة بدران، يعتقد أن مواد المسرح هي أكثر متانة وغنى من مواد الإخراج. ويقول هسي أنه "على الرغم من سعي الجامعة لإعداد برنامج إخراج سينمائي مستقل، الا انها لن تستطيع إطلاق كليّة إخراج. بيد أن المعرفة التي نكتسبها الآن تخولنا الإنضمام إلى أي مدرسة سينمائية. ويمكنني القول أننا كطلاب نجتهد جداً في تثقيف أنفسنا عبر البحث والقراءة".

والواضح أن وجود أساتذة ذوي خبرة في الإخراج المسرحي في هذا القسم يتيح للطلاب فرصاً كثيرة. ويقول ياسين إن "هؤلاء الأساتذة تحديداً يساعدوننا من خلال اختيارنا للتمثيل في مسرحياتهم ومشاريعهم مما يكسبنا خبرة إضافيّة، كما أنهم يعتمدون على طلابهم السابقين في تكوين فريق العمل". في السياق نفسه، تتحدّث بدران عن تأثرها بأستاذة من أساتذتها في هذا المجال واسترجاعها ملاحظاتها وطريقتها في العمل أثناء إخراجها لمسرحيتها الخاصة. "يزيد وجود هؤلاء الأساتذة من خبرتنا، فالعمل مع شخص ذي خبرة يجعل إخراج المسرحيّة أمراً سهلاً. لكن هذه الفرصة لا تتاح إلا للجادّين في العمل والساعين الى تطوير مهاراتهم"، وفقها.

من جهتها، تقول جينيفر طويلة، التي مثلت في المسرحية أيضاً، أنها لم تكن ملمّة بالمسرح، "ولكن جو الصف والتفاعل بين المعلّمة والطلاب زادا من حبي للمادة وشجعاني على الإنخراط في مجال المسرح والتعرّف إليه عن قرب. فالطاقة الإيجابية الموجودة في قسم الفنون الجميلة ككل تحفز على اكتشاف الكثير من الأمور والإنخراط في اختصاصات الآخرين من القسم نفسه". وترى ليان السوقي أن "المشرفين على القسم يلعبون دوراً كبيراً في خلق هذا الجو من التآلف بين الطلاب والأساتذة". وتعتبر مديرة المسرح فاطمة الأحمد أن "الرابط الموجود بين الطلاب والأساتذة في هذا القسم غير موجود في أي قسمٍ آخر. فالأساتذة لا يشعروننا بأنهم في مركز أعلى، بل هم هنا ليحفزونا ويشجعونا طوال الوقت".


النشاط المسرحي العام
لكن المسرح فنٌّ صعب. قد يحبه كثيرون، ولكن الواضح أن حب المسرح لا يكفي للنجاح في إخراج أعمال مسرحية أو التمثيل في أيٍّ منها، بل يجب أن يترافق مع مقدار من الثقافة والخيال. تقول مدى حرب، ممثّلة في المسرحيّة، أن "مجال المسرح يتحدّى الإنسان ليفكّر، وهو مليء بالصراعات مع الذات، حول كيفيّة إخراج أي نص، مما يحول دون دخول العديدين في هذا المجال". ويقول ياسين: "أعتقد أن النشاط المسرحي في الجامعة صورة مصغّرة لواقع تفاعل المجتمع مع المسرح. فالعديد من طلاب الجامعة مثلاً لا يعرفون عن وجوده في الجامعة. أما عندما أشاهد المسرحيات خارج الجامعة فالوجوه ذاتها تتكرر في كل عرض تقريباً". أما بدران فتعتقد أن "المسرح اللبناني ناجح في إطار الأشخاص المحبين له والعاملين فيه. أما الأشخاص البعيدين عنه فهو لا يصل إليهم".

من جهته، يرى هسي أن ذلك "يعود إلى ضعف الثقافة المسرحية في مجتمعنا. وهذا نتيجة لعدم وجود صفوف مسرح أو دراما في المنهاج اللبناني. باختصار، نحن لا نتربى على ثقافة الفيلم أو المسرح بل نشاهدهما لنتسلّى فحسب، لا لنفكّر أو نعرف ما يدور خلف الكواليس". ويضيف أن "المسرح اللبناني أصبح برنامجاً يمكن مشاهدته على التلفزيون مما يقلل من فرادته. فالمسرح لا يجب أن يعرض على التلفزيون لأن ذلك يشوه تفاعل الجمهور مع الممثل". بينما يرى ياسين أن "ما يعرض على التلفزيون ليس مسرحاً بل سكتش يُعرض ليرضي الجمهور فحسب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها