الأربعاء 2015/10/21

آخر تحديث: 19:13 (بيروت)

عمر بقبوق.. السوري الذي كادت العنصرية أن تودي بحياته

الأربعاء 2015/10/21
عمر بقبوق.. السوري الذي كادت العنصرية أن تودي بحياته
"فتحنا محضر تحقيق أمس (الثلاثاء)، إلا أن إقامتينا منتهيتا الصلاحية، فهددوا بترحيلنا" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
العنصرية تجاه السوريين، في لبنان، تسببت بحادثة إعتداء جديدة، بطلها هذه المرة رجل قيل أنه عنصر أمني، وضحيتها لاجئ سوري هو عمر بقبوق، اذ تعرض بقبوق، مساء الثلاثاء، للإعتداء بالضرب من قبل رجل لبناني لا يزال مجهول الهوية بالنسبة له ولزوجته، على مرأى من زوجته وأهالي الحي في منطقة مار مخايل، ما كاد أن يتسبب بمقتله لولا تدخل الجيران والأمن الذي جاء متأخراً.


وبحسب ما روته الزوجة نور لـ"المدن"، فإنها خرجت ليلاً لشراء الخبز من "السوبر ماركت"، فلحقت بها سيارة وعاكسها من بداخلها، فأهانته. وحين وصلت إلى البيت أخبرت زوجها، الذي خرج لمواجهة الرجل فلم يجده. وحين خرج بقبوق مرة أخرى من البيت، بعد ساعتين، وجده بإنتظاره. بصق المعتدي على بقبوق الذي ردّ عليه "أنت رجل بلا أخلاق، لكني لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً، فلن أردّ". لكن بالرغم من ذلك إنهال الرجل على بقبوق بالضرب، إلى أن فقد وعيه. ووفق نور "بعد أن ضربه وأوقعه أرضاً، غاب قليلاً، ليعود حاملاً قضيباً حديدياً وشرع بضرب زوجي به على رأسه". وأضافت: "تجمّع الجيران وحاولوا منعه من ضرب زوجي، إلا أنهم لم يفلحوا، إلى أن ركب سيارته أخيراً وحاول دهس زوجي".

إتصل الجيران بالصليب الأحمر والدرك، "لكن، بالطبع، الصليب الأحمر وصل قبل الدرك، فلم يستطيعوا نقله إلى المشفى قبل وصول قوى الأمن"، وفقها. ولم تقم القوى الأمنية بتوقيف الرجل فوراً، بل كانت تحاول تهدئته ومنعه من مواصلة إعتدائه. وعند وصول نور وزوجها إلى مستشفى الجعيتاوي، تمّ تأخيرهما نصف ساعة إضافية في إنتظار أن تدفع نور مبلغاً من المال. وقد تسبب الحادث لبقبوق "بنزيف داخلي ورضوض في الظهر والأذن التي تم فتحها ثلاث مرات لجعل الدماء تسيل منها"، وهو لا يزال تحت المراقبة الطبية.

وأكّدت نور أنها وزوجها لا يعرفان الرجل، غير أن سكان الحي قالوا لها أنه يعيش في الحارة ذاتها وأنه رجل أمن، كما حذروها منه على إعتبار أنه من أصحاب السوابق. وقالت: "كانت المرة الأولى التي نراه فيها، فنحن لسنا على إحتكاك مع أحد". وأرجعت سبب هذا الإعتداء إلى كره الرجل للسوريين وإلى عنصرية وطائفية واضحتين لديه، "فهو كان يصيح طوال الوقت بأنه يكره السوريين، وأخذ يشتم ديانتنا".

لا تعلم نور ما حلّ بالرجل الذي كاد أن يقتل زوجها، إذ لم يرض الجيران ورجال الأمن الإفصاح عن إسمه حتى. وعلى ما قالت نور "فتحنا محضر تحقيق أمس (الثلاثاء)، إلا أن إقامتينا منتهيتا الصلاحية، فهددوا بترحيلنا". وفي حين أن المتعدي قد يكون طليقاً، يحرس بقبوق رجل أمن، في المستشفى، بسبب عدم شرعية وجوده في لبنان. وترى زوجته أن التهديد بالترحيل هو "وسيلة للضغط علينا لكي لا نرفع دعوى ضد الرجل، كما أشعر أن الحارس موجود لكي يستمع إلينا فيكون على علم بما ننوي فعله".

وكأن ضريبة الموت الوشيك، التي كان على بقبوق دفعها فقط لأنه سوري، ليست كافية، فتبين أن تكاليف العلاج لن يتحملها المتعدي ولا الدولة، بل تقع على عاتق بقبوق وزوجته التي تقول "لقد إستطعت تدبيرها حتى الآن، لكني لا أعرف إن كان في مقدوري تحمل التكاليف المستقبلية". وهي قد تنتقل إلى المستشفى آخر قد تكون كلفته أقل. كما أن إحتمال الترحيل هو كابوس بالنسبة لبقبوق وزوجته، فهو كان قد هرب من سوريا لكونه مطلوباً لخدمة الجيش. بالإضافة إلى أن جوازي سفرهما يتم تجديدهما في السفارة السورية، "يعني ما فينا نروح لأي مطرح تاني"، بحسب قول نور.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها